المنخفضات تقلص الحركة السياحية بجرش
الشريط الإخباري :
تراجعت الحركة السياحية في مدينة جرش الأثرية بنسبة لا تقل عن 50 %، بعد توقف وصول الأفواج السياحية الصينية، نظرا للظروف الصحية التي تعاني منها دولة الصين بسبب فيروس "كورونا”، مما أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء في السوق الحرفي.
وبحسب رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، فإن عدد الزوار الصينيين يكون مرتفعا في هذه الفترة من كل عام، غير ان هناك شبه توقف عن الوصول حاليا من قبل هؤلاء السياح الصينيين، ما انعكس سلبا على القطاع السياحي في جرش، وخصوصا السوق الحرفي في الموقع الاثري، وفقا ليومية الغد.
وهو ما يؤكده مدير آثار جرش محمد الشلبي قائلا ان عدد الزوار من الجنسية الصينية حاليا قليل جدا ولا يذكر، مشيرا الى ان هؤلاء جاؤوا ضمن قروبات سياحية كانت موجودة في المنطقة ودول مجاورة قبل تفشي الوباء.
ويؤكد العياصرة أن عدد الزوار يوميا في الموقع الأثري اصبح لا يزيد على 500 زائر ومعظمهم من الدول الأوروبية، وهذا العدد متدن مقارنة مع عدد الزوار للموقع في الثلاث أعوام الماضية، والذي لم يكن يقل عن 1000 زائر يوميا.
وتوقع العياصرة أن يرتفع عدد الزوار بعد ارتفاع درجات الحرارة وبدء موسم الرحلات في فصل الربيع وتحسن الظروف الصحية في الصين والدول المجاورة لها، مؤكدا أنه بعد انطلاق موسم الرحلات من الطبيعي أن يرتفع عدد الزوار وتتحسن حركة البيع والشراء في السوق الحرفي، ليتمكن تجار السوق البالغ عددهم 48 تاجرا من ترخيص محالهم ودفع اجور العمال وتغطية تكاليف العمل.
ويعتقد العياصرة، ان أكبر مشكلة يعاني منها القطاع السياحي في جرش، هي قصر مدة مكوث السائح في المحافظة، لاسيما وان والخدمات السياحية وخاصة الفنادق غير متوفرة نهائيا، مشيرا الى ضرورة العمل على إطالة مدة إقامة السائح ليتمكن من التسوق من السوق الحرفي أكثر من مرة خلال فترة إقامتهم، فضلا عن حاجة السوق لتطوير وتحديث وإعادة هيكلة لوضعهم، لاسيما وانهم يعيلون ما يزيد على 45 أسرة جرشية.
واوضح أنه من الأولى تركيز الخطط السياحية والبرامج التشجيعية على السياحة الداخلية التي تنشط حركة البيع والشراء، التي لا تزدهر إلا في 3 أشهر من كل عام وهي لا تغطي تكاليف العمل وأجرة المحال التي لا يقوى التجار على تحملها وأجور عمال وباقي النفقات الأخرى.
وقال الدليل السياحي في مدينة جرش الأثرية محمود بني مصطفى، ان الأفواج السياحية الصينية، تراجعت بشكل كبير وواضح في الموقع الاثري، خاصة وان الشهر الماضي والشهر الحالي هما شهرا عطل في دولة الصين ويتجه الصينيون للسياحة وزيارة محافظة جرش بشكل خاص، بعد زيارة مدينة البترا.
ويؤكد ان هذا العام تراحعت اعدادهم بشكل كبير جدا نظرا للظروف الصحية والسياسية والاقتصادية التي تعانيها دولتهم.
بيد ان مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، بين أنه من الطبيعي أن تتراجع أعداد الزوار في ظل ما تشهده المنطقة حاليا من منخفضات جوية متتالية تسبب صعوبة في التجول داخل الموقع الاثري.
غير أن الخطاطبة قال ان الحركة السياحية من الدول الأوروربية ما تزال مرتفعة وضمن الحدود الطبيعية، مشيرا الى ان عدد الزوار منذ بداية العام الحالي بلغ 25 الف زائر معظمهم من الدول الأوروربية.
وتوقع الخطاطبة أن تشهد الحركة السياحية ارتفاعا كبيرا جدا مع بداية فصل الربيع المقبل، وبدء موسم الرحلات والسياحة الداخلية، مع تحسن درجات الحرارة والتي تتيح الفرصة المناسبة للزوار للتجول داخل الموقع الاثري ذي الامتداد الواسع .
وبين الخطاطبة أن مديرية السياحية تعمل داخل الموقع على مدار الساعة، لتوفير كافة الخدمات السياحية التي يحتاجها الزوار وتسهيل تجولهم داخل الموقع الاثري دون معيقات، فضلا عن توفير خدمات الدلالة السياحية، والتي تشهد تطورا ملحوظا خلال هذه الفترة نظرا لوجود أعداد وفيرة من الزوار.
واشار الى تجهيز مختلف المرافق السياحية التي يحتاجها الزائر والحفاظ على نظافة الموقع وتواجد الأدلاء السياحيين في الموقع على مدار الساعة لدخول مئات الافواج السياحية للموقع يوميا.
وتوقع الخطاطبة دخول أفواج أخرى خلال الأيام المقبلة وبعد ارتفاع درجات الحرارة تدريجيا في جرش، مشيرا الى ان كوادر السياحة جاهزة على مدار الساعة لاستقبال الزوار وتجهيز الموقع وتنظيفه وحماية كافة المقتنيات من العبث، بالاضافة الى بيع تذاكر الدخول وإرشاد الزوار ومراقبة الموقع للحفاظ على حياة الزوار خلال تساقط الأمطار الغزير وتأمينهم في حالة حدوث أي تقلبات جوية.
إلى ذلك توقع الخطاطبة أن ترتفع اعداد الزوار كذلك خلال شهر نيسان المقبل لقيام مديرية السياحية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية بدمج المهرجانات المحلية، التي تقام في الموقع الأثري ومنها مهرجان اللبنة ومهرجان المونة الجرشية ومهرجان جراسيا، لتصبح كلها في مهرجان واحد كبير وواسع وقبيل حلول شهر رمضان المبارك، للتخفيف على المواطنين وحشد حضور واسع لهذا المهرجان خلال فترة قصيرة وتوسيع نطاق المشاركة في هذه المهرجانات والمساهمة في تسويقها.