عامل أردني!
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة - أسوأ الحروب التي تعرضت لها سورية.
لربما أن المواطن السوري أكثر من تضرر قتلا وتشريدا وهجرة، وتشريد لكفاءات وعبقريات مهنية واقتصادية وتجارية الى عواصم العالم شتى، وظروف صعبة جعلت من السوريين عمالا ويقيمون بطرق غير قانونية ويواجهون صعابا كبرى في دول الشتات.
هجرة السوريين هي الاكبر في التاريخ المعاصر، ملايين تم تشريدهم من ديارهم. السوري المشرد تسلح بالمهنة، فترى أنه يعمل في كل القطاعات والانشطة، صنايعي وفني وكهربجي ولحام وقهوجي وعامل حلويات وشاروما وطباخ وكل شيء قد يحقق له مردودا ماليا.
وما اردت هنا التحدث عن الشخصية السورية. وانا أعرف سورية قبل الحرب، وقد زرتها مرات كثيرة واقمت لفترات متقطعة. وترددت على مدن كثيرة. السوري صاحب مهنة ومثابر ونشيط ولا يوجد سوري الا مسلح بمهنة.
لربما أن ثقافة المهنة اجتماعيا تغيب عن مجتمعات عربية كثيرة، والاردن واحد منها. المهنة أقوى واهم من الشهادة والقوشان وكلاهما قد يتقاطعان، ولكن المهنة تبقى سلاحا مسلولا سرعان ما يجري اشهاره في وجه اي محنة وصعاب وتحدٍّ وأزمة وما أكثرها؟
في السياسات العمل والتشغيل وزير العمل الحالي نضال البطاينة يتحرك لانتاج متلازمة اردنية في سوق العمل وهي «المهنة « ولتسيطر على خيارات ورغبات الشباب الاردني. ولتصيب اللوثة والجرثومة العنيدة في ثقافة العمل الباحثة عن فرص عمل حكومية ووظائف مكتبية.
التحدي في الشخصية الاردنية صعب قليلا، ولكن الرهان على توفر الارادة السياسية لدى الوزير البطاينة، يعني بان ثمة امكانية على تفكيك عقد سوق العمل، واحلال الاردنيين، والتخفيف من معدلات البطالة، واسترداد مهن سرقت من الاردنيين.
ثمة حاجة ملحة اردنيا الى انتاج ثقافة للعمل في عصر الاستهلاك واقتصاد الاستيراد. ومقاومة السطوة الاحتكارية لقوى البزنس ومعطلي الاستقلال الاقتصادي، وخصوصا من المصابين بعقدة اقتصاد السوق والانفتاح الاقتصادي، ووصفات صندوق النقد الدولي.
الاردن في العقدين الاخيرين جرب كل الوصفات والروشتات الغربية. والاردني اليوم تغير، وعلى استعداد ان يحمل مع الدولة التحدي لاثبات القدرة على الوجود والصمود بوجه ما يروج ويفرض من سياسات اقتصادية وغيرها.
وأنا متأكد أن لجراثيم الاقتصاد شهادة منشأ، وهناك ما يغزونا عبر ورش وندوات اصلاحية تنزل على بلد كان يصدر القمح والشعير في يوم من الايام. وكانت الكفة تميل الى ميزان الصادرات على حساب الاستيراد، ولربما هذه الحقيقة لا يعيها بعض سياسيي واقتصاديي اللحظة الراهنة. فكما للاقتصاد جراثيم فإن السياسة لها افاعٍ ولربما هم الاخطر.