"صخر دودين" لم يهبط ببراشوت .. وللتاريخ شواهد
خاص / المحرر
نشطت مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الصحافة الالكترونية عقب التعديل الوزاري الاخير بالتعليقات الايجابية تارة وفي السلبية تارات اخرى وتناولت هذه الجموع الوزراء الجدد وشهاداتهم وخبراتهم ومجالات عملهم السابقة وعدم موائمة البعض منهم للوظيفة والوزارة التي حمل حقيبتها ومنهم الوزير صخر دودين الذي تسلم وزارة الاعلام والناطق الرسمي بأسم الحكومة وكان المأخذ في كلام البعض عن ماهية طبيعة عمل ودراسة الوزير دودين وكيف بمقاول وبحامل شهادة الهندسة ان يتولى الحقيبة الاعلامية والتي درج سابقا على تسليمها لاعلاميين وصحفيين.
وحتى لا تأخذنا الكلمات إلى غياهب الجُب ونتوه بين الكلمات والاحرف الدسمة والمسمومة بحثنا جيدآ في سيرة ومسيرة هذا الرجل ووالده المغفور له بأذن الله معالي مروان دودين الذي شغل عدة مناصب ومواقع مهمة وحساسة بالدولة الأردنية وكان يلقب بوزير الضفتين نسبة لاصله في الخليل وانتمائه لعمان وللعرش وللملك وكانت اول مراحل عمره السياسي عندما تم اختياره مديرا للإذاعة الأردنية عام ١٩٧١ فأبدع في تنظيمها وعملها الاعلامي كأثير منفرد ووحيد للملكة الأردنية الهاشمية وكان ادائه على درجة عالية من الإتقان وقد لفت فيها الأنظار واعجب بها المغفور له جلالة الملك الحسين الذي قلده وسام الاستقلال من الدرجة الثانية وذلك بعد الزيارة الملكية الاولى للمؤسسة، كما أن دودين الاب عين بعدها وزيرا للإعلام والثقافة ووزير دولة وزراعة وعمل وكان سفيرنا في رومانيا وكان عضوا في مجلس الملك (الاعيان) وغيرها من المواقع المهمة والتي كان آخرها عضوا في المحكمة الدستورية وبقي قريبآ من صنع القرار إلى أن توفاه الله في سنة ٢٠١٦ وهو على رأس عمله .
هذا التاريخ الذي لن نستطيع تدوينه هنا بل نسرده بعجالة لنقول للجميع وبكل حب بأن صخر ابن مروان ابن مصطفى ابن دودين ليس غريبا على السياسة والإعلام ولم يسقط ببرشوت على الوزارة التي تتدفق الاخبار الحكومية من خلالها ولعل اللقاءات الاولية التي ظهر فيها وزير الإعلام على شاشات التلفاز والتصريحات الصحفية التي اجراها قد كان فيها ثابتا غير مهزوز ومطلعا على تفاصيل التفاصيل من الأمور وحتى اجاباته المعدة والعفوية اقنعت الشارع بجميع اطيافه في وضوحها وصدقها وشفافيتها والتي أثبتت علو كعب هذا الرجل في المناظرة وقوة الشخصية وسرعة البديهة والتي اكتسب جزءا كبيرا منها بمعاصرته تجارب والده رحمه الله بعد ان صقلت موهبته وفكره ورؤيته وخلصت الى الكاريزما الجبارة التي يتمتع بها الان ولهذا كله نقول انتظروا وزير الإعلام في المحطات القادمة للوطن وستجدوا صدق ما ذهبنا اليه .
ختاما ولا نذيع سرا اذا قلنا ان منصب (وزير الإعلام) هو مطمع وطموح للكثيرين من السياسيين والاعلاميين والصحفيين على حد سواء ولكل فئة منهم منابرهم الاعلامية الخاصة وتحالفاتهم الداخلية فليس غريبا ان تكون هنالك هجمات مدروسة وممنهجة على كل من يتسلم هذا الموقع الهام ويتم تحشيد اعداد للمتابعة والتصيد للهفوات والأخطاء البسيطة لتسمينها وتبهيرها ومن ثم بثها كسموم على آذان العامة لإظهار سوء الاختيار لهذه الشخصية اذا كان دودين او اي شخص آخر وهنا نقول لكل هؤلاء وليس دفاعآ عن احد بل من منطلق الواجب الوطني بان ان نتقي الله بالوطن وبرجالاته ودعونا نعطي الفرصة الحقيقية لمن قبل أن يتصدر العمل العام والذي ندعو الله أن يعينهم عليها وعلى الظرف الاستثنائي الصعب الذي نمر به من جائحة كورونا إلى الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والبطالة ولنكن يدا واحدة لنصرة وحماية بلدنا وسيدنا وشعبنا الطيب.