برج الجدي
الشريط الإخباري :
يوسف غيشان - في واحدة من قصصة يتحدث الكاتب الساخر التركي العظيم عزيز نيسين، عن خلافات بين قائد عثماني وآخر الماني في قيادة المعركة خلال عمليات الحرب العالمية الأولى، حيث كان القائد الألماني يصر على استخدام الساعات الدقيقة والبوصلة من اجل تحديد الزمن والاتجاهات، لتحديد ساعة الصفر وبدء الهجوم على الأعداء.
القائد الألماني، كان يصر على استخدام الجدي ...نعم الجدي-ابن العنز ما غيره-في تحديد الاتجاهات ...اذ كان يخرجه في الفجر، فيتوقف الجدي بشكل معاكس لرياح الشمال حتى لا تبرد مؤخرته المكشوفة، بالتالي كان القائد العثماني يحدد الاتجاهات اعتمادا على اتجاه مؤخرة الجدي، ولم يكن يثق بالبوصلة.
الألماني لم يكن يصدق ما يرى، وكان يحاول اقناع القائد العثماني، بأن الجدي إذا كان مصابا بالحمو أو الحرارة، فإنه سوف يوجه مؤخرته نحو الشمال حتى تبرد، وهذا ما قد يوقعنا بمشاكل لوجستية على ارض المعركة، لكن العثماني لم يقتنع. واستمر التعاكس في الاتجاهات والاختلافات في الأوامر الى ان تم القضاء على معظم افراد الكتيبة نتيجة الخلافات في التوقيت والاتجاه.
معظم خلافات العرب – عدا تلك المشوبة بسوء النية والقصد-تندرج تحت قائمة الجدي والبوصلة ...هذا يريد البيع والخصخصة وذاك يريد دعم القطاع العام، وذكذاك يسعى الى الاقتراض لتسديد الديون، وهذا ينوي تسديد الديون من اجل الاقتراض.
هذا ينوي ابقاء الدولار مقياسا للعملة، واخر يريد ان يملأ السلة بالعملات المتنوعة، وهؤلاء يجمعون الكل ويحصلون على (الميس) من راس الكوم.
إذا بقي الحال على ما هو عليه، وإذا لم نضع ثوابت نتفق عليها، فإننا لا شك سنفنى كما فنيت كتيبة القائدين.