شرق أوسط جديد : عربي وتركي وإيراني

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

لافت تعليق سمعته من سياسي تركي يتحدث عن اسرائيل وحرب غزة وماذا تريد المؤسسة اليهودية من فلسطين والشرق الاوسط، ويقول : إن هدف اسرائيل ليس ابادة وتدمير غزة، بل تفكيك تركيا ودول الشرق الاوسط الكبرى.

في تركيا لا يستثيرهم موقف نتنياهو دعمه وتحالفاته مع اعداء وخصوم تركيا في الاقليم.. بل، انه خوف من نبوءات توراتية تظهر كما لو ان اليهود، وهم «شعب الله المختار» لا يستطيعون العيش الا داخل غابات من الجماجم.

حرب اسرائيل ليست لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر والمنكوب.نتنياهو اول امس اخرج خرائط توراتية لاسرائيل، وتظهر دون الضفة الغربية، وتعلن عن ضم الجولان وغور الاردن، وخريطة لاسرائيل تضم الاردن وفلسطين المحتلة.

زئيف جابوتنسكي الاب الروحي للصهيونية، ومن منظري ومرشد والد نتنياهو، قال في عام 1923، ان اسرائيل ستقوم من اجل تفتيت الاقليم طائفيا واثنيا. نتنياهو عندما اطلقت اسرائيل صواريخها على دمشق، وعندما دبت الفوضى والاقتتال الاهلي في سورية قال، ان الحرب على سورية بدأت بقرار وأوامر من حاخامات اورشليم، وسوف تنتهي بأوامر منهم.

تدمير سورية وتدمير العراق، لابد ان يكون بداية وبوابة لتدمير تركيا وايران، وتحطيم البلدين الجارين. وهو منطق الايديولوجيا والجيوبولتيكا في العقلية الاسرائيلية، واختراق الاقليم لاستعادة التاريخ، وتحقيق الوعود التلمودية. العرب فشلوا في إقامة نظام امني عربي. وفي اطار استراتيجي ورؤية للمصالح الوطنية العابرة للدول.

و في الشرق الاوسط كم سئمنا من اسطرة الصراعات، وحرفها من مسارها الحقيقي والموضوعي.

فلا عدو للعرب والمسلمين سوى ايران.. وايران تحلم في السيطرة على الشرق الاوسط، واحلامها لا تتوقف من دمشق الى بغداد الى بيروت.

متى سوف نبصر الى الصراع العربي / الاسرائيلي بنوع من الجدية، وبعيدا عن السذاجة والفهلوة السياسية.

امريكا قطعت الطريق على أي مشروع عربي وإقامة نظام امن عربي. ومن العدوان الثلاثي 56، واستراتيجية ايزنهاور بمبدأ ملء الفراغ في الشرق الاوسط، وما رسخه كيسنجر في الشرق الاوسط من سياسات تخدم الشعوذة الدبلوماسية، وادخلت دول الاقليم في غيبوبة طائفية.

المسرح الاقليمي متلبد بالغيوم. والعيون على مسار المصالحة التركية / السورية المقبلة. وهل ستكون مدخلا الى بناء نظام إقليمي جديد ؟

و التقارب السوري / التركي يأتي في سياق اقليمي ودولي ملتهب بالحروب والصراعات.. وفي ظل تحولات دولية كبرى في اطار النظام العالمي، واطار الشرق الاوسط ما بعد حرب غزة، وما يحدث من تحولات عميقة منذ ظهور محور المقاومة في مواجهة اسرائيل وامريكا والناتو. ونجاح المقاومة في تعطيل المشروع الاسرائيلي / الامريكي، وفشل الحرب في تحقيق اهدافها الاستراتيجية الكبرى. يفترض ان مناخات الاقليم العاصفة سوف تفتح نوافذ لتحولات وانقلابات جيوسياسية في الاقليم.. وشيء من التفاؤل، ان دولا عربية تكسر الجليد في علاقتها مع تركيا وايران.

فهل سيكون الشرق الاوسط على صفيح ساخن لولادة جديدة، وظهور محور اقليمي يضم دولا عربية : السعودية ومصر، وتركيا، وايران ؟

لربما لم نسمع كلاما صريحا ومباشرا من سياسيين ودبلوماسيين عرب واتراك وايرانيين عن المحور المنظور. ولكن، من يتحسس ما يجري في الاقليم يستدرك ويستشعر أن ثمة زلزالا سياسيا كبيرا قادما على الاقليم، فلماذا لا تكون ولادة الشرق الاوسط الجديد بأيدٍ عربية وتركية وايرانية، ولا بأيدٍ يهودية ونازية ؟!.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences