سموتريتش – كيربي: مسلسل مكسيكي سخيف… رام الله وعواصم العرب تشكر أمريكا وإسرائيل التي لم تقصفنا بعد!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

أخيرا، قالها وبثتها عريضة شاشة «الجزيرة»، جون كيربي ما غيره بتاع «دموع التماسيح» يوم 8 أكتوبر/أكتوبر عن «سفاح» يتقلد حقيبة المالية الوزارية في الكيان واصفا: «بعض مقترحات سموتريتش سخيفة».
الوزير الصهيوني يحمل خريطة تبتلع نصف العالم العربي، ويسخر ليلا نهارا من «جو بايدن جزار الأطفال»، ثم يقترح علنا أن «قتل 2 مليون فلسطيني تجويعا» لا يعبر عن أزمة أخلاقية.
لاحقا، يتحدى سموتريتش العجوز، الذي «يصافح طربيزة» بدلا من ضيوفه، كما وصفه أحد الزملاء ويرفض «عقد صفقة تفاوض».
كل ما تجود به نفس الإرهابي سموتريتش من «مسخرة» الإدارة الأمريكية والاعتداء اليومي على كل القيم البشرية، وتبرير للإبادة لا يستفز المدعو كيربي لاستعمال، ولو لهجة أشد قليلا بوقف «سخافات» سموتريتش!
وفقا لترجمة محطة «سكاي نيوز»: «كيربي ندد بالأفكار السخيفة» لسموتريتش، حتى دون أن يحددها أو يضع مع أنتوني بلينكن اسمه على لائحة العقوبات، ووفقا لتلفزيون «المملكة» الأردني، ما قاله كيربي بصيغة «توقف عن طرح أفكار سخيفة»!
خجل المجرم كيربي من وصف ما يقوله سموتريتش إنه «جريمة حرب» ووصف الجرائم التي يقترحها الأخير بأنها «مقترحات سخيفة».
مثلا لو دعا وزير مالية إسرائيل إلى قتل «نصف سكان غزة»، بدلا من ذبحهم جميعا، لأطل علينا «منسق الأمن القومي الأمريكي» بتصريح من طراز «.. هذه المقترحات نتفهمها، لكنها لا تمثل موقف الإدارة».
في قياسات كيربي، القائد يحيى السنوار «إرهابي يداه ملطختان بدماء أمريكيين» وسموتريتش «وزير يدلي أحيانا بأفكار سخيفة تؤذي رهائن بعضهم أمريكيون»!
رحم الله شاعرنا وصديقنا الراحل الكبير خيري منصور، صاحب مقولة «أي غفران يرتجى بعد كل هذا العهر؟».

ألف جرح صغير

نعود في المناسبة لـ«الجزيرة»، وهي تستضيف أحد المحللين الاقتصاديين، تعليقا على ما بثته القناة 13 الإسرائيلية بخصوص «ارتفاع مستوى العجز في ميزانية الكيان لأكثر بقليل من 8 في المئة».
حاول المحلل أن يتحدث عن «الاجتماعات» الفنية داخل أطقم الوزارة المالية، حيث الخبراء يجدون صعوبة في «التفاعل أو التفاهم» مع «كبيرهم الإرهابي»، الذي لا يقرأ الأرقام ولا يهتم بها، بل وينفي وجود مشكلة، ويتصور أن «عجز الميزانية» ليس أهم من «إخضاع الشعب الفلسطيني».
ذلك لا يعكس إلا حقيقة التقطها أحد المتحاورين عبر القناة 13 عندما قال: مع وجود وزير مالية لا يقرأ البيانات وينكرها لا تحتاج إسرائيل لأعداء في محور المقاومة، لأننا «سنسقط لوحدنا قريبا».
أحدهم مؤخرا سرب «همسة إيرانية» مختصة بأزمة الكيان الاقتصادية قائلا «الإيرانيون قرأوا بالتأكيد مؤلفا صينيا باسم: كيف تقتل الوحش بألف جرح صغير؟».
إلى أن تنطبق معايير «الحكمة الصينية» على الوضع الميداني سيصبح قطاع غزة خاليا تماما من «السكان النازحين»، أي من النساء والأطفال ولن يبقى فيه إلا من هم في «الخنادق» في الداخل و»الفنادق» في الخارج… هل هذا ما قصده الفيلسوف الصيني ومنتحل فكرته الإيراني؟
مجددا ذكرني الأمر بسيناريو «شبيبة فتح» بتاع «إقلاق راحة العملاق على الأقل»، ثم الارتكاز إلى «رصيف انتظار طويل وممل» على أمل تحويل نصف الرواتب الشهرية لكوادر السلطة.

المجازر في غزة تهز الروح

ولإنتاج كمية أكبر من «التوازن النفسي ووهم الطمأنينة»، وبعد مراقبة أداء وتغطية «تلفزيون فلسطين» الرسمي، وهو يندد بمجزرة «الدرج الأخيرة» لا بد من تذكير من تبقى من شرفاء «النضال الوطني» في الضفة الغربية بالوهم التالي: «إذا افترضتم أن الحاضنة الشعبية في غزة عندما تنقلب على حركة «حماس» «إذا انقلبت أصلا» ستستقبلكم بالأحضان فأنتم واهمون، بل مرضى».
انتظار تحويل «الرواتب» بصبر إستراتيجي ثم انتظار «حنية أمريكية ما» لن يقنع «مجنون تل أبيب» بإبقاء الضفة الغربية على الحياد بعد «قتل غزة».

القيادة مشلولة

إذا أفلت سموتريتش، والتهم غزة وفتك بأهلها، لن يقف عند حدود مربع المقاطعة في رام الله، بل سيطارد مكة وعمان والإسكندرية وبقية عواصم الحنان العربي الإسلامي من «المحيط الهادر» إلى الخليج الحائر!
سموتريتش واضح ومباشر وصادق مع تكوينه غير البشري، الذي يشبه شخصية البطل في مسلسل «أل تشابو»، والذي تبثه حاليا قناة «نتفليكس»، حيث طموحات لا تنتهي بحدود متهورة لزعيم مخدرات شرس.
وكيربي، بدوه أوضح، لأنه يشبه شخصية «العراب أمادو» في المسلسل نفسه، حيث «الراعي الرسمي عن بعد» لسلسلة الجرائم بين تجار المخدرات.
السؤال، وهو فلسطيني وإسلامي وعربي في المناسبة: من نحن؟ ما هو موقعنا وسط تلك الملحمة بين «أمادو» و«أل تشابو»؟!
هذه المرة مسلسل مكسيكي: تجلس رام الله وكل قواها المكروفونية بوقار المشلول مع أوركسترا شيوخ «المولينكس»، وتنتظر عمان وعواصم العرب أقرب فرصة لتشكر الأمريكي والإسرائيلي، لأنه «لم يقصفنا بعد».
وهو تعبير في المناسبة استعمله مؤخرا سياسي مخضرم تقلد 13 منصبا رفيعا في الدولة الأردنية.

 بسام البدارين

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

 


 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences