دولة حسان أمام تحد صعب: جلالة الملك يضع حجر الأساس لاستراتيجية التحول الرقمي !!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

كتبه المهندس خالد بدوان السماعنة 

طالعتنا كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى رئيس الحكومة دولة جعفر حسان في رسالة ملكية غالية تؤكد أن جلالته مطلع ومتابع حريص لكل مايجري على الساحة الأردنية .. وهذه الكلمات ترجمة عملية لكلماته في مطلع عام ٢٠٢٢ حين قال: " العمل جار على وضع آلية تكفل المتابعة الحثيثة لتنفيذ الرؤية الشاملة في كل القطاعات، وستخضع هذه الآلية لمتابعة شخصية مني".

بل تؤكد رسالة جلالته على أنه يراقب أداء الحكومة عن كثب .. ولا أدل على ذلك من قوله -حفظه الله-:" أصبحت الصناعات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة جزءا لا يتجزأ من منظومة تطوير الاقتصاد والمجتمع، ولا بد لنا من مواكبة هذا التطور والبناء على ما أنجزناه في السنوات الماضية".

توجيه غالي منه -سدده الله- للحكومة بضرورة التركيز على وضع استراتيجية واضحة لآلية التحول الرقمي في الأردن ! ومن جهة أخرى فيها تلميح لكل من تخلف عن ركب التقدم في عملية دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات العمل لتغيير الطريقة التي يعمل بها، وضرورة البحث عن آلية تفي بتقديم القيمة للعملاء بشكل جذري.

جلالته يريدها ثورة رقمية تتجاوز مجرد التحويل الرقمي الذي لازالت بعض قطاعاتنا تعاني من التأخر فيه، والبعض الآخر يرقص فرحا - لفهمه القاصر - إذا ما قام به .. فجلالته يريد بنا الوصول إلى إعادة تصور النماذج الاقتصادية بالكامل لتحقيق الازدهار في عالم يركز على الرقمية.

من هنا كانت توجيهاته السامية واضحة بتشكيل « مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل » وبرئاسة دولة حسان، ومتابعة من ولي عهده الأمير الحسين -حفظه الله ورعاه- ، يهدف هذا المركز إلى "تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة".

إن جلالة الملك يدفع الحكومة لوضع استراتيجية التحول الرقمي من خلال هذا المجلس .. ولا بد من الانتباه هنا إلى أن جلالته لا يتحدث عن التحويل الرقمي الذي يظن الكثيرون أنه الغاية المنشودة والذي لا يتجاوز عملية تحويل العمليات التناظرية إلى عمليات رقمية، كالانتقال من السجلات الورقية إلى قواعد البيانات الرقمية. 

جلالته يريده تحولا رقميا يعمد إلى استخدام التكنولوجيا لتغيير عمليات الأعمال بشكل جذري وخلق فرص نمو جديدة. 

جلالته برسالته هذه وتوجيهه بإنشاء هذا المركز الوطني يريد أن يرى مستقبلا استراتيجية للتحول الرقمي يتم دراستها بعناية بحيث أن كل خطوة في الرحلة إلى " تكنولوجيا المستقبل" تتماشى مع الأهداف الأوسع للدولة. 

يريد جلالته من حسان استراتيجية تمنع القرارات المتهورة، وتخفف من المخاطر، وتضمن أن تتكيف المؤسسات بطريقة مستدامة.

أرى خلال كلام عميد آل هاشم شحذا للهمم يكسو عتبا لكل متلكيء عن المضي قدما نحو تكنولوجيا المستقبل.

نحن في الأردن بحاجة ماسة إلى استراتيجية عملية تؤدي إلى زيادة الكفاءة التشغيلية، وتؤسس لاتخاذ قرارات أفضل من خلال بيانات تحلل،  ورضا للعملاء يتحسن. لاسيما وأن الدول التي تبنت التحول الرقمي مبكرًا غالبًا ما كانت أكثر مرونة وأفضل تجهيزًا للتوسع في المستقبل.

إن الدولة التي لاتواكب التطورات التكنولوجية ستفقد حصتها في السوق، وستبقى أسيرة لعمليات تجارية قديمة، وستفقد القدرة التنافسية. بل إن الدولة التي تؤجل جهود التحول الرقمي قد تواجه صعوبة في اللحاق بالمنافسين الأكثر تقدماً.

لن يكون الأمر ممهدا بالورود .. لأن التغيير دائما مايكون صعبا ... خاصة في مؤسسات القطاع العام 

.. فالأمر يتطلب تغلبا على مقاومة التغيير من خلال التواصل الواضح، والتدريب،والقيادة القوية.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences