«خرائط إسرائيل» تزيد من خساراتها

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بقلم نيفين عبد الهادي

ترتّب مفاجآتها الرامية لمزيد من العنف والقلق وتوتر المنطقة، لتجعل من كل فترة مفاجأة جديدة، وفي قول جرائمها لا نجافي الحقيقة، إذ تسعى إسرائيل لجعل المنطقة على فوّهة أزمات متتالية، بإصرار على عنصرية خطيرة، تملؤ حاضرنا بها وحتى مستقبلنا، دون أي التزام بقوانين او احترام لتشريعات دولية، بمزيد من الجرائم والانتهاكات والضرب بعرض حائط التجاهل والنسيان كل ما من شأنه تخفيف أزمات المرحلة.

أمس الأول، رتّبت إسرائيل لجريمة جديدة، تعبث فيها بتاريخ محصن بقدسية الوقائع والحقائق، تمثلت بما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة، تزعم أنها تاريخية لإسرائيل، شملت أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا، ورافق ذلك تصريحات عنصرية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف يدعو فيها لضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة، جريمة إسرائيلية جديدة وعنصرية، متناسية أن كل هذا لن يؤثر على يقين الأردن تمسكه بأرضه، وعدم النظر لمثل هذه الخروقات الإسرائيلية سوى بعين التجاهل، وربما الشفقة لما وصل له الذهن الإسرائيلي المتطرف.

الخرائط التي نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، تشير إلى إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وبطبيعة الحال هذه الأفعال كما أكد الأردن «لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني»، هذا هو الثابت الأردني الذي يتشبّث به حدّ اليقين، ويرى لتفاصيله جزئيات يُمنع المساس بها.

ربما لم تعد إسرائيل تفاجئنا كما كانت سابقا لكثرة جرائمها، وخطورة ادعاءاتها، وربما أيضا لقناعتنا التي باتت تامة بأن إسرائيل تعيش أوهاما، وفي قولي «تعيش» فهي تصدّقها، متناسية أن هناك واقعا المساس به جريمة، لن يقبل به الأردن، وأي من الدول التي تعبث بتاريخها إسرائيل، متناسية أنها دولة احتلال، ومتناسية حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، والمحتل لا خرائط له ولا حقوق ولا أراضي يتوهم أنها له.

ووسط هذا الاستفزاز الإسرائيلي، والتحريض، والحرب متعددة الأوجه، تُطرح تساؤلات برسم الإجابات، أين المجتمع الدولي من كل هذه الجرائم الإسرائيلية، والتحريض، وتأجيج العنف والتطرف، في المنطقة والذي سيطال العالم، فرغم كل ما يقوم به الاحتلال، يبقى الصمت سيدا للموقف، وغياب الأصوات الباحثة عن السلام لتمضي إسرائيل في سياساتها التي ستبقي المنطقة في دوامات عنف، وتمضي في خرقها الصارخ للقوانين الدولية، فلا بد من موقف دولي لا يقف عند حدّ الإدانة، إنما يرافقه مواقف عملية لتحذير إسرائيل من عواقب ما تقوم به على أمن المنطقة والعالم، عواقبه الوخيمة والخطيرة بطبيعة الحال.

على إسرائيل أن تدرك أن أوهام متطرفيها، تسكن عقولهم فقط، وتزيد من تأجيج أزمات المنطقة، ولا تتعدى فِكر مطلقيها، وتدفع باتجاه مزيد من الصراعات وتهديد أمن الإقليم والعالم، لأن كل ما يقوم به متطرفو إسرائيل خسارات إسرائيلية بسخاء، ليس أكثر، تزيد من عتمة واقعها وعمق أزماتها، فخرائط وهمية لن تغير تاريخا، وحاضرا ومستقبلا، وحقيقة تبقى أفكارا في أذهان إسرائيل ومتطرفيها.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences