الـ 2020 سنة فوضى ”دمويّة” تُمهِّد لـ”لبنان جديد”..؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
سركيس نعوم – النهار

تُشير المُعطيات والمعلومات المُتوافرة عند مُتعاطي الشأن العام في البلاد أن الـ 2020 ستكون سنة الفوضى الكاملة نتيجة الهاوية الاقتصاديّة – الماليّة – النقديّة – السياسيّة التي أنزلت "الدول الرسميّة الثلاث” الحاكمة في لبنان والقوى المحليّة – الإقليميّة الواقفة وراءها كما غالبيّة الأحزاب والسلطات المصرفيّة العامّة والخاصة الشعوب اللبنانيّة فيها. طبعاً ساور مُتابعي الوضع اللبناني شكّ في التوقّع المُتشائم ليس لأنّ الله عزّ وجلّ هدى كل الفئات المذكورة أعلاه، ودفعها إلى التصميم على إعادة تسيير عجلة "الدولة” ومؤسَّساتها في الطريق السليمة، بل لأنّ "الثورة” الشعبيّة التي فاجأت الحكّام "الأبديّين” في لبنان سواء كانوا في الحكم أو المعارضة تحوّلت بعد أسابيع وبفضل هؤلاء "حراكاً” ثمّ ساحات مختلفة أو مُتناقضة الأهداف بعد اختراقها من جهات وأجهزة عدّة داخليّة وخارجيّة، وبعدما استباحها من تستهدفهم علانيّة، وبعدما عاد الولاء للطائفة والمذهب داخلها رغم ظنّ القائمين بها أن تجاوزهما صار قاب قوسين أو أدنى. طبعاً لا يعني ذلك أنّ الباقين في الشارع أو النازلين إليه بتقطّع خلافاً للسابق ليس في أوساطهم مجموعات تؤمن بلبنان الدولة المدنيّة والحريّات والديموقراطيّة… لكنّها لا تزال طريّة العود، ولا تزال من دون قيادة واعية ذات برنامج وطنيّ واضح، ولم يمت في "حناياها” الشعور المُزمن بأن حمايتها في النهاية طائفيّة و”أن الذي يقلع ثيابه يبرد” كما يقول المثل. وقد جاءت استقالة الرئيس سعد الحريري رغم تمسُّك أعدائه وأخصامه به واستماتتهم لإبقائه رئيساً يُصرِّف الأعمال ريثما ينجحون معه في تأليف حكومة جديدة تخرج الناس من الشوارع، جاءت لتوقظ أولويّة الانتماء الطائفيّ والمذهبيّ وخصوصاً بعدما نزل جمهوره السُنّي في العاصمة والمناطق السُنيّة في البلاد تأييداً له ومعارضة للواقفين في وجهه من مسيحيّين (الرئيس ميشال عون والوزير جبران باسيل رئيس "التيّار الوطني”) وشيعة، رغم تمسُّك "ثنائيَّتهم” به. طبعاً يجب عدم التقليل من عودة الحراك على "تشلّعه” إلى النشاط في الشارع وضد المؤسَّسات الفاسدة والسياسيّين المُتَّهمين بالفساد وإلى قطع الطرق في الأيّام القليلة الماضية. كما يجب عدم التقليل من التحرّك الطالبيّ الذي بدأ أمس في الشارع أيضاً. علماً أنّ ذلك ربّما يُشير إلى أنّ تحريض مايسترو بل أكثر من مايسترو قد بدأ. ويبقى السؤال: ما الهدف الفعلي لـ”المايستروات” من ذلك، ومن هم وما هو مشروعهم؟ وطبعاً لا جواب عن ذلك عند الناس الذين صدّقوا منذ نحو ثلاثة أشهر أنّهم يكتبون تاريخاً جديداً للبنان المستقرّ ولمواطنيه الأحرار لا لرعايا الطوائف والمذاهب والقبائل. لكن أصحاب القرار أو القرارات المُتناقضة في لبنان لدى كل منهم جواباً عنها أو أجوبة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences