قاضٍ يوقف إدارة ترمب عن ترحيل خريج جامعة كولومبيا الفلسطيني

اعتقال محمود خليل يثير جدلًا واسعًا حول حرية التعبير في الولايات المتحدة
أوقف قاضٍ فيدرالي في نيويورك مؤقتًا ترحيل محمود خليل، الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا حديثًا، الذي تم اعتقاله مساء يوم السبت.
ووفقًا للوثائق القضائية، أصدر القاضي أمرًا يمنع ترحيله من الولايات المتحدة حتى جلسة الاستماع المقررة يوم الأربعاء.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان خليل سيظهر في المحكمة.
وجاء في الوثيقة التي تم تقديمها يوم الإثنين: "لحفظ اختصاص المحكمة إلى حين إصدار حكم في الالتماس، لا يجوز ترحيل المتقدم بالطلب من الولايات المتحدة إلا إذا أمرت المحكمة بخلاف ذلك".
لقد أثار اعتقال خليل، المقيم الدائم في الولايات المتحدة، ردود فعل واسعة من جماعات حقوق الإنسان، ودعاة حرية التعبير، ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
تم اعتقال محمود خليل بواسطة عملاء إدارة الهجرة والجمارك (ICE) يوم السبت عند عودته إلى مسكنه الطلابي برفقة زوجته التي كانت في الشهر الثامن من حملها.
وأفاد عملاء ICE بأن تأشيرة الطالب الخاصة به قد تم إلغاؤها.
وعندما قدمت زوجته بطاقة الإقامة الدائمة (الجرين كارد) لإثبات إقامته القانونية، أفاد أحد الضباط بأن بطاقة الجرين كارد الخاصة به سيتم إلغاؤها أيضًا.
في وقت لاحق، ادعى وزارة الأمن الداخلي (DHS) في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن خليل تم اعتقاله بسبب "مشاركته في أنشطة متحالفة مع حماس"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويأتي اعتقاله عقب إعلان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير بأن الذكاء الاصطناعي سيستخدم لإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين يعتبرون "مؤيدين لحماس".
قلق بشأن حرية التعبير وانتقادات واسعة أثار اعتقال خليل جدلًا حادًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جادل المنتقدون بأنه يشكل سابقة خطيرة لحرية التعبير ومعاملة النشطاء المؤيدين لفلسطين في الولايات المتحدة.
وقد اكتسبت عريضة تطالب بالإفراج عنه دعمًا كبيرًا، متجاوزة مليون توقيع في يوم واحد.
كان خليل شخصية بارزة في احتجاجات جامعة كولومبيا المؤيدة لفلسطين في أبريل 2024، حيث عمل كوسيط بين الطلاب.
ووصفه من يعرفونه شخصيًا بأنه ناشط مسالم ومتزن.
قال أحد الطلاب في جامعة كولومبيا على وسائل التواصل الاجتماعي: "محمود خليل هو من ألطف وأعقل الأشخاص الذين قابلتهم.
اعتقاله مؤلم".
وقال طالب آخر، عرّف عن نفسه بأنه يهودي، إن حضور خليل جلب الهدوء خلال اللحظات المتوترة في الحرم الجامعي.
اتهامات ضد جامعة كولومبيا اتهم العديد من الطلاب والنشطاء جامعة كولومبيا بالتعاون مع السلطات الفيدرالية في اعتقال خليل.
وفي ردها، أصدرت الجامعة بيانًا قالت فيه إنها تلتزم بالامتثال للقانون ودعم مجتمعها الطلابي.
دعا المسؤول السابق في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، كريغ موخيبر، هيئة التدريس في جامعة كولومبيا إلى اتخاذ موقف.
وقال في منشور على "إكس": "التاريخ سيحكم على الذين يظلون صامتين.
إما أن تدافعوا عن حقوق الإنسان، أو أن تدعموا الفصل العنصري والإبادة الجماعية".
نددت منظمات الحقوق المدنية، بما في ذلك اتحاد الحريات المدنية في نيويورك (NYCLU)، باحتجاز خليل، واصفة إياه بأنه "هجوم صارخ على حقوق التعديل الأول" و"إساءة استخدام قانون الهجرة".
وقارن الاتحاد الوضع بمكارثية، محذرًا من أن مثل هذه الإجراءات قد يكون لها تأثير مروع على النشاط الطلابي.
التداعيات السياسية والقلق المتزايد يأتي اعتقال خليل في وقت يتزايد فيه التدقيق في النشاط المؤيد لفلسطين في الجامعات الأمريكية.
وقد أعلنت إدارة ترامب مؤخرًا أن جامعة كولومبيا ستفقد 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي بسبب اتهامات بعدم مكافحة معاداة السامية.
وعلى الرغم من حملة الجامعة ضد المظاهرات المؤيدة لفلسطين، يعتقد البعض أن إجراءاتها ما زالت تعتبر غير كافية من قبل الإدارة.
عبر ترامب نفسه عن رأيه في قضية خليل، قائلاً إن اعتقاله هو "الأول من بين العديد من القضايا القادمة".
وتعهد "بإلقاء القبض على هؤلاء المتعاطفين مع الإرهابيين وترحيلهم بشكل دائم".
يرى الكثيرون أن احتجاز خليل جزء من جهد أوسع لقمع النشاط المؤيد لفلسطين في الولايات المتحدة.
وقال أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "اعتقاله هو تهديد لنا جميعًا لعدم التحدث".
وأضاف آخر: "لكننا لن نتوقف عن الدعوة لفلسطين".
عبر آخرون عن إحباطهم من ما يرونه محو الهوية الفلسطينية، سواء في وطنهم أو في الخارج.
وقال مستخدم فلسطيني: "لا يمكننا العيش بحرية في فلسطين، في الولايات المتحدة، أو حتى في مخيمات اللاجئين.
الهدف هو جعلنا نختفي".
لا يزال خليل محتجزًا لدى ICE بينما تدعو جماعات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية إلى الإفراج الفوري عنه.
الحرب في غزةفلسطين اعتقال