حامل شهادة هارفرد وصولجان النهضة ... الرزاز في ورطة
الشريط الإخباري :
جمال حداد
الرزاز حامل شهادة هارفرد وصولجان النهضة هو اليوم في ورطة بعد ان نفذت وعوده واستهلكت تعديلاته الزرع والضرع، ولم يبق في جعبته ابرة مخدر يحقن بها الناس ولا يملك قدرة تنويمهم مغناطيسيا.الوعود البراقة التي وعد بها الشعب الاردني، ثبت انها غير حقيقية،ناهيك عن العجز المطلق في الادارة،وهروب من حوله الذين راهن عليهم بتحفيز الاقتصاد ووضع الحلول الاجتماعية وامتصاص البطالة وتجفيف بؤر الفقر.هاهم اليوم يتقافزون من الدوار الرابع او يدفشون مرغمين وفي كلتا الحالتين فالاوضاع غير مبشرة بل ازدادت سوءاً.
لقد ملَّ الاردنيون سياسات الحكومة وتغيير جلود الساسة فلكل مناسبة لونها ولكل حالة لبوسها.الجميع يدعي انه ضد البطالة ويتباكى على حالة الفقراء ولكن تجربة الرزاز رغم شهاداته وخبراته وادعاءاته انه مرشح الاجيال المقبلة وحامل لواء التغيير و الانتاج والنهضة الا انه للاسف فقد سقطت شر سقطة وانه لم يقدم شيئاً ملموساً على الاطلاق.فوق ذلك انكشفت زيف الخطط الاقتصادية ومحاربة الفساد وتحسين الاوضاع الاجتماعية والمعيشية.هذه الاوجاع الشعبية ولدّت ظاهرة النكتة والسخرية لدى هذا الشعب الاردني الموصوف بالتجهم وانه لا يضحك للرغيف السخن في اشارة الى مدى عمق كآبته. ما يثبت ذلك ازدياد مرضى العيادات النفسية واستهلاك ادوية مضادات الكآبة وتعديل المزاج.هنا تدرك تدرك خطورة ما وصلنا اليه من وضع مأساوي وبؤس حياتي وسوداوية.
المستجد الجديد ان الرزاز يعمل على تجسيد مقولة معالي الشعب الاردني وتعميقها وتوسيع دائرتها،وكان الله في عون الخزينة وعجلّ الله في تلبية امنيات المستوزين الواقفين على الدور من الدوار الرابع الى ساحة الجامع الحسيني.مربط الفرس ان الدراما السورية تعطلت بسبب سوء الاوضاع في الداخل السوري وملَّ الاردنيون المسلسلات المصرية وغابت المسلسلات التركية ولم يبق الا مسلسل التغييرات الوزارية للبطل النجم عمر الرزاز ففي كل اسبوع وزارة ومن ثم التحضير في الاسبوع القادم لوزارة جديدة.لذلك فان الاردني اشقى المخلوقات بهذه العروض الوزارية المثيرة ،لذلك عليه ان يشكر ربه و اولي الامر على هذه اللعبة المسلية التي تجسد " حُسن بخته " وروعة حظه .
الاردنيون بحت اصواتهم في الاحتجاجات،وجفت اقلام الكتاب واستهلكت الاقمشة في تدبيج الشعارات عليها وتعليقها بالطرقات للمطالبة بالتغيير.وهاهو رئيس الوزراء عمر الرزاز بجرة قلم ونغمة على هاتفه النقال الناعم، يعدل ويُغير مثل سائق سيارة قديمة ذات " جير ارضي " يغير غيارات للامام و غيارات عكسية حسب مقتضيات المرحلة و الاحوال الجوية وخوفاً ان تنزلق سيارته الوزارية في احد المطبات وتستعصي الخروج منها. و اسمحوا ان اكون جادأ معكم هذه المرة :ـ كيف نكون بخير بغيات التنمية وهروب المستثمرين وتنامي الجريمة وانتشار المخدرات وبؤس النقل العام وتحول التعليم الى تجارة وارتفاع اعداد المنتحرين.فالشعب في حيرة من امره وكيف يدبر اموره ويُصّرف شؤونه فيما الحلقة تضيق حول عنقه لفقدان احساسه بالامن المعيشي و الامان المستقبلي وقسوة المتطلبات الحياتية على كاهله بسبب ارتفاع الاسعار.
لنكن صريحين وموضوعيين فالرزاز قلب الصورة 180 درجة، بعد ان كانت فقط معوجة.فالوزراء كافة الا ما رحم ربي اخفقوا في مهماتهم حتى انهم اصبحوا جزءاً من المشكلة لا من الحل وعبئاً على الخزينة.واراهن ان الدولة تستطيع ان تستغني عنهم ولا احد يشعر بغيبتهم،شريطة اعطاء صلاحياتهم للامناء العامين من اهل الخبرة والكفاءة.عند ذاك ستكون البلد ـ آخر حلاوة ـ و احسن حالا و اكثر وفرة وتوفيراً وستمشي الامور بدقة ساعة سويسرية وبمهابة ساعة " بيج بن " اللندنية الشهيرة.....جربوا ولن تندموا.
تصوروا في الالفية الثالثة بعد اكتشاف الانسان لعوالم الفضاء الغامضة و اصبحت الاكتشافات خلف ظهره .عرف المريخ وزحل مثلما يعرف باطن كفه،ثم يطلع علينا معالي الوزير المعارض مثنى الغرايبة، "وزير الذكاء الصناعي" ليفّجر قنبلة مدوية عجزت عنها عبقرية انشتاين عصره ليزف البشرى لنا انه بصدد تشكيل لجنة لاعداد استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي بهدف الارتقاء الحكومي .اي انه ينوي زيادة آلآف اللجان لجنة جديدة و تحسين الادارة بعد مائة سنه على تأسيس المملكة لتسريع الانجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة واستغلال الموارد و الامكانات البشرية بطريقة خلاقة.
ذلك يعني اننا نفهم من صاحب الذكاء الاصطناعي ان الامور قبله كانت خربانة فالمعاملات بطيئة وبيئات العمل غير مناسبة و الامكانات البشرية مهدورة والموارد غير مستغلة،وتلك لعمري ادانة لمن سبقوه ويجب ان يقدموا للمحاكمة على القصور والتقصير بحق الوطن والمواطن.اما الدكتور باسم الطويسي المثقف فلا ادري ماذا سيفعل بوزارة الثقافة المفلسة ذات الامكانيات المحدودة و الاثر المعدوم والنشاطات القاصرة على بروتوكولات الوزير.....ما ينطبق على الطويسي ينطبق على فارس بريزات في وزارة الشباب...الكل بالهم شرق. الاغرب خالد سيف وزير النقل الذي جاء بظروف غامضة وخبرة حكومية محدودة كأحدى وزيرات الرزاز السابقات التي لم تمكث سوى اسابيع قليلة وغادرت قبل ان تعرف ممرات الوزارة ودهاليزها.
نختم بالقول والقول الفصل للشعب وله الكلمة الاولى و الاخيرة حيث قال في استطلاعات الجامعة الاردنية قبل ايام :ـ الاردنيون لا يثقون بالحكومة ولا بمعلوماتها الرسمية وكفى الله الاردنيين شر الحكومات المتناسلة بمتواليات هندسية كثيرة لكنها بلا بركة.