الأردن وانتصرت فلسطين

{clean_title}
الشريط الإخباري :  



د. حازم قشوع

لم يقدم شعب على وجه البسيطة ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات، ولم يجسد شعب مضمون الارادة كما جسدها الشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل، فقد أثبت الشعب الفلسطيني عزيمة قدرته على مقاومة الاحتلال ميدانيا كما بينه نموذج غزه الماثل للعيان، وراح يقدم نموذج القبول السياسي في المحافل الدولية لبيان أهمية استقلال الكيان الفلسطيني ببيان الدولة وذلك عبر الإطار الجامع لمنظمة التحرير الفلسطينية لإحقاق الأهلية الدولية.

وهو الإطار الذي يحمل عنوان ثبات الموقف المتوافق مع القانون الأممي في مضمون موضوعية القبول، كما هو الإطار الجامع الذي من المفترض ان يحمل عنوان الشرعية الثورية على تعدد أطيافها ومتغير الوانها والتى جاءت عبر مسيرة طويلة من منطلق فتح الى مستقر حماس والجهاد، التى يجب ان تكون في إطاره مرورا بالديموقراطية والشعبية وكل فصائل العمل النضالي لكونها جميعها قدمت روافد من النضالات بجملة رافعة لتحقيق حلم الدولة وإطار الهوية، وهي جميعها قدمت جهد موصولا يجب ان يكون محمودا في بيت القرار الفلسطيني كونه أضاف لجهد التحرر اضافات مبينة جاءت جميعها لتكون فى خدمة المعادلة السياسية الفلسطينية الموصولة، التي تقوم عليها شرعية المقاومة الذاتية ومشروعية القبول الدولي لاجل تسييل نضالات شعب اراد الحياه واراد تحقيق حلم الهوية بعنوان التحرر والاستقلال.

تلك هى المعادلة السياسية الفلسطينية التي استطاعت الانتصار على كل الظروف القاسية بكل إرهاصاتها و مواجهة العاتيات الثقال بكل اثقالها على الرغم مما حملته رياحها المعاكسة من تدخلات استهدفت تشتيت الجهد الفلسطيني، وأجواء قامت على الاتهامية لبعثرة وحدة الصف الفلسطيني ومناخات حملت ضغائن من التشكيك الاتهامية كانت غايتها دائما اضعاف قدرة النضال الفلسطيني لثنيه عن مواصلة مشواره في مواجهة المحتل، إلا أن هذه التحديات جميعها انكسرت أمام صخرة الصمود الفلسطيني وعناوين التصدي التى بينها الشعب الفلسطيني في ميادين المواجهة عبر مسيرة مقاومته الماجدة، فلم يرهبه جبروت قوة ولم ينال منه انفكاك من حوله عنه لأنه مؤمن بعدالة قضيته واثق من قدرته لتحقيق النصر وعظيم بيان الانتصار، وهو مؤيد برسالة الحق التى دائما ما تنتصر على متاريس القوة مهما احتوت من مخزون استراتيجي مدجج بالسلاح النوعي و مؤيد من عميق إرادة دولية لعرقلة مسيرة نضاله.

فمنذ قرن من الزمان وفلسطين تقاوم المحتل بتوارث أجيال و مازال يحمل شبابها سلاح العلم والمقاومة ويحمل أطفالها موروث ثقافة العودة عن أجدادهم، كما يحمل شيوخها مفاتيح حلم العودة والتحرير كما يقوم الشعب الفلسطيني المرابط حيث كان بنقل القضية الفلسطينية أينما حطت أنفاسه بالمعمورة كما تنعت عشائرها بمسميات بلداتها وقراها ومدنها لتؤصل هويتها، وهي جميعها تثبت بأن فلسطين لن تنهزم امام المحتل مهما غلا جبروته و ارتكب من جرائم وحشية وقودها التقتيل والتدمير وارتكاب حماقات انسانية ادانتها المحاكم الجنائية الدولية عندما قامت بتدمير كل وسائل العيش و عمد لاعتقال شباب المقاومه الفلسطينية.

صحيح أن نتنياهو وزمرته قام بتدمير كل غزة، وجعل من القطاع غير قابل للعيش لغايات التهجير والترحيل، واستخدم كل ما بوسعه لتغيير السمة الجغرافية والديموغرافية في موقعة غزة عبر محاولات الضم بالقوة الجبرية ومحاولة الحل بالاحادية العسكرية، لكن ما هو صحيح ايضا ان فعلته جاءت مخيبة لآماله وقد جر خيبته ببيان انسحابه وهدنة وقف إطلاق النار بإعلان مغادرة القطاع، وهي ذات النتيجة التي تؤكد أن الشعب الفلسطيني انتصر بصموده على أرضه كما انتصر عندما غير ميزان نتائج المعركة السياسي من سلام مقابل سلام الى سلام مقابل انسحاب وتطبيع مقابل إقرار بمشروعية الدولة بعنوان الهوية، كما جعل من العالم أجمع ينشد انشوده فلسطين أيقونة الحرية، فلسطين تجسد حلم الإنسانية، باحقاق الحلم الفلسطيني بقيام الدولة.

ان الشعب الاردني الذي عاش كل لحظه مع غزة الصمود ووقف كما دائما مع الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن كيانه وهويته، فإن ليهنىء نفسه والشعب الفلسطيني بهذا الصمود الاسطورى الذى وقفه أهل القطاع والشعب المرابط في القدس والضفه، وهو الانتصار الذي كان من أبرز نتائجه انتصار الحلول السلمية على حلول الإذعان العسكرية وانتصار لحل الدولتين على سياسة الضم الأسرائيليه، إنما يقدم التهنئة برسالة سلام من اجل ان يعم السلام ارض فلسطين المحرر وتعود القدس الى عرينها الهاشمي حيث كانت بعروبة المحتوى وبعناوين رسالتها المقدسة، وهو ما عمل عليه الأردن بدبلوماسية وازنة طيلة معركة غزة، وسيبقى يعمل من أجل تسييل النضالات الفلسطينية سياسيا لقيام الدولة الفلسطينية كما سيبقى الاردن يقوم بجهده الإنساني مشكلا مركز إغاثي كما كان طيلة فترة حرب القطاع، وهو الأردن الذي سيبقى يشكل مليكه وجيشه وشعبه الابي الدرع الحصين لفلسطين القضية وهو يبشر الأمة ببيان حال المرحله لقد توقفت الحرب وانتصرت فلسطين.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences