النصف الآخر من كأس التوافق الانتخابي
الشريط الإخباري :
حمدي فراج - كيف يمكن الذهاب الى اجتماع الفصائل في القاهرة بعقول مفتوحة وأحكام مسبقة؟
لقد اتفق الفصيلان الكبيران الحاكمان في الضفة والقطاع، الشقيقتان الخصمان المنقسمان منذ سنوات عديدة وطويلة ، يعود الى ما قبل عام الاحتراب عام 2007 ، ولم تستطع قضايا عاتية مصيرية مثل ضم القدس واعلانها عاصمة موحدة للكيان ان تصلح بينهما، ولا ارهاصات انتفاضة شعبية في الضفة أتت على نحو ثلاثمائة شهيد او مسيرات العودة الاسبوعية في القطاع التي اتت على نحو مئتي شهيد أن تقارب بينهما ، ولا ظاهرة التطبيع العربي الجماعي حد الاسفاف والمهانة ان توحد بينهما ، حتى جاءت الانتخابات فقاربت بينهما حد التحالف والتطابق والتشارك، وما كان يمكن للمراسيم الانتخابية الثلاثة ان ترى النور في ظل الظروف الوبائية الصعبة لولا توافق الفصيلين على خوض الانتخابات في قائمة موحدة.
فما المعنى الذي يرميه قياديون في الطرفين من انهم ذاهبون بعقول مفتوحة، الا اذا كانوا يقصدون انهم ذاهبون لفسخ ما اتفقوا عليه وبالتالي الطلب الى الرئيس إلغاء الانتخابات .
لقد صرح القيادي الحمساوي خليل الحية بوضوح ان حركته اطلعت مسبقا على مراسيم الانتخابات، لكن زميلا قياديا له، حسام بدران، أشار الى ان المحكمة الدستورية تشكلت دون توافق ودون مسوغات قانونية، كما اعرب عن تخوفات مما اسماه بملاحقات الاجهزة الامنية وقال "ان الحالة السياسية في الضفة الغربية تخلو من الحريات" .
أما في حركة فتح، فخرجت اصوات أكثر وضوحا ضد القائمة المشتركة، ابرزها عضو المركزية ناصر القدوة ، الذي يرى ان قائمة مشتركة ضرب للديمقراطية ، ووصفها بالانتهازية التي تفوح منها رائحة المصالح الشخصية على حساب مصالح الشعب وغير الممكنة سياسيا، اما عضو الثوري عبد الفتاح حمايل فنقل عن اجتماع المجلس الاخير تهديدات لكل من يترشح خارج قائمة حركة فتح في الانتخابات المقبلة، واصبح واضحا الان على لسان القيادي الفتحاوي حاتم عبد القادر ان الاسير مروان البرغوثي وهو عضو اللجنة المركزية قرر الترشح لمنصب الرئيس، ولربما سيشكل قائمة خاصة اذا لم تلب قائمة فتح الرسمية متطلبات المرحلة "في حال عدم وجود أسماء ذات كفاءة ونزاهة في القائمة الرسمية فمن حق القيادات الفتحاوية تشكيل قائمة اخرى". ناهيك عن جماعة القيادي محمد دحلان، وهي حالة شبه مستعصية، وأغلب الظن انه لن يدعى لحضور اجتماع الفصائل القاهري، لكنه على الارجح سيكون في احدى الغرف الخلفية، فتأثيره حاضرا او غائبا، أكثر بكثير من حضور فصائل حاضرة وهي غائبة، تأتي للتصفيق و يلهث لسانها بغير ما يضمر قلبها، ما كان محمود الزهار قد قال عن اعدادها انها لا تتجاوز حمولة باص "Pick up" ، والراحل عرفات قد اطلق عليها فصائل الكسور العشرية.