بلينكن.. تحرير الشام منظمة إرهابية حتى الآن!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن بلاده أجرت «اتصالات مباشرة» مع هيئة تحرير الشام رغم تصنيفها -حتى الآن- كمنظمة إرهابية.

جملة -حتى الآن- المعترضة، الواردة في تصريح بلينكن أعلاه، تحمل توجهًا ووعدًا   ودعوة إيجابية بتحوّل قريب في الموقف من هيئة تحرير الشام.

المتطلَب واضح جدًا وبسيط جدًا. وهو متطلَب يسعى إليه الجميع:

 هيئة تحرير الشام والإدارة الاميركية والمجتمع الدولي الذي اجتمع كله في عقبتنا الجميلة، بدعوة استراتيجية من سيدنا الحكيم المبادر، يوم السبت الماضي. زعيم الهيئة أحمد الشرع يقدم أوراق اعتماده إلى المجتمع الدولي بطرق عديدة مختلفة.

وبالطبع ليس الحاسم هو تحوّل أحمد الشرع الشخص، وإعادة تأهيله مدنيًا وديمقراطيًا. بل الحاسم هو قدرته على تحويل الحركات الجهادية السلفية التي شكّل منها تحالفَ هيئة تحرير الشام، الذي أطاح النظام الأسدي، بدعم كامل أميركي تركي، وتأثيره على منتسبيها وإقناعهم بوضع السلاح وإرجاء العقيدة وإجراء مقتضى التحول إلى حركات سياسية مدنية.

معلوم ان هيئة تحرير الشام تشكلت في 28 كانون الثاني 2017، من اندماج جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) وجبهة أنصار الدين وجيش السنة ولواء الحق وحركة نور الدين زنكي وعدد من المُقاتلين والسياسيين من سوريا وخارجها. وأحمد الشرع غير الجولاني، فقدرة الثائر الجولاني على التحول إلى المدني أحمد الشرع ليست مطلقة. قدرته على حسم التنازع بين نهج الشورى والنهج الديمقراطي، موضع اختبار.  علمًا أنه يجب حساب تدخلات دول الإقليم، وتسوية ثارات داحس والغبراء الغرائزية، واستحقاقات الأعراق والطوائف والمذاهب، وتحدي استيعاب عودة 10 ملايين نازح ومهجّر سوري، وتوفير الأمن والاستقرار والخبز.  شعب سورية العربي الشقيق، طحنته الانقلابات العسكرية، التي كان أولها انقلاب حسني الزعيم في آذار 1949، بدعم  الولايات المتحدة، المصنف «أعظم كارثة حلّت بالبلاد منذ حكم تركيا الفتاة»، إلى انقلاب حافظ الأسد 1970، وهي الانقلابات التي جرّفت تقاليد الحياة السورية المدنية، وأدت إلى حكم الأسرة الاستبدادي.  لقد أرست اجتماعات العقبة التي بادر ملكنا إلى عقدها، فرصة مهمة لقوى الثورة السورية لتجاوز العقبات الرئيسية التي لا مفر من تجاوزها. 

وإذا كان استقرار سورية مصلحة سورية في المقام الأول، فإنه مهم لحكام سورية الجدد، ان يعرفوا، ان استقرار سورية هو أيضا مصلحة أردنية، ولبنانية، وفلسطينية، وتركية، وأميركية.

الجميع حريص على دعم ميكانزمات تحقيق الاستقرار في سورية الحبيبة. 

بالنسبة لنا فإننا حريصون على الجوار الحسن الذي افتقدناه لمدة زادت على 60 سنة. وواجبنا كان وسيظل، هو ضمان مصالح الأردن والدفاع عن حدودنا وحمايتها من الإرهاب والمخدرات والتهريب، وما نجم عن تحويل سورية العظيمة إلى ساحة إيرانية، نتفق مع إعلان «الهيئة» على إغلاقها.

محمد داودية

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences