وفد عربي إلى سوريا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بقلم فيصل الشبول

طالت اللحى أم قصرت، فلن تختصر سوريا وأزماتها وانفراجاتها في صور الوفود والاستقبالات بالملابس الرسمية أو بالزي الميداني. لن تختصر أيضاً بفكرة واحدة أو فصيل.

تدخل الشقيقة سوريا بعد نحو أربعة عشر عاماً من أكبر أزماتها، في أزمة جديدة عنوانها الاستقطاب، والاستهداف أيضاً.

في الأخبار أن جامعة الدول العربية تعتزم إرسال وفد إلى دمشق. هل ما زال لدى الأشقاء بعض من النوايا القومية لمنع سوريا من الاختطاف مرة أخرى كما اختطفت وشقيقات لها من قبل، ومن خاطف جديد؟

تحتاج سوريا إلى من يضمد جراحاتها ويلملم شتاتها. إلى من يوحد أرضها وشعبها ويعيد إعمار ما تهدم، ويحيي أمل السوريين بمستقبل أفضل.

لا تستطيع دولة بمفردها أن تتحمل كل هذه الأعباء، ولن يكون في مقدور سوريا الجديدة أن تبني علاقاتها الإقليمية والدولية من خلال وسيط أو وصي.

ما الذي سيتعهد به الوفد العربي للقيادة السورية الجديدة، وما هي الالتزامات المتقابلة. هل يستطيع العرب المساهمة في استقرار سوريا ودعم وحدتها وسيادتها؟

الفراغ السوري أكبر من قدرة أي قيادة جديدة، لا على ملئه بقدرات ذاتية، ولا على منع ملئه من اطراف إقليمية ودولية تريد لسوريا أن تبقى ضعيفة جريحة في المدى المنظور.

يدرك الأردن الجار الشقيق، خطورة الأوضاع في المرحلة الانتقالية السورية الحالية. ومثلما حذر الأشقاء العرب مرة تلو الأخرى من خطورة إدارة الظهر للعراق قبل عقود، ها هو يحذر من ترك سوريا وحيدة في مواجهة الأطماع والتدخلات والعبث والاحتلال.

نقف إلى جانب سوريا بكل إمكاناتنا، مثلما وقفنا إلى جانب أشقائنا السوريين في محنتهم ودفعنا ثمناً غالياً على الحدود ومن اقتصادنا بلا تردد ولا منّة.

هذا هو جوهر موقف قيادتنا، وهي الرسالة التي أوصلها وزير الخارجية بوضوح إلى القيادة السورية الجديدة وإلى الجميع في المنطقة.

يهتم الغرب بما يجري في سوريا، ومثله تفعل روسيا والصين. وتتدخل أطراف إقليمية بصورة علنية، ولا يبدي الأشقاء العرب اهتماماً مماثلاً حتى اللحظة. ما زالوا ينتظرون، أو أنهم سيضعون الملف السوري مرة أخرى في عهدة المجتمع الدولي الذي لم يعد مجتمعاً دولياً من الناحية الأخلاقية.

 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences