حسن صفيره يكتب .. (وزارة الصحة) سمك لبن تمر هندي
خاص : حسن صفيره
قادتني الصدفة قبل ايام لزيارة غير مبرمجة لوزارة الصحة وادهشني ما شاهدت من تسيب واضح في التزام الموظفين فلا تواجد لهم في مكاتبهم وغرفهم الا بنسبة بسيطة وأعتقد انهم من موظفي الصف الثاني أو الثالث كما صدمني واذهلني تواجد كميات كبيرة من النفايات والتي تم طرحهها بعشوائية ناهيك عن المخلفات الطبية لفريق التقصي الوبائي والتي تستقبلك على مدخل العاملين والزوار في أهم وزارة تعنى بالصحة وتوجه وترشد الناس اليها وهي غائبة عندها وفي اروقتها.
كما لاحظنا ولاحظ غيرنا أيضا تواجد الجموع الكبيرة من رجال الأمن الخاص والعمال التابعين لشركة الخدمات والذين ينشغلون طوال اليوم بالاحاديث الخاصة فيما بينهم وبعضهم يمضي وقته بلعب (الببجي) و(الجواكر) وكل يغني على ليلاه دون رقيب او حسيب وحتى المصاعد المملوكة للدولة ومن جيبة المواطن الدافع للضرائب كانت عبارة عن لعبة لدى الأطفال في صعودهم ونزولهم وسباقهم فيما بينهم دون أن يجدوا من ينهرهم او يوقف عبثهم وبصراحة اكثر كانت الوزارة عبارة عن (حارة كل مين ايده اله) و (سارحة والرب راعيها).
وزارة الصحة من أهم الوزارات واخطرها نظرا للمهام الدقيقة الموكولة اليها وأهمها واجبها بتقديم الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والرقابية. والحفاظ على صحة وسلامة المواطنين من الأمراض السارية والمعدية كما ويناط بها توفير الكوادر الطبية والمساعدة وتأمين اللوازم الخاصة بعملها وقد كانت في عهود سابقة وقريبة من اكثر المؤسسات التزاما ونظافة وترتيبا على مر الحقب الوزارية ابتداءا من د. ياسين الحسبان وتلاه الباشا الصادق الخلوق د. عبداللطيف وريكات مرورا بمجلي محيلان ومن ثم الطبيب الإنسان د. علي حياصات و د. محمود الشياب والمشاكس صاحب الرأي د. غازي الزبن وانتهاءاً بالقامة الوطنية الذي كان ملما بكل تفاصيل المشهد الصحي الباشا المحترم د. سعد جابر.
تقصينا الحقائق وبحثنا مطولاً عن الأسباب والمسببات التي قلبت كيان هذه الوزارة وموازينها فوجدنا الخلل والمشكلة في أكثر من جانب وسنطرحها ليس من باب التشهير او الانتقاص من الجهد لا سمح الله بقدر ما هو لاجل تصويب الوضع والحد من الفلتان الوظيفي ولعل اول هذه السلبيات هو التقصير الواضح في المتابعة المباشرة لمدراء الدوائر وعدم تواصل رأس الهرم معهم ونعني هنا الوزير بصفته الوظيفية فلا يعقل ان يكون مسؤولا في مؤسسة ما قد تم تعينه فيها من تاريخ 12 أكتوبر 2020 ولغاية هذه اللحظة لا يعرف صور واشكال مدرائه ولم يلتقيهم على اجتماع بسيط او حتى على كوب شاي وفنجان قهوة ليشرح لهم سياسته وبرنامجه ورؤيته وخططه المستقبلية او كي يشعرهم بوجود الرقابة على عملهم وادائهم الا ان هذا لم يحصل ولا يستطيع احد مقابلة وزيره الا من خلال حجاب والحاجب غير موجود اصلا فانعدم التواصل وكثرت الأخطاء وعم التجاوز الأركان.
من ناحية أخرى فأن مصادرنا تقول ان الوزارة في العهد الحالي تعاني من (بيروقراطية) قاتلة فلا وجود للتنسيق بين الدوائر ولا هنالك جرأة في اتخاذ القرارات المستعجلة او العادية وحتى إجازات الموظفين البسيطة من الممكن أن يشكل لها لجنة من خمسة أعضاء للموافقة عليها كما وحدث بلا حرج عن المؤتمرات الصحفية (العقيمة) والتي تدعو اليها وتجريها العلاقات العامة والتي لا نعرف من هو مديرها وشخص الناطق الرسمي بأسمها فقد اختلط بها الحابل بالنابل واصبحت هذه الوزارة عبارة عن "سمك لبن تمر هندي" وبحاجة ماسة لمبضع جراح ماهر لاستئصال الورم الخبيث وعلاج الداء المستعصي ومن ثم إعادة التموضع من جديد ووضع النقاط على الحروف قبل أن يقع الفأس بالرأس ان لم يكن بالفعل وقع وأصبح من المحال تغيير الحال.
نضع هذه المادة على مكتب وزير صحتنا خريج الجامعات البلغارية (بلوفديف) والتي تعد الأقوى طبيا والاضعف اداريآ آملين من الله عز وجل أن تصل اليه دون وشوشة متملق وغمزة وصولي فما يهمنا هو الصالح العام وان نرى وزارتنا كما عهدناها شامخة قوية وذات رهبة بغض النظر عن اسم وزيرها وحاشيته.