تقدير إسرائيلي: الحرب المقبلة ليست حتمية
الشريط الإخباري :
قال كاتب إسرائيلي، إن "الرسالة الأخيرة التي أعلنها التقدير الاستخباري السنوي الإسرائيلي الذي أصدره جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، قبل أيام لا تعني بالضرورة أن الحرب القادمة قرار مصيري حتمي، أي إنه يمكن منع اندلاع حرب جديدة في العام الجديد، وفي حال وقعت فإن المسؤولية ستقع على كاهل إسرائيل".
وأضاف أمير أورن في مقاله المطول على موقع "ويللا" الإخباري، أن "الجمهور الإسرائيلي تابع هذا الأسبوع عن كثب معطيات التقدير الاستخباري الإسرائيلي السنوي للعام الجديد 2020، ولعل جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) فعل خيرا حين أعلن هذا التقدير عشية الانتخابات المقبلة، من أجل إشراك الرأي العام الإسرائيلي في توقع ما قد يقع من معركة قادمة، وما قد تتلقاه الجبهة الداخلية من ضربات مؤلمة".
وأكد أورن، الخبير العسكري الإسرائيلي، أن "صدور التقدير الاستخباري تزامن مع توجهات السياسيين الإسرائيليين الجارية في هذه الآونة، وهم لا يتخذون قراراتهم وفق عقلانية، ومصلحة الدولة أكثر من مصالحهم الشخصية، وإلا فإن الوقت قد يفوت على الإسرائيليين".
وأشار إلى أن "التقدير الاستخباري الإسرائيلي يحمل دلالات خطيرة تتعلق بملفات إقليمية ساخنة طارئة، سواء الملف النووي الإيراني، أو الساحة الفلسطينية، في ظل التقارير الإعلامية المتلاحقة عن تقديرات استخبارية متصاعدة، سواء بإمكانية لجوء الإيرانيين إلى اتخاذ قرارات قتالية للضغط على إدارة دونالد ترامب، في حال تم انتخابه مجددا، مع أن الطريق إلى حيازة سلاح نووي وصواريخ مع رؤوس حربية ما زالت بعيدة المدى نسبيا".
وأوضح أن "الساحة الفلسطينية أخذت حيزا واضحا في تقدير (أمان)، الذي يواصل تقديم تحذيراته الاستراتيجية، خاصة في ظل إمكانية وفاة أو تعليق عمل محمود عباس، أو ضم غور الأردن، بجانب إمكانية حصول انتخابات فلسطينية عامة، وما قد تسفر عنه من فوز لحركة حماس، مع أن إسرائيل قد تبقى صاحبة تأثير ما، سلبيا أو إيجابيا على تطورات الأوضاع الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأضاف أنه "في الوقت الذي يقترب فيه الجنرال تامير هايمان رئيس (أمان) من إنهاء مهامه، فإنه يعتقد أن العواصم الثلاثة: واشنطن وتل أبيب وطهران، سيسعون إلى منع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، لكن يبقى السؤال كيف سيتم ذلك: بالحرب أو بالاتفاق، وإمكانية تقديم خطط عدائية لترامب كفيلة بإشعال المنطقة في عدة نقاط متوترة في المنطقة".
وأكد أن "التقدير الاستخباري الإسرائيلي قد يشكل مصدر راحة للمستوى السياسي الإسرائيلي الذي يتطلع لقيادة الدولة خلفا لبنيامين نتنياهو، وأقصد قيادة معسكر أزرق-أبيض، وهم الجنرالات: بيني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون، صحيح أن بين الثلاثة لغة مشتركة، لكن قد ينشب خلاف بين مفاهيم القادة القدامى وأولئك الجدد".
وأشار إلى أن "التقدير الاستخباري الإسرائيلي لا يخرج بالضرورة بنتيجة أساسية مفادها أن الحرب هي قرار حتمي في أي جبهة مشتعلة، سواء في إيران، لبنان، سوريا، وقطاع غزة، وليست بالضرورة أن تقع هذا العام الجديد، وما ستقوم به إسرائيل في قرار لحكومتها القادمة المنتخبة، هو التأثير ليس أكثر على ما قد يقوم به أعداؤها، خاصة في الجبهات الحربية المحيطة بها في ظل الجمود السياسي الذي تعيشه الدولة".