محاكمة أخلاقية لميشال فوكو في تونس: هل حان الوقت لنزع القداسة عن الفلاسفة؟
وتحت عنوان "هل يملك المفكر رخصة القيام بالممنوع؟”، قال الكاتب رضا الحرشاني على موقع فيسبوك إن "الكثير من المفكرين يشعرون بأن لديهم رخصة في فعل ما يريدون بل ونظروا لرغباتهم تلك واستخدموا الجدال الفلسفي لتبرير شهواتهم. ولتفادي الإحراجات التي قد لا تليق بهم كنخبة مفكرة حاولوا الفصل بين الأخلاقي والفكري والجمالي. فمثلا لكي ينقذ ميشيل فوكو هويته الفكرية حاول إقصاء هويته الجنسية بعد أن هيأ لذلك من خلال إقصائه للجسد واعتباره دون أهمية لكيلا يعترف بأنه جسد شاذ يكتب ولو حدث ذلك لأصبح الحديث يدور ليس عن فوكو "المفكر” وإنما عن فوكو الشاذ”.
وأضاف الحرشاني "الفكر اليساري الغربي عموما تخلى منذ عقود عن كل ما هو قدسيّ بداية عبر تحييد تحكّم الإله بالكون وجعله مجرّد خالق ثم تحييد مركزيّة الإله نفسه ونقلها إلى الإنسان بكونه محور ومركز الأشياء والمسيطر عليها ثم انتقل بعد ذلك إلى نَزع المركزيّة والقدسيّة من الإنسان نفسه، وكرّس للانعتاق من كل معيار وضابط أخلاقي، سواء كان إلهيا أو إنسانيّا وهو ما ساهم في ظهور حركات مثل البيدوفيليا”.
واعتبر الكاتب أن مفكّري اليسار "ساهموا بشكل أساسي في تمكين منحى تقبّل البيدوفيليا عبر الدعوة التي أطلقها ميشال فوكو وجاك دريدا وفرانسوز دولتو ودوبوڤوار إلى منع تجريم العلاقات الجنسية مع الأطفال دون الـ15 سنة. وقد اعتبر ذلك النصّ بداية تأسيس الحركة المؤيدة للبيدوفيليا، فليس غريباً أن يجتمع عشرات الراديكاليين اليساريين في انتفاضة 1968 كفرانسواز دوبون وكريستين ديلفي ودانييل غيران وهيلين هازيرا في جبهة للمثليين رفعت شعار: يا عمال العالم تداعبوا”.
فيما تساءل الباحث سامي براهم عن العلاقة بين العلم والأخلاق، وكتب على موقع فيسبوك "لو اشتُرِط أخذ العلم عمّن تطابقت سيرتهم العلميّة مع سيرتهم الشخصيّة لانقطع التعلّم في هذا الزّمن الذي التبست فيه القيم لما نعلمه عن سيرة كثير ممّن تُتَلَقَّى عنهم العلوم والمعارف وأصحاب المؤلفات المشهورة والصّيت الذّائع (…) اليوم تنهل من علمهم وتغضّ الطّرف عن سيرتهم حتّى لو كانت مناقضة لما تعلّمته منهم”.
فيما اعتبر الكاتب نصر الدين السويلمي أن فوكو وأحفاده هم "أساتذة هذا الوباء الذي بيننا! هذا الذي يعمل على اقتلاع رسالة الإسلام الخالدة العظيمة وتعويضها بالسلوك "الفوكومي”، أيْ نعم إنّهم يلاحقون أطفالنا في رياض القرآن من أجل إرسالهم إلى رياض فوكو. في تلك الأيام لم يتفطّن بوليس بورقيبة إلى كلّ ذلك الشذوذ وتلك الانتهاكات والطفولة التي ذبحها كلب الروم، لكن بوليس بورقيبة حينها كان ينتبه إلى حركة اليوسفيّين وكحّة اليوسفيّين وأنفاس اليوسفيّين ورائحة اليوسفيّين! لقد كانوا يجتثّون الحركة اليوسفيّة لتعبيد الطريق أمام الحركة الفوكوميّة”.
وكتب الباحث محمد هنيد "الفيلسوف الفرنسي الأشهر ميشيل فوكو هو في حقيقة مغتصب أطفال ومجرم جنسي اعتدى على عدد كبير من الأطفال في تونس خلال الستينات والسبعينات حين استدعاه بورقيبة للتدريس في الجامعة التونسية وكانت نخب العار ولا زالت تستشهد به. مجرم برتبة فيلسوف!”.