الغوغائيون في الحياة العامة ..؟
الشريط الإخباري :
محمد علي الزعبي
الغوغائي ليس فقط من يمارس فعل الغوغاء !!! وإنما كل من حرض عليه، أو سمح به، أو أجازه، أو ساهم بالتخطيط له !!! وسواء كان ذلك بهدف الوصول لحق !!! أو الإعتداء على حق !!! أو تحقيق غايات وأهداف مشروعة أو غير مشروعة !!!
الغريب أنه في مجتمعنا كثيرا" ما تجد أن بعض من يعتقد أنهم ( النخبة) وممن لا تسمح مكانتهم الاجتماعية أو الثقافية أو الوظيفية ممارسة الغوغاء !!! تجدهم ولأهداف خاصة بهم ( تقاطعت ) مع أهداف المجموع المعلن عنها !!! ينخرطون بشكل أو بآخر بشخوصهم أو من خلال أدواتهم بإعداد وإخراج سيناريوهات الاحداث والمشاهد الغوغائية !!! ويستطيع أي ( مدقق هاوي) أن يشتم رائحة أنفاسهم، وأن يلتقط آثار بصماتهم في كل جزئية في مسرح الأحداث !!!
طبعا" إنخراط هؤلاء الذي يلازمه إرتداء ( طاقية الإخفاء ) يكون من خلال التفاعل مع الحدث من أماكن معتمة وغرف مغلقة تؤمن لهم عدم الظهور في المشهد في بداياته، وتمنحهم فرصة الظهور لاحقا" أمام متخذي القرار في السلطة بمظهر المرجعية المؤثرة التي يعول عليها في إنهاء ما يقع من أحداث ومنع ما قد يترتب عليه من مضاعفات !!! وهو ما يضمن بالتالي تعاظم وتعزيز مكانتهم لدى السلطة من جهة وتلبية طموحاتهم ومصالحهم من جهة أخرى !!! وهو ما يتحقق بالفعل على أرض الواقع عندما يتم اللجوء إليهم مرارا" وتكرارا" من قبل الدولة للتدخل وإنهاء حالة الغوغاء بإعتبارهم رجال دولة وأصحاب تأثير ونفوذ في محيطهم !!!!
لذلك تجد هؤلاء ( النخبوغوغائيين ) حريصون كل الحرص على إبعاد منافسيهم في التحكم والتوجيه عن المشهد !!! وتجدهم كذلك وتحت ذرائع مختلفة حريصون كل الحرص أن يمكن سياق الاحداث من إيصال الرسائل المطلوبة العامة و (الخاصة) وبالقدر الذي لا يسمح بتجاوز الخطوط ويحفظ لهم خط الرجعة والعودة للنسق العام والمألوف للتفرغ بعد ذلك لحصد جوائز التدخل السريع الذي مارسوه لإنهاء حالة الفوضى والغوغاء !!!........