الصين ٠٠٠ السياسة تسيتيقظ والرصاص يصحو في الهند

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 سليم النجار 
وليش أشد إثارة للملل في الفكر العربي المعاصر من هؤلاء الذين ينسبون كل وقائع التاريخ إلى تدبير المؤامرة - أولئك الذين يتوهمون أن الإمبراطورية مبرة خيرية ؛ وأن مطالب اليهمنة دعوة هداية ورشد تشع من البيت الأبيض الأمريكي ؛ أو من وزارة الدفاع ( البنتاجون ) - أو من مقار الشركات العملاقة - أو من مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية ابتداء من ( مجلس العلاقات الخارجية ) فب نيويورك ٠ 
وداوعي الملل أيضاً أن اصحاب نظرية التاريخ المتأمر ؛ ومعهم انصار نظرية الهيمنة العذراء - كلاهما يثير الغبار والدخان من حول واقع الحال ؛ ومجمله ان العلاقات الدولية صراعات قوى ومصالح تمارس فعلها بأقصى سرعة يسمح بها العقل والعلم ؛ وهي تجرب فرض إرادتها بكل الوسائل - علنا وسرا - إقناعا وقسرا - حربا مكشوفة أو تقريعا في الظلام ٠ وهنا فإن التاريخ يصعب - جُزافا - اعتباره مؤامرة مستعمرة ؛ لكنه في اللحظة نفسها يصعب - إطلاقا - اعتباره فرودسا للأطهار ٠ 
وهنا يكون مناسبا طرح عدد من البديهيات حول هذا الموضوع : 
منها تظل الإمراطورية الصينية قضية أساسية تستدعي البحث والدرس ؛ وبعدها فإن ماجرى ويجري على الحدود بين الصين والهند طوال الأيام السابقة ؛ عملية ممارسة لقوة هذه الإمراطورية ؛ التي تريد أمريكيا إشغالها عبر تحريك الهند وجس نبضها في الوقت ذاته ؛ فجاء الرّد الصيني صاعقا ؛ مؤكدا أن ( الإمبراطورية الصينية ) ؛ حلم لا يقوم على المزاج الشخصي لأمير أو ملك أو رئيس يستهويه أن يسمي نفسه إمبراطورا ( مثل " هيلاسلاسي ") الذي اتخذ لقب إمبراطور إثيوبيا ( للعموم أفريقيا ) في أوائل القرين العشرين ؛ او مثل " بوكاسا " الذي قام بوضع تاج على رأسه في أواخر نفس القرن إمراطورا على طريقة " نابليون " أو كما يفعل حالياً ترامب الذي يتصوّر نفسه عَالم بكل شيء ؛ لدرجة أنه توهم نفسه طبيباً يعالج البشرية من خلال أحاديثه الصحفية التي كان يعقدها شبه يومي الحديث عن جائحة الكورونا ٠ 
فتلك وغيرها من نزوات البشر ؛ بل يقوم الحلم الإمبراطوري على ضرورات أمن وطني ؛ ومطالب وصراع دولي ؛ وحوافز سباق نحو التوسع والثروة على اتساع القارات وعبر المحيطات ؛ كما حدث في التاريخ الحديث مع إمبراطوريات البرتغال وهولندا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها ٠ 
والصين التي تتمتع بالقدرة على إدراك استقلالية التنمية في المجالين الاقتصادي والتجاري ولديها الثقة في مواجهة أي تحديات ؛ وما التمارين الهندية التي حرّكها اللاعب الأمريكي ؛ والرد على هذا اللعب الطفولي ؛ من قبل الصين ؛ سيكلف اللاعب الهندي ومن خلفه الأمريكي فواتير اقتصادية وسياسية وثقافية ولن ابالغ اذا وصل الأمر الى دفع فواتير عسكرية أيضاً ٠ 
لقد فتح التاريخ فصلا جديدا ؛ دخلت به الأمة الصينية حقبة جديدة ؛ تواجه فيها الكثير من الفرص والتحديات غير المسبوقة على حد سواء ٠
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences