الحكيم (محمد خريس) عين نسر وقلب أسد ويد فنان ومؤسسة علاجية بأكملها .. و(مستشفى الكندي) علامة فارقة وقبلة للمرضى العرب ومرضانا
خاص / حسن صفيره
الطبيب بلا انسانية كالصلاة بلا ضوء .. وقديماً قالوا اذا اردت ان تكون جراحا جيداً وطبيبا متمرسا يجب أن يكون لك عينا نسر وقلب أسد ويد فنان وما أجمل من هذا الوصف ولكن الأجمل ان تتوفر كل هذه الصفات بشخص واحد وهو الدكتور محمد خريس (الحكيم) والطبيب الفذ والذي بات يُعرف بـ ابقراط والرازي الأردني الذي شق طريقه وهو يعلم ماذا يريد منذ البداية .. فالحكيم خريس ابن الطبقة الكادحة الفقيرة المعدمة الغني بأخلاقه وارادته وتفوقه الذي قرر ان يكون قصة نجاح وصلاح وتميز وفلاح.
الحكيم ابقراط خريس خط منذ بداية حياته المهنية ان يكون العنوان والبداية واول الفقرة فحسم أمره بأتجاه الجراحة التي تحتاج إلى قلب قوي وريشة فنان ولكن هذا لا يكفي فعينا النسر كانت تنظر إلى المستقبل والى كل ماهو جديد في هذا العالم فاختار عالم السمنة وجراحتها والمعدة ومشاكلها ودهنها وسمنتها وأثرها على حياة الشخص ومستقبله فابدع وتالق واصبح من أشهر اطباء جراحة السمنة ليس في الاردن بل في الإقليم ومناطق كبرى ومعروفة في خارطة الطب العالمي وبات خيارا وقرارا لدى الجميع واسمه يردد كل مكان .. الطب عنده ليس سلعة والنجاح ليس مالاً وشهرة فكل غايته ان يمنح الصحة لكل من يحتاج والنجاح بان يمنح ما عنده للاخرين ولذلك لم يمارس الطب من اجل شهرة بل أراد أن يكون ناجحا وهذا لا يعجب الكثيرين من الحاقدين والحاسدين والفاشلين
ولا احد يريد أن يصدق ان شهرة خريس لم تكن بثمن بل بالاجتهاد والمصابرة والمثابرة وسهر الليالي والتعب واصبح النجاح هو الشهرة وليس العكس .. نعم للشهرة مسؤولية وضريبة وحمل ثقيل ولكن الجد والعمل هو ابو الشهرة ويستحق ان يكون كذلك الذي لم يسعى يومآ إلى منصب او مكسب فكل همه فقط هو تخليص المرضى من عذاباتهم والامهم وبقي زاهدا غير مكترث الا بالعمل الذي اثمر عن تأسيس اهم وأفضل وارقى مستشفى متطور ومزوذ بكل ما هو حديث وجديد لخدمة المرضى والوطن الذي أصر ان يسميه بأحد أشهر الأطباء العرب (الكندي).
ومن لا يعرف الكندي فهو العالم العربي المسلم الذي برع في الفلك والفلسفة والطب وعلم النفس هذا البغدادي الأصيل الذي قدم اطروحات وأسس العلوم القديمة واثرى المعارف في الفلسفة والترجمة والفكر النير ليعود فيلسوف العرب بروحه في جبل الحسين حيث هذا الصرح العظيم المليء بكل ما هو جديد يحمل من الطب الرسالة التي قدمها الكندي ذات يوم في وجع المعدة وفي الطب القديم فهو حاظرا بمهابته وكرمه وادواته وفلسفته ورسالته فخريس لم يسمي مشفاه باي اسم غريب بل استحضر الماضي من العرب الأوائل الذين ساهموا واسسوا لعلم الطب فكان منارة طبية بالرداء الأبيض تخفف وتمسح دموع المرضى وتشد من ازرهم ونقول لهم انكم في أيدي أمينة وعلى سرير الهناء والشفاء فاختصر الكندي الوقت والمسافة واصبح علامة فارقة وقبلة للمرضى العرب قبل مرضانا الذين وجدوا به مطرح هنا وراحة وملاذ لتخفيف الوجه والألم بأقل الاثمان.
الفقراني خريس الغني بعلمه الثري بانجازاته وعمله كسر القاعدة وأكد بمسار حياته ان لا شيء مستحيل فبالارادة والعزم والتصميم والهمة والعزيمة يكون الغناء والثراء والعناء فالرجل لم يغادر ليستثمر خارج حدود الوطن فبقي في الاردن ثابتا راسخا مؤمنا بأن الأردن يستحق العناء والبقاء وللاردن فضلا ولا بد أن يرد الفضل لأهله ولارضه فقرر ان يغامر باستثماره من هنا وهو مؤمن بأنه خيار وطني سليم.
محمد خريس مؤسسة علاجية باكملها وجمعية سياحية علاجية اسمه معروف في الخارج اكثر من وزراء ورؤساء حكومات ويده شاهده على فنه وابداعه ومهارته وتفوقه ومن هذه الأصابع الذهبية صنع الخطوة الأولى في طريق الكفاح وبقي على هذا الطريق حتى النهاية وقصة نجاحه تختصرها مقولة ان الابطال لا يصنعون في صالات التدريب بل يصنعون من أشياء عميقة في دواخلهم وهي الحلم والرؤيا والرسالة والوطنية الصادقة التي كانت سر النجاح وقصرت المسافات.
وأخيراً نقول بأن الكندي شاهد وشهيد قائداً وقدوة قامة وقيمة فهذا المبنى يحمل معنى مختصره بأن الاعمال لا تتحقق بالتمنيات وإنما بالارداة وهي من تصنع المعجزات فكانت معجزة خريس في القرن الواحد والعشرين في الجبل الذي يحمل اسم أغلى الرجال واعزهم.