انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني .. (دحلان) الأقوى تنظيمياً و(فتح) تحاول تجنب أخطاء الماضي و(حماس) ليس حركة 2006 ..
خاص/ المحرر
تدخل انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في العد التنازلي لاجراءها وقد بدأ بالفعل الحراك والكولسات المخفية والمعلنة واصبحت البيانات الرنانة خصوصا من بعض أطراف في قيادات حماس تظهر من هنا وهناك ولعل القوى المتصارعة لنيل اكبر عدد من المقاعد باتت جلية ولا تحتاج إلى تنظير او تحليل.
مقاعد المجلس لن تخرج من الجهات التالي وكل حسب قوته الأنتخابية ويتصدر هذا المشهد القيادي الفتحاوي والمختلف مع قيادته والمبعد عنها (محمد دحلان) الذي لم يهدأ طيلة السنوات السابقة في تواصله مع قيادات الميدان والقواعد فعمل على انشاء خلاية شعبية مؤازرة ومؤثرة في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيماتها وساعده على ذلك التعاطف الكبير من شرائح كبيرة من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والذي يرى بالتهم التي أسندت اليه وادت إلى اخلاءه من الساحة السياسية هي ظلما وبهتانا ومن أجل تمرير مصالح لبعض قيادات يرون في دحلان انه معطلا لها ولما لا فهو الملازم الأول في حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي كان وقتها الاقرب إلى فكره وعمله واسراره وخفايا أمور التنظيم الفتحاوي ومعه لن يستطيع احد الالتفاف عليه بأسلوب التهليس والتدليس.
وعودة للانتخابات وحظوظ دحلان فيها ورغم بعده جسديا عن الارض الفلسطينية الا ان فكره وقلبه واصابعه متغلغلة في الداخل وله من التحالفات السرية مع رموز ووجهاء عشائر كبيرة والتي ننأى عن ذكر الأسماء ولكن معها ستكون قوائمه رقما صعبا يصحب تحجيمه او تجاوزه بالاضافة الى تحركات زوجته جليلة دحلان التي غزت بفكرها العديد من المعاقل وجيرت جموع جماهيرها بأتجاه زوجها بطريقة ذكية كما كان لها يد طولى بانقاذ العديد من العائلات من الموت المحق بسبب الفقر المدقع كما أن المؤشرات والتوقعات المحايدة تقول ان فريق (دحلان) سينال العدد الاوفر من مقاعد التشريعي رغم كل شيء.
المنافس الثاني وهو حركة فتح (محمود عباس) والتي شعرت بالاونة الأخيرة بضمور حجمها ومؤيديها فلجأت إلى التحالف مع القيادي الأسير مروان البرغوثي وقامت بالتنسيق مع قوات الاحتلال وأرسلت حسين الشيخ الذي عرض عليه زعامة حركة فتح الفلسطينية مقابل تشكيل قوائم موحدة لفتح وعدم تزعم قائمة بعيدا عنها وعدم الترشح للانتخابات الرئاسية ايضا الأمر الذي أثار أعصاب البرغوثي والذي رفض الأمر وهو يصرخ قائلا : (لا تساوموني ، أنا فتح .. لا أنتم !) ومع كل تصريحات الصف الأول في فتح بنجاح التفاهمات مع البرغوثي الا ان التسريبات تقول غير ذلك لقناعة مروان بأنه تعرض للخديعة من قبل القيادات الفلسطينية خصوصا محمود عباس.
فتح تاريخ نضالي وتضحيات وكفاح مسلح وتعد من أقوى وأقدم حركات التحرر في العالم والاطول عمرا على مر السنين وقوتها الأنتخابية أيضا لا يستهان بها مع التزام اعداد كبيرة بشرعية قيادتها الا انها إن لم تتجاوز أخطاء الإنتخابات السابقة فسيكون موقفها ضعيف جدا وستتحجم قوتها حتى مقاعدها في التشريعي سيكون ممثليها فيه اقلية وغير مؤثرين اما اذا تعمق تفكير ونهج قيادتها واعادوا التموضع التنظيمي لهم فسيكون من السهولة بمكان حصد المقاعد بعدد وافر.
الطابق الثالث وفيه حركة حماس وهي ليست هذه الحركة نفسها التي خاضت انتخابات التشريعي ٢٠٠٦ والتي وقتها على 76 مقعدا من أصل مقاعد المجلس البالغة 132 فهي الان منقسمة لأكثر فصيل وقياداتها كل يغني على ليلاه وحتى شعبيتها أصبحت بالحضيض في قطاع غزة الذي تحكمه بسبب الجوع والحرمان والفقر الذي يعيشه سكان هذا القطاع المنكوب كما أن رواتب العاملين المنطوين تحت لوائها شحيحة جدا وعلى النقيض فقياداتها تعيش رفاهية عالية وسفريات خارجية ورواتب خيالية وهذه الأمور كانت من أسباب انقلاب المزاج العام الشارع الغزاوي عليهم كما أن أمورهم ورغم تنظيمهم في الضفة الغربية إلى أن الأهالي فيها يرون في حماس تنظيما انفصاليا وانتهازيا وقد اضرت بقوة القضية الفلسطينية ووجودها قد اضعفها وقد يكون تنافسها على المقاعد محدود ولا يرقى حد المنافسة.