الأجهزة الأمنية في الأردن دقة الأداء وسرعة الإنجاز..
بقلم الدكتور / صخر عبدربه البزايعة
تطور علم الإدارة في العصر الحاضر وأصبح له اثر واضح على الأداء التنظيمي لمختلف المؤسسات، الا أن التطور الذي شهده علم الإدارة الآن تمثل بضرورة نقل المؤسسات من مجرد وحدات إدارية يحكمها تسلسل إداري من الأعلى الى الأسفل إلى مفاهيم أكثر حداثة تقوم على أساس تخفيف القيود على التسلسل الإداري بحيث تصبح المنظمة أكثر قدرة على الاستجابة والتكيف من أجل سرعة إنجاز المهمة وهو ما يُطلق عليه الرشاقة التنظيمية (Organizational Agility).
وبتطبيق هذا التصور على واقع المؤسسات الأردنية عموما نجد أن من بين أبرز تلك المؤسسات الأجهزة الأمنية، فالتطور الذي شهدته تلك الأجهزة سواء على مستوى تطوير هياكلها التنظيمية او على مستوى تحسين أدائها التنظيمي جعل تلك المؤسسات بحق من أفضل المؤسسات الأردنية على مستوى سرعة الاستجابة ودقة الأداء، ولعل هذه الفترة التي يشهدها الأردن عشية الانتخابات النيابية لمجلس النواب 2024 تظهر بوضوح تطور الأجهزة الأمنية الأردنية دون استثناء بمستوى يقارب فكرة الرشاقة التنظيمية، فمن جهة تتطلب طبيعة عمل تلك الأجهزة ضرورة وجود تسلسل أداري من أعلى إلى أسفل، ولكن في الوقت نفسه فإن تطور أداء تلك الأجهزة على مستوى سرعة الاستجابة والتعامل مع ضرورات الدعاية الانتخابية الحالية يعكس بشكل واضح وملموس كيفية توفير الأجواء الأمنة للمقرات الانتخابية وكيفية التعامل مع أي مستجد في نفس الوقت وهذا يشجعنا على المستوى الشخصي أن اتبنى شعار أن الأجهزة الامنية اصبحت حارسا للديمقراطية التي نشهدها في هذه الفترة.
إن هذا الشعار الذي أتبناه يؤكد على الأقل من الناحية الإدارية والتنظيمية على ان التطور الذي تشهده الدولة الأردنية لا يقتصر على مؤسسة دون مؤسسة، بل إن هذا التطور يعكس جدية صاحب القرار في الأردن على تطوير الأداء لكافة المؤسسات بما فيها المؤسسة الامنية، وهذا الشكل من التطور يقترب إلى حد ما مع ما نشهده في الدول الديمقراطية الكبرى.
وفي الختام لا يسع أي كاتب منصف الإ أن يتوجه بالشكر والامتنان للأجهزة الأمنية الأردنية والتي وصلت مستوى يجعل منها انموذجا يحتذى لباقي مؤسسات الدولة في عمليات الاستجابة والتكيف وسرعة الإنجاز
حفظ الله الأردن قيادة وشعبا ومؤسسات