المخابرات العامة بحق إنهم فرسان للحق ..
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.
................
لاعترف أولا بأنني راجعت هذه المديرية أثناء عملي في مديرية الأمن وبعد التقاعد في أمور مختلفة ، فكان هناك زيارات للأصدقاء والأقارب احيانا، وأحيانا أخرى زيارات من أجل معاملات شخصية أو واسطات لبعض الناس أو تقديم معلومات مررت لي من بعض الناس هدفها ان تحمي الوطن والمواطنين ، وكنت في كل زيارة لي أحصل على نتيجة مفادها بأن العاملين في هذه المديرية هم أبناء بلد من أصول عربية وإسلامية تتجذر بهم كل معاني النبل والأخلاق من حيث الإحترام والتقدير للضيف أو الزائر أو النزيل ، وأنهم أيضا يمارسون أعلى مستوى من السلوكيات في الإحترام مع الزوار المُخيرين أو المُجبرين ،حتى أنني اعتقدت بأنهم جميعا من الغفير الذي على الباب إلى أعلى مسؤول فيهم قد دخلوا دورات في فن الإتيكيت والإستقبال والوداع وحسن المقابلة بالمظهر والهندام.
لقد تابعنا كثير من أبناء الوطن الذين كانوا قد غررت بهم بعض الجهات الحاقدة على الوطن والدولة والقيادة أو من الذين تأثروا بالإشاعات الهدامة التي تبث من قبل الطوابير الخامسة والتي تهدف إلى زرع الفتن وتكبيرها وتدحرجها إلى أن تكبر و تنشر الفتن مما قد يؤثر على أمن الوطن وأمان المواطن، ورأينا أن هؤلاء الأشخاص عند إستدعائهم من قبل الدائرة وكما يعتقد البعض أو كما يحدث في بعض الدول المجاورة أو حتى الدول المتقدمة سوف يتم تعليق مشانقهم أو تعذيبهم أو تغيبهم في غياهب النسيان ، ولكن ما جرى ويجري عندنا من قبل هؤلاء الذين هم فعلا وقولا أنهم هم فرسان للحق يختلف اختلاف كلي عن جميع ما يحدث في اجهزة استخبارات معظم دول العالم .
لقد التقيت بالكثيرين من الذين قد تم استدعائهم أو مُغرر بهم فكانوا يروون لنا ما جرى معهم من قبل فرسان هذه الدائرة، من إحترام للإنسان أولا ثم التقدير للفكر والثقافة والعائلة أو العشيرة ، ثم احداث نقاشات وحوارات فكرية وحقائق لا يعرفها هؤلاء المغرر بهم عن الطريق الذي كانوا يسيرون فيه ، مما جعلهم يصلون للحقائق ثم بعد خروجهم يذكرون الدائرة بالخير ويمتنون لها بحسن المعاملة والتعامل والإهتمام بحاجاتهم الإنسانية والمرضية .
هؤلاء الذين كانوا قد غرر بهم وتشبعوا بالإشاعات الهدامة خرجوا ومعهم الحقائق والأدلة التي تثبت بأن من زج بهم إلى هذه الطرقات كانوا يحققون أهدافا شخصية لهم أو موجهين من قبل جهات خارجية تقصد تدمير الوطن وخلق الفتن فيه وهم لا يعرفونهم بأنهم من المغرر بهم بعد كشف الحقائق .
لقد خرجوا غير حاقدين على الوطن ولا متأمرين عليهم ،لا بل إن بعضهم بعد أن أكتشف الحقائق صار من أكثر المدافعين عن الوطن وهذه الدائرة.
فرسان الحق في الماضي كانت أساليبهم مرعبة وكان من يخرج من عندهم إذا خرج بعد التحقيقات أو بعد المحاكمات يخرج حاقدا ومتأمرا على الوطن وعلى الدائرة ويتمنى أن ينتقم منها أو يفجرها ، أما الأن فإن فرسان الحق بأساليبهم ومعاملاتهم الراقية وعلم وثقافة ضباطها وافرادها وتدريبهم المستمر إستطاعوا أن يغيروا وينجحوا بتغير هذه السياسات القديمة بحيث صارت السياسة العامة هي الإحتواء لأبناء الوطن وإصلاحهم وإعادتهم إلى طريق الصواب حتى وإن اخطئوا بغير قصد ولا يوجد في قاموسهم مفردات الإنتقام أو التعذيب والترهيب ، وصارت مواجهة المغرر بهم من خلال كشف الحقائق وليس الإعتماد على الشائعات ، وإنما المواجهات المباشرة بالأدلة والبراهين وليس بلويّ الأذرع واستعراض العضلات .
وأخيرا اود أن أقول بأن هذه الدائرة استطاعت بفضل الله اولا ثم بتوجيهات جلالة الملك ثانيا وبعقلية وحسن إداراتها الراجحة ثالثا أن تقلب نفسيات الحاقدين المغرر بهم إلى مواطنين متعاونين ومحبين لكافة عناصر الوطن من أرض وشعب وقيادة ،وأن تحاسب المخربين الذي ينوون إحداث الفتن وعمل التخريب بهذا الوطن إلى هياكل وهمية ونسيا منسيا ، فسياسة الردع القوي مهمة جدا بقدر أهمية الجذب الوطني الذي نجحت به هذه الدائرة واستطاعت ان تحمي الوطن وتقلب الأعداء إلى أحباب ومدافعين عنه .
حماكم الله ورعاكم ووفقكم على طريق الخير بتوجيهات ورعاية جلالة القائد الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.