90% من سكان الأردن حضر
الشريط الإخباري :
إيجاد مدن ذكية، واستخدام طاقة متجددة وابتكارات رقمية لخدمات المناطق الحضرية، هي أبرز ما دعا إليه خبراء في اليوم العالمي للمدن والذي يصادف يوم غد الخميس تحت عنوان (تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة).
وتبلغ نسبة السكان الحضر في الأردن من مجموع السكان 90.3%، بحسب الكتاب الإحصائي السنوي الأردني 2018 الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
ويعيش أكثر من نصف سكان العالم الآن في المدن، بحسب الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050، ويعتبر التوسع العمراني واحدا من أكثر اتجاهات العالم تحولا. وقال وزير البيئة الاسبق المهندس خالد الايراني أن تمركز الكثافة السكانية في المدن ، ينتج عنها تحديات تتعلق بالنمو العمراني والضغط على البنى التحتية ووسائل النقل والصحة والتعليم والبيئة والخدمات الأساسية والكثافة في استخدام المصادر المختلفة.
وأضاف أن هذه التحديات وما ينتج عنها من استهلاك تسبب تلوثاً متزايداً ، داعياً إلى أهمية إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة المتجددة وإعداد خطط وطنية من شأنها تثبيت السكان في المناطق الريفية والزراعية ، والعمل على إعداد مشاريع إنتاجية صديقة للبيئة . ويهدف اليوم العالمي للمدن في العام الحالي إلى البحث عن الفرص المتاحة لتوليد الطاقة المتجددة في المدن، وإبراز التقنيات الجديدة التي بمقدورها القيام بإنشاء مدن أكثر شمولية، وزيادة الوعي بكيفية استخدام الابتكارات الرقمية لتقديم الخدمات الحضرية لتحسين نوعية الحياة وتحسين البيئة الحضرية.
واقترح الدكتور رامي الخوالدة والدكتور عصام الحديد من الجامعة الاردنية فرع العقبة في دراستهما حول واقع المدن الذكية، ضرورة إيجاد المدن الذكية وهي تعني دمج المدينة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) ، والعديد من الأجهزة المادية المتصلة بالشبكة (إنترنت الأشياء ) لتحسين كفاءة عمليات المدينة وخدماتها والاتصال بالمواطنين، إذ تسمح تكنولوجيا المدينة الذكية لمسؤولي المدينة بالتفاعل المباشر مع البنية التحتية للمدينة والمدينة ومراقبة ما يحدث في المدينة وكيف تتطور المدينة.
وأشار الباحثان إلى أهمية المدن الذكية ، في الوقت الذي تتزايد فيه الهجرة من الريف إلى المدينة والطلب المتزايد على البنية التحتية التقليدية، وما توفر المدن الذكية من فاعلية و كفاءة وترشيد من خلال الانظمة الذكية، حيث يعتقد كثير من الخبراء ان المدن المستقبلية إن لم تصبح ذكية فإنها ستنهار.
وأشارا إلى أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز الجودة والأداء والتفاعل في الخدمات الحضرية ، من أجل خفض التكاليف واستهلاك الموارد وزيادة الاتصال بين المواطنين والحكومة، تم تطوير تطبيقات المدن الذكية لإدارة التدفقات الحضرية والسماح للاستجابة إلى أية تحديات مستقبلية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمدن ، إلى تشييد مدن جديدة تمهد لإيجاد حلول للأزمة المناخية ، نتيجة تمركز أكثر من نصف سكان العالم اليوم في مناطق حضرية، وسيزيد سيزيد هذا العدد إلى الثلثين خلال عدة سنين .
وأشار في رسالته إلى أن المدن تستهلك أكثر من ثلثي الطاقة في العالم وهي المسؤولة عما يزيد عن 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي، مبيناً أن للخيارات التي ستعتمد عليها البنى التحتية الحضرية في العقود المقبلة كالتخطيط الحضري وكفاءة الطاقة وتوليد الكهرباء والنقل، أثر حاسم على مسار الانبعاثات. وأوضح أن المدن تنتج أيضا أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي على صعيد العالم وتشكّل، بوصفها مراكز للتعليم وللأعمال الحرة، نقطةَ جذبٍ لحركة الابتكار والإبداع التي غالبا ما يكون الشباب في مقدّمتها، مما يستدعي إيجاد حلول بدءاً من وسائل النقل العام المسيّرة بالكهرباء وحتى الطاقة المتجددة والإدارة المحسّنة للنفايات، من أجل مستقبل مستدام أقل إنتاجاً للانبعاثات.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمدن في نهاية شهر تشرين الثاني، لغايات التوعية بشأن التحديات التي تواجه المدن، والدعوة إلى احتضان ابتكارات تضمن حياة أفضل للأجيال المقبلة وشق طريق نحو تنمية حضرية شاملة.