صراع الأعداء نحن ضحاياه السعيدون
الشريط الإخباري :
ابراهيم عبدالمجيد القيسي - قالوا (القط بحب خنّاقه)، قول يصف حال العرب، ولتوخي الدقة نقول حال الأردنيين من العرب، هؤلاء الذين دفعوا ضرائب كل الصراعات في الإقليم، تارة بأزمات اقتصادية ناجمة عن اللجوء الكبير في كل حدث دموي يقع في الجوار وأبعد منه، وأخرى بتجدد التحالفات التي تأتي على حساب الأردن، حين تتنامى مصالح دولية تستثني معاناة وألم ودور الأردن، دولة وقيادة وشعبا..
ومع كل هذه الحقائق المؤلمة، تجد بيننا من يصفق لطرف من الأطراف المتصارعة على في ارضنا وعلى حسابنا، ويهاجم سائر الأردنيين الذين يبادلونه نفس الشعور لكن مع الطرف الآخر.
جماعة «منا وفينا» فزعوا لترامب واسرائيل، مبتهجين بما اقترفته امريكا حين اعتدت على أشخاص إيرانيين تواجدوا في ارض العراق العربية فقتلتهم وقتلت معهم عراقيين، وجماعة أخرى منا وفينا أيضا، ترحموا على قادة تدمير ايرانيين ذبحوا وفتتوا وشتتوا عربا ومسلمين في أكثر من بلد عربي، وولغوا في دماء العرب منذ فجر التاريخ، ولم تتغير مبادئهم من هذا العداء ضد العرب، وبحجة المقاومة ومجابهة العدوان الغربي والاسرائيلي على العراق ثم على غيرها من الدول العربية، فقسموها وجذّروا فيها فتنا كقطع الليل.
كم من ملايين العرب ماتوا وتشردوا وتدمرت اوطانهم بسبب هذا الصراع بين مجرمي الغرب والشرق؟!.. ولماذا تغيب هذه الصورة عن عقل ووجدان وضمير وكرامة اي عربي يبحث عن مبررات لعدوانية طرف ضد الآخر حطبه وضحاياه هو الإنسان العربي ومقدراته وأوطانه؟!.
أحدهما يملك آلة قتل ودمار تكنولوجية، يكبس (زر)، فيقتل ويدمر مدنا للعرب والمسلمين بينما جنوده قابعون خلف الشاشات بعيدا عن الحرب وساحتها، ويستدعي آلته وجيشه المدجج بأسلحة حرب النجوم ضد بشر أبرياء يسكنون خيما وجحورا ولا يحفل بهم وكأنهم قرى نمل في غابة افريقية او استرالية تحترق.
والطرف الآخر؛ أثار كل العرقيات والطائفيات فوجد جيشا من المرتزقة المتطوعين، مستعدا للقيام بكل جريمة حرق وقتل وتدمير على الأرض العربية في العراق وسوريا واليمن وما شئت من رقعة الصحراء العربية القاحلة من الكرامة والكبرياء، وجنودهم ومواطنوهم في إيران لا يعاني فرد واحد منهم أي خطر، بينما على امتداد الصحراء العربية تجد أقواما يرغون ويزبدون حماسا وتأييدا لقاتليهم من الطرفين !!
هذه واحدة من تجليات الرداءة في عالمنا العربي المستباح، يولد المولود فيه يعوم في بحر دم آبائه وأشقائه المغدورين بسلاح وصراع شرقي وغربي، ومنذ نعومة أظفاره لا يجد خيارا سوى اختيار نوع الرصاصة والقذيفة التي ستقتله وهو نائم في فراشه أو هائم في ملكوت الغفلة العربية.
انتو مع مين؟!..أكيد مع النصل الأمضى على رقابكم والرصاصة الأكثر حرقا لأجسادكم وأطفالكم وبلادكم.
فسحقا للغباء وأهله.