رجال الدرك رجال المهمات الصعبة
الشريط الإخباري : فايز شبيكات الدعجة -اذا كانت قوات الدرك خسرت آلية احرقها الأشرار في الرمثا فإنها نجحت في الحفاظ على مئات المنشآت والممتلكات العامة والخاصة اثناء اعمال الشغب الي حدثت هناك احتجاجا على قرار الحكومة بتحديد كمية الدخان المسموح إدخالها مع المسافرين بكروز واحد. تأبى الشيم الرمثاوية الاصيلة الاعتداء على قوات الامن ،ومن فعلها خونة وغرباء ومندسون كادوا يتسببون بكارثة كبرى. آلية جواد التي احرقها الجبناء عبارة عن ناقلة جنود مصفحة ممتلئة برجال الدرك في الداخل .والمجرم استهدف ارواحهم وهم الذين كانوا بانتظار أي امر للتدخل السريع في حال تعرض ارواح المواطنين واعراضهم واموالهم للخطر وضبط الامن، لكنهم نجوا بفضل الله من العمل الجبان وتحلوا بأعلى درجات ضبط النفس. على أي حال هذا لن يزيد النشامى إلا عزما وإصرارا وتمسكا بقيم الجندية والانضباط ،فمؤسسة الدرك مؤسسة وطنية يقظة ذات عقيدة مركزية واحدة ،ولقد تعاملت معها كثيرا أبان خدمتي كمدير شرطة وقائد إقليم أمني، ووجدت بكل صراحة انها مؤسسة المهام الصعبة ،وانها اكثر مؤسسات الدولة كفاءة من حيث الاستعداد والتأهب ،واليها يعود الفضل في حقن دماء الاردنيين وتدخلها السريع لمحاصرة الاحداث الجسام وموجات العنف المجتمعي ،او حمايتهم من المجرمين والإرهابيين ،ولعل شعورهم بحجم هذا العطاء العظيم هو السر وراء الروح المعنوية المتعالية التي يتحلى بها كافة منتسبيها كلما اشتدت الازمات، وكلما قدموا المزيد من التضحيات والشهداء. ثم زرتهم لاحقا، وتم اطلاعي على ايجاز جدد قناعتي بأن هذا الجهاز المتقدم نأى عن الغفلة ،وكل مظاهر الارتخاء او تخفيف حدة الإجراءات المحورية المانعة للخلال بالأمن ،وانه على درجة واحدة من التأهب خاصة بعد انقضاء الفترات المتشنجة والحافلة بالتطورات والاحداث المخلة بالاستقرار، ولهذا فإن عطاءه اليومي المتصل ،وكل جهوده وامكانياته مركزة وموجهة الى اتجاه امني واحد. ما فهمته خلال الزيارة أيضا ان قوات الدرك تدرك تمام الادراك حقيقة ان الجريمة ليست حدثا طارئا ،وان اختفاء الأنشطة الجنائية والإرهابية هو اختفاء ظاهري ،وان توقفها لا يعني نهايتها بالضرورة وذلك بالنظر الى سياقها التاريخي ،وارتباطه بمفاهيم ودوافع عديدة وأسباب معقدة منتجة للتطرف والشذوذ الفكري والسلوكي ، وهي حالة انحراف بشري مزمنة شديدة الإصرار عانت منها المجتمعات البشرية على مر العصور، ولا تزال أصولها الحقيقية تبرر الممارسة الإرهابية، ما يعني ان الاعتقاد بالانتصار المطلق على التطرف او التوصل الى حلول نهائية موضع شك مؤكد وبهذا الفهم وعمق الرؤية ارست قوة الدرك قواعد اليقظة الدائمة والوعي المتجدد واصبح طبع اصيل من طباع كافة الضباط والافراد. في نهاية المطاف يبقى الدرك وترحل فلول المجرمين وتختفي، ذلك ان هذا الولاء المطلق والايمان الثابت بالمهام والواجبات والمسؤوليات العظيمة، زادت من رصيد التجارب الناضجة ومتانة الأسس، ومن المناعة الوقائية والاحاطة الأمنية الشاملة ما مكنت قوات الدرك المدججة من إعادة الامن الى الرمثا بسلام، مثلما نفذوا عشرات الالاف من المهام دون إساءة او تجاوزات تذكر وبلا خسائر او إصابات واراقة دماء. .