وزير الخارجية يلتقي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
الشريط الإخباري :
استقبل وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الأحد، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، الذي اختار الأردن الوجهة الأولى في أول جولة له في المنطقة تعبيراً عن متانة الشراكة الأردنية الأوروبية، وتثميناً لدوره الذي يقوده الملك عبدالله الثاني بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأجرى الصفدي وبوريل محادثات أكدت العمل على تعزيز الشراكة في جميع المجالات، وبحثت المستجدات الإقليمية وفي مقدمها التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية. وفي تصريحات صحفية مشتركة بعد اللقاء رحّب الصفدي بالممثل الأعلى في زيارته الأولى بصفته الجديدة للمملكة، وقال إن اللقاء كان "فرصة لنا لنتحدث عن تعزيز الشراكة الأردنية الأوروبية، خصوصاً بعد زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى بروكسل الشهر الماضي”.
وقال الصفدي "أكدنا أن المملكة والاتحاد ماضيان في تعزيز التعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والدفاعية وغير ذلك من المجالات”.
ولفت إلى الانطلاقة الفاعلة لتجديد اتفاقية أولويات الشراكة الأردنية الأوروبية التي وفرت إطاراً عملياً لزيادة التعاون بين المملكة والاتحاد أيضاً.
وشكر الصفدي بوريل على الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمملكة، سواء في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية أو في ما يتعلق بمساعدة المملكة على التعامل مع تبعات عبئ اللجوء السوري.
وقال "مواقفنا دائماً قريبة من بعضها البعض، ننطلق من ذات الأرضية التي تستهدف حل الصراعات في المنطقة ومحاربة الإرهاب”.
وأشار الصفدي إلى أن القضية الفلسطينية كانت كما دائماً في مقدمة المحادثات حول الشأن الإقليمي، وثمن موقف الاتحاد الأوروبي المتمسك بالشرعية الدولية وبحل الدولتين أساساً لحل الصراع.
وقال إنه وضع المسؤول الأوروبي في صورة التطورات الأخيرة من "الموقف الثابت الذي اتخذه الأردن إزاء كيفية التقدم نحو السلام الشامل العادل الذي نريده جميعاً، وأيضاً اجتماع جامعة الدول العربية الأمس”.
وزاد "موقفنا هو الموقف الثابت الذي رسمه جلالة الملك بشكل واضح. مواقفنا لا تتغير ولا تتبدل. نحن نريد سلاماً عادلاً شاملاً يلبي حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وفق حل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الذي اعتمده العرب وأكد العرب أمس أيضاً على أنه خيار استراتيجي لنا جميعاً”.
وقال الصفدي "المرحلة صعبة والتحديات دقيقة، لكن لا نستطيع إلا أن نستمر في العمل مع شركائنا في المجتمع الدولي مثل الاتحاد الأوروبي وأشقائنا العرب والفلسطينيين من أجل التقدم باتجاه إيجاد أفق جديد لتحقيق السلام الذي يجب أن يكون عادلاً ويجب أن تقبله الشعوب حتى يكون شاملاً”.
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات تناولت أيضاً سبل حل الأزمة السورية والأوضاع في العراق وفي المنطقة بشكل عام.
وأضاف "متفقون على أننا لا بد من أن نستمر بعمل كل ما نستطيع من أجل أن نجد حلولاً سياسية تنهي الصراعات، وتساعدنا على تجاوز التحديات وتحقق الأمن و الاستقرار والسلام الذي نريده جميعاً”.
من جانبه، قال بوريل "هذه هي زيارتي الأولى للشرق الأوسط بصفتي الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي. وأردت أن أكون هنا في الأردن لإظهار شراكتنا القوية على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف، ودليلاً على تقدير الاتحاد للدور الهام للأردن في تحقيق الاستقرار في منطقة تشهد كثير من التحديات”.
كما أكد استمرار الاتحاد في دعم الأردن للوقوف في وجه الصعوبات والتحديات في المنطقة، وقال "يقدم الأردن الدعم المستمر للاجئين، حيث يستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري، وأن الاتحاد الأوروبي سيستمر بالتزامه دعم جهود الأردن السخية”.
وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، أكد بوريل أنه بدون اتفاق بين جميع الأطراف، تنعدم فرص نجاح أي خطة سلام. وعلى الطرفين العودة لطاولة المفاوضات لإيجاد طريق مستدام للمضي قدماً بناء على الأسس والمعايير المتفق عليها دولياً، ومن بينها حدود عام 1967، وإقامة دولة فلسطين المستقلة القابلة للحياة، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل. وأضاف "نحن بحاجة إلى حلول يمكن أن يقبلها الطرفان في هذا الصراع الطويل الأمد”.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى الدور الخاص الذي يلعبه الأردن في الجهود المستهدفة حل الصراع، وخصوصاً فيما يتعلق بالقدس والوصاية على الأماكن المقدسة. وقال "نحن نشاطر الأردن الالتزام بحل الدولتين واحترام القانون الدولي”.
كما أشار بوريل إلى أنه بحث مع الصفدي قضايا المنطقة، لا سيما الوضع في منطقة الخليج العربي، والعراق، وكذلك الحرب ضد داعش، الذي أكد ضرورة استمرارها ضمن التحالف الدولي.