إنفلونزا..«الجنازير»!
الشريط الإخباري :
رشاد ابو داود - سواء توقف الاردنيون عن «البوس»، حسب طلب وزير الصحة، أو لم يتوقفوا فان انفلونزا الخنازير تواصل حصد أرواح وترك ارواح اخرى تحت رحمة الرعب. فمن عطس يرتعب، ومن رشح يغضب، ومن أصيب بنزلة برد يصعد سلم الخوف درجات.
لا داعي للخوف، حسب التطمينات الرسمية، التي أخافتنا اكثر مما طمأنتنا، حين اعلنت ان عدد ضحايا الانفلونزا الخنزيرية بلغ حتى صباح اول من امس تسع وفيات و292 اصابة تمت معالجتها أو مشتبه بها. وزارة الصحة قامت بتخفيض سعر المطعوم من 11 ديناراً الى النصف (5,5 ) دينار، وقد تخفضه أكثر «خذ مطعوما واحصل على مطعومين مجاناً « الا ان هذه الاجراءات، أيضاً لم تطمئنّا.
فقد اوردت دراسات منذ سنوات ان اكثر ثلاث تجارات ربحاً في العالم هي تجارة النفط ثم السلاح ثم الأدوية. أي اقتل بالسلاح ثم عالج بالدواء الذي تصنعه واربح كثيراً ولا تهتم بحياة البشر. واوردت امثلة على ذلك موجة فيروس الايدز الذي نشرته مافيا الدواء العالمية أولاً في افريقيا في ثمانينات القرن المنصرم وصنعت له الدواء. وعن بقية الأوبئة حدث ولا حرج.
الموجة الحالية لانفلونزا الخنازير عربية بامتياز رغم عدم وجود خنازير حيوانية في المنطقة العربية بل بشرية. فقد تحدثت الأخبار الواردة من اليمن ان سكان العاصمة صنعاء يعيشون في الوقت الحالي حالة من الخوف والقلق الشديدين مع الانتشار المتسارع للوباء، حيث أكدوا أن ارتفاع أعداد الضحايا ينذر بموجة وبائية تتطلب تدخلاً عاجلاً من المنظمات الدولية.
وأرجعوا سبب انتشار الوباء وغيره من الأوبئة الأخرى، إلى تدني مستوى النظافة العامة وتكدس المخلفات والنفايات وطفح المجاري وغيرها من الأسباب الأخرى بسبب الحرب الدائرة هناك منذ سنوات التي حصدت آلاف الضحايا.
وعلى الرغم من ان بعض الدول لا تعلن عن الارقام الحقيقية للضحايا الا ان المغرب اعلن عن ست وفيات واليمن 43. مصر نفت تقارير عن انتشار إنفلونزا الخنازير في المدارس.
وقال المركز الإعلامي لرئاسة مجلس الوزراء، في بيان، إن التقارير «غير صحيحة»، و»لم يتم رصد أي حالات وبائية من أي نوع في مدارس الجمهورية». وأضاف «الوضع الصحي لطلاب المدارس آمن تماما»، مؤكدا أن حالات الإصابات بالإنفلونزا في مصر هي حالات إصابات بفيروس الإنفلونزا الموسمية الشائعة ولا تتخطى كونها نزلات برد عادية».
ماذا عن ليبيا والعراق ولبنان التي تعيش حالات من الفوضى الدامية وغياب السلطات حيث نظافة المناطق والحارات والشوارع منوطة بأهلها؟
نحن العرب مبتلون في هذه المرحلة بأوبئة بعضها بسبب أنفلونزا الخنازير وبأوبئة اخطر بسبب انفلونزا الجنازير من اقتتال واعتقال واحتلال وفساد. الكمامات متوفرة..لكن ليس للوقاية من الأمراض بل لتكميم الأفواه عن الكلام !!