24 اذار .. نجح الوطن وأجهزته وسقط الحراك ورموزه

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص / المحرر

أثبتت الأجهزة الأمنية امس في تعاملها مع الوقفات الاحتجاجية لما يسمى بذكرى ٢٤ اذار علو كعبها وخبرتها وقوتها وتنظيمها بعد  ان احكمت قبضتها على كافة المناطق والساحات التي كانت هدفا للحراكيين لإقامة تجمعات هم عليها والتي تم الإعلان عنها مسبقا ونفذت القوات الموزعة بشكل مدروس الخطة المرسومة بدقة متناهية ولم يترك فيها مجالا للخطأ او المفاجأة والمصادفة مثلما كانت التعليمات أيضا تنص على عدم اعتراض الصحفيين والمصورين الذين مارسوا عملهم بكل حرية.

التجييش الخارجي والداخلي لإقامة المهرجانات في كافة أنحاء المملكة والمناوئة للدولة  فشل فشلا ذريعا في تنفيذ اجندته واملائاته على الشارع الاردني وسقط في امتحان ٢٤ اذار حيث لم يخرج إلى هذه الاعتصامات الا بضع عشرات وهم بالمناسبة معروفين لدى الأجهزة والجمهور ومكررة وجوههم حيث ظهروا بمظهر هزلي واضح وبدون قيادة او توجيه ميداني حقيقي ومن كان يُنظر خلف الميكروفونات من اقطاب المعارضة في الأيام الاخيرة وكان يدعو للتهييج في كلماته وفيديوهاته  اختفى بالامس ولم يكن متواجداً اما معارضة الخارج فقد تلقوا صفعة قوية جعلتهم يخرجون ببثات مباشرة خجولة عبر منصات التواصل الاجتماعي وهم بحالة  يُرثى لها بعد أن تيقنوا ان نتائج عملهم جائت سلبية عليهم على عكس ما كانوا يتوقعون ويتأملون.

الحراك الذي اشغل الأردنيين لفترة من الزمن خوفا على الوطن ومقدراته من نتاج تحركاتهم وتجمعاتهم واعتصاماتهم كان عبارة عن بوق فارغ وبالون سيرك (منفوخ) اكثر من اللازم  وبيت عنكبوت واهن البناء وقد اهتزت اركانه بزلزال أمني وشعبي حيث لم يستطع بل لم يسمح لأحد من المشاركين في فرد عضلاته او استغلال الموقف ليجعل من نفسه بطلاً بعد أن تحولت اليد الحريرية عند رجال الشرطة إلى قبضة حديدة واستبدل الأمن الناعم إلى التعامل السريع الخشن الذي أطفأ نيران الحراك (على تواضع حجمه) وقلة عدده.

وهنا لا بد من ذكر اسباب السقوط المذل للحراك في اختباره الأول بعد انقطاع قارب على السنة في عدم إقامة الفعاليات  وقد تمثل بعدة عوامل :

أولاً : فقدان الحراك لتعاطف اعداد كبيرة من المحسوبين على صفوفه من المؤازرين بعد أن علموا بنوايا بعض رموز بعض المعارضة التخريبية والتي وصلت حد المطالبة باسقاط الملك والهاشميبن  والسعي لتغيير نظام الحكم والذي يعتبره الأردنيين خطأ احمر وصمام امان ولا يجوز الاقتراب منه او من المساس بهيبة الملك وعرشه تحت اي ذريعة .

ثانياً : الأسلوب الدوني والهمجي في الشعارات المطروحة من قبل بعض الحراكيين والاسلوب المبتذل لمن كانوا يهتفون به في المكبرات وبجمل وكلمات لا يقبلها الأردني حيث كانت الطروحات معاكسة لقناعات الغالبية العظمى من المشاركين والذين انفضوا من الحراك وغالبيتهم لم يحضروا بالاصل وكان لهذا أثر في العدد المشارك الهزيل  .

ثالثا : لقد أحسنت الأجهزة الأمنية من مخابرات واستخبارات وامن عام من وضع الخطط اللازمة للحيلولة دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات عدم أسألة اي نقطة دم واحدة وعملت على منع الوصول لذروات الاعتصامات مبكرآ منتهجة اسلوب مبتكر ومفاجيء وغير متوقع في اصطياد الناشطين والبارزين مقدما وقبل ان تبدأ الفعاليات مما افقد الحراك العنصر الأساسي والعمود الفقري له وهذا بالطبع اربك المنظمين بطريقة ذكية وكشف ظهورهم .

رابعا : التضارب الواضح في أهداف ومرامي شخوص معارضة الخارج والذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة الا ان متابعيهم على منصات التواصل الاجتماعي بالآلاف نظرا للسقف العالي في طروحاتهم فمثلا كان كلام نايف الطورة وعلاء الفزاغ بخانة الإصلاح وليس الإسقاط بعكس مضر زهران المدعوم صهيونياً والذي لا ينفك بالمطالبات البائسة له في ان يكون هو خيار الأردنيين لتولي الحكم وهذا بالطبع لا يقبله أردني عاقل .

خامسا : التعامل الأمني مع جموع الصحفيين والاعلاميين والفضوليبن كان بمنتهى الرقي حيث سمح للجميع بالتصوير والمتابعة في الشارع وامام مركبات الحجز خلال العملية الشفافة التي نفذت في الشارع فتم نقل الحدث عبر البثات المباشرة لصفحات الفيسبوك والمواقع الالكترونية دون أي مضايقة مما اكسب الدولة احتراما لدى الحضور والمتابعين وجعلت تقاريرهم موثقة وحقيقية صادقة .

سادسا : كان هذا المؤثر يتعلق بالمعركة الاعلامية قبيل موعد الحدث (٢٤ اذار) فقد عمل المنظمون على شحذ الهمم من خلال البيانات والظهور من خلال اللايفات وقد أعطوا انطباعا بانهم مؤثرين جدا في الشارع الاردني الا ان هذا الشيء لم يحصل بدليل الاعداد الهزيلة والهزلية التي شاركت في هذا الحدث الصغير جدا وبالمقابل فقد كان الهدوء غالبا على الدولة واجهزتها إعلاميا وميدانيا وفكريا فدانت لهم الغلبة والحضوة وفرضوا سيطرتهم على صورة المشهد ببيانات مقننة وتهديدات مبطنة بانهم لن يسمحوا بالتجاوز او خرق أوامر الدفاع وهو ما حصل بالفعل.

سابعا : الاستعداد القوي والانتشار الكبير لقوات الدرك والأمن العام في المواقع المعلن عنها للاعتصام في جميع أنحاء المملكة ومن خلفهم التوجيهات المحكمة لأجهزة الدولة والذي ظهر على ادائهم الخبرة والتمرس الميداني في ادارة الازمة والتي نجحوا من خلالها واكتسبوا العلامة الكاملة ١٠/١٠ . 

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences