خلافات أميركية إسرائيلية حول صفقة القرن
الشريط الإخباري :
كشفت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ جدًا في البيت الأبيض، كشفت النقاب عن وجود خلافاتٍ "عميقةٍ” و”أساسيّةٍ” بين الإدارة الأمريكية وبين الحكومة الإسرائيليّة فيما يتعلّق بضمّ غور الأردن وشمال البحر الميّت، ومستوطناتٍ إسرائيليّةٍ في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وقال المراسل السياسيّ في التلفزيون العبريّ، باراك رافيد، نقلاً عن المصادر عينها إنّ الأمريكيين أوضحوا لنتنياهو مؤخرًا في سلسلة رسائل مُتبادلةٍ أنّه لا يقدِر أنْ ينتقي ما طاب له من خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت معروفة بـ”صفقة القرن”، ويترك القضايا التي تتعارض مع قناعاته وسياساته الشخصيّة.
ولفت إلى أنّ واشنطن طلبت منه قبول الخطّة برّمتها وأنْ يُعلِن عن مُوافقته على مبدأ دولتين لشعبين، وإلّا لن تسمح له الولايات المُتحدّة بتنفيذ الضمّ، كما أنّ السفير الأمريكيّ في إسرائيل، ديفيد فريدمان، اجتمع مع نتنياهو وأبلغه بأنّ إدارة الرئيس ترامب تريد السلام وليس الصفقات، أوْ بكلماته هو: تطبيق الخطّة الأمريكيّة لا تطبيق خطّة الضمّ، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، قالت دبلوماسيّة إسرائيليّة إنّ نتنياهو يسعى لتحقيق إنجازات دولية حول ضم مناطق بالضفة الغربية، لأنّه واثق من سماح الرئيس ترامب لحكومته بتنفيذ هذا الضم، وأوضحت رينا بسيست، الموظفة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ومساعدة للسفير الإسرائيلي في كولومبيا، في مقالها على موقع "المونيتور”، أوضحت أنّ نتنياهو منشغل حاليًا بتمرير تشريع في الكنيست يسمح لليكود وحزب أزرق-أبيض بتشكيل حكومة جديدة، ما يطرح التساؤل حول سبب استعجاله بطرح قضية الضم المثيرة للجدل مرة أخرى، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ذلك أوضحت أنّ أحد الأسباب لدفع نتنياهو قضية الضم إلى الأمام يبدو أنّه دافع إسرائيلي محلي، فهو يريد ربط أزرق أبيض بسياسة الضم، رغم أنّ الحزب بالكاد متحمس لذلك، كما تنص اتفاقية الوحدة بين الحزبين على أن نتنياهو قد يثير هذه القضية في المستقبل القريب، وأيّ اقتراح من هذا القبيل سيعرض على الكنيست للموافقة عليه، على أنْ يمنح كل حزب في ائتلاف الحكومي الحرية في التصويت كما يراه مناسبًا، طبقًا لأقوالها.
باسيست، الصحفية في القسم الدولي بالإذاعة الإسرائيلية، وتنقلت بين باريس وبروكسل ونيو أورلينز الأمريكية وبريتوريا، وتعمل بوكالة الأنباء الأمريكية وصحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة الصادرة باللغة الإنجليزيّة، أشارت إلى أنّه على الصعيد الدولي، فقد صدر بيان نتنياهو بعد أيام قليلة من تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنّ قرار الضم في أيدي تل أبيب، باعتبار الضم قرارًا إسرائيليًا، وستعمل واشنطن معها عن كثب لتشاطرها وجهات النظر حول هذا الأمر، كما أكّدت في مقالها.
علاوة على ذلك، لفتت إلى أنّ القادة الفلسطينيين والأردنيين أطلقوا حملة دبلوماسية ضد نوايا إسرائيل في تولي السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وقد تحدث وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مع نظرائه من روسيا وألمانيا ومصر واليابان والسويد والنرويج، في محاولة لإشراكهم في الحملة الفلسطينية ضد الضم، فيما حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إسرائيل في عدة مناسبات في الأسابيع الأخيرة من ضم أجزاء من الضفة الغربية، كما قالت.
ونقلت الدبلوماسيّة الإسرائيليّة السابِقة عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف تحذيره من أنّ مثل هذه الخطوة ستكون "ضربة مدمرة” لحل الدولتين المدعوم دوليًا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورغم كل ذلك فمن الواضح أنّ بيان نتنياهو الأخير الخاص بالضم يظهر أنّ تل أبيب منخرطة في حملة خاصة بها، وهي مصممة على وضع القضية على الطاولة الدولية قبل عدة أشهر من أيّ خطوة ملموسة، كما قال المبعوث من قبل الأمم المُتحدّة.
وخلصت الدبلوماسيّة الإسرائيليّة إلى القول إنّ البعض يرى في بيان نتنياهو جهدًا سياسيًا ودبلوماسيًا لتنبيه المجتمع الدولي، وتوضيحًا بأن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا بالفعل المضي قدمًا في الضم، بغضّ النظر عن أيّ ردّ فعلٍ دوليٍّ قد يصدر عقب هذا القرار، وفقًا لأقوالها.