ندوة حول تحصين الجبهة الوطنية الأردنية لمواجهة التحديات المحتملة
أكد العين خالد رمضان، والنائب السابق عمر العياصرة أن تحصين الجبهة الداخلية، وحمايتها من التشكيك والاختراق ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة في ظل التداعيات الإقليمية التي تلقي بظلالها على المنطقة جراء حرب الإبادة التي يتعرض لها الأشقاء في قطاع غزة.
وقالا خلال ندوة نظمتها دائرة المرافق والبرامج الثقافية في أمانة عمان الكبرى، مساء أمس الاثنين تحت عنوان "تزايد الحديث عن إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وما المطلوب لتحصين الجبهة الوطنية الأردنية لمواجهة التحديات المحتملة"، إن العدوان على غزة حمل تأثيرات كبيرة على المنطقة برمتها، ما يتطلب الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولا سيما في هذه المرحلة الراهنة.
وأكد المتحدثان خلال الندوة التي حضرها عدد من الكتاب والصحفيين وشخصيات سياسية وحزبية، أن الموقف الأردني من العدوان على غزة متقدم ولا يجوز التشكيك به.
وقال العين رمضان إن ما حدث من تطورات لم يكن نتيجة السابع من تشرين الأول، بل امتداد لظلم تاريخي تعرض له الشعب الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي الغاشم وتهربه من استحقاقات السلام، مؤكدا أن الأردن قدم ما يفوق قدراته لدعم فلسطين عموما، وغزة والضفة الغربية خصوصا.
وأوضح أن السردية الأردنية التي قادها الأردن لإقناع الرأي العام العالمي مثمرة، وناجحة في تأكيد الحق الفلسطيني، وأن ما نراه اليوم من إبادة للشعب الفلسطيني هو نتاج الظلم التاريخي الذي تعرض له، وعدم الالتزام بالشرعية الدولية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على ضرورة وقف العدوان على غزة وعدم فصل غزة عن الضفة ورفض التهجير، والدفع باتجاه أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، داعيا إلى تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة أية تحديات قد تلوح في الأفق.
من جهته، عرض العياصرة، أبرز ما يميز الموقف الأردني تجاه العدوان على غزة المتمثل بخطاب يقدم مقاربات ضمن مسارات مختلفة، مؤكدا أن الأردن استطاع منذ البداية تقديم سردية مهمة للعدوان أقنع بها العالم، وسحب فيها البساط من تحت أرجل إسرائيل التي اعتبرت أن السابع من تشرين الأول هو أساس الصراع.
وقال إن السردية الأردنية ركزت على أن غياب الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية هو أساس الصراع الجاري الآن في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه السردية باتت عالمية اليوم.
وأوضح أن ما حدث في السابع من تشرين الأول أعاد تظهير القضية الفلسطينية، ودفعها إلى الصدارة، لافتا إلى أن الأردن يعتبر دوما أن القضية الفلسطينية "مصلحة عليا وأمن قومي، وفلسطين تمثل ملفا أردنيا دون مطامع، وأن الصمود الفلسطيني يصب بالمصلحة الأردنية العليا".
وشدد العياصرة على الأردن يقود جهدا سياسيا لوقف العدوان على غزة، ويقدم اليوم مقاربات خلاقة ومبدعة لخدمة القضية الفلسطينية عموما.
--(بترا)