سنة اظهار الخير في المجتمع الأردني ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كتب علي السنيد

لعل فيما حل فينا من بلاء في السنوات الاخيرة  مدعاة للاعتبار وان نعيد الحسابات مع الله سبحانه و تعالى. وفيما عانيناه جميعا على مستوى الافراد والشركات والدول من خسارات في الاموال والانفس وحجم الضيق ونحن نفتقد وقع الحياة الاعتيادية واصبح الخوف هاجسنا اليومي والموت يطرق ابوابنا في كل لحظة مبرر ان ندرك ضألة الحياة ..
وهي دعوة لان نتضرع الى الله ولعله يعفو ويعيد للدنيا  التي اصبحت موحشة رونقها.
ولعلنا نحقق العيش المشترك فيها اغنياء وفقراء ففيها المتسع.
ولنصغي الى عذابات الفقراء في مجتمعنا و الذين هم امتحان الله للاغنياء ، وكي لا يفصلنا عنهم الغنى فانما هي محض عوار مستردة ، ولا احد يملك منا شيئاً ، وإنما الكل إلى زوال وأموالنا وأعمالنا إن لم تصرف إلى عملة يوم القيامة - الحسنات - فعاقبتها الحسرات والندم ، ولن يدخل رصيدُ احدٍ معه إلى قبره ، ولن يتمكن غني من أن يرسل أمواله بحوالة إلى آخرته إلا إذا طلب بها وجه الله تعالى.
وهنالك من الاغنياء من يسارعون في الخيرات ويقفون على حاجة المسكين وهؤلاء يضاعف الله اموالهم ويزكيهم وهناك من يعيشون في بذخ في مجتمع كله فقراء ولا يؤدون حقوق الفقراء في اموالهم ويتجاهلون فقرهم وهؤلاء لا يرجون خيراً قط ، فالمكثرون هم المقلون يوم القيامة ، وسيرى الذين يملكون الشركات والعقارات والارصدة من المسلمين ولا يزكون أموالهم أنفسهم مفلسون امام من كانوا يعدونهم من بسطاء الدنيا وقد رفعهم الله بما صبروا 
والأغنياء لا يكون شكرهم بمجرد اللسان وترديد عبارات الحمد والثناء على النعم ، وإنما تقع عليهم مسؤولية أموالهم ووضع جزء معلوم منها في اوجه الخير ، ولمساعدة المساكين ، وتخليصهم من قبضة الشقاء.
  وها نحن على أبواب شهر رمضان الفضيل في احدى اشد سنوات المحن على الوطن مع تواصل وباء كورونا وما الحقه بالناس من عناء فلنجعلها سنة اظهار الخير في المجتمع الاردني واسعاد الفقراء.
 والله يكون عند حاجة العبد ان قضيت ، ويد الله فوق يد الفقير  وللفقراء حقوق الزكاة والصدقات ، وسد حوائج المحتاجين ، والجار الفقير تقع مسؤوليته على الغني في حيه حتى إذا ما جاع فقد برئت من الحي ذمة الله ، وللمحتاج أن يجاب طلبه بموجب الاخوة التي ارساها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة .
وتلك أرصدة الدنيا زائلة ما دامت لا تمتد نحو الآخرة  .
وان الأغنياء مهما بلغت احتياجاتهم لا يستخدمون من اموالهم الا النزر القليل، وغير ذلك يظل مكنوزا في البنوك والشركات والعمارات والاراضي والأبراج.
وهذه الأموال متناقلة بين  الورثة ، حتى تصل الى الوارث سبحانه.
وقد جعل الله للفقراء  حقوقا في أعناق الاغنياء ودعا المنفقين إلى الإنفاق ووعد بان يكون جزاؤهم عند الله مضاعفاً ووصى الإنسان بأخيه ، ودعا إلى الرفق بالمسكين ، وقضاء حاجة المحتاج بأكثر ما نحب من أملاكنا واعتبرها من البر ، واوجب على المجتمع الإسلامي ان يسند بعضه بعضاً ، ونفى الأنانية والفردية ، وجعل الأموال متناقلة بين الناس كي لا تكون دولة بين الأغنياء منهم. 
 وحذر من ترك الفقراء اسرى معاناتهم ومنهم مرضى  يحرمون حق العلاج ، وآباء معدمون اسقط في أيديهم على اثر احتياجات اطفالهم ، وطلبة جامعيون فقراء لم يدفعوا رسوم ساعاتهم ، وشباب عاطلون عن العمل لم يجدوا طريق مستقبلهم ، فتاهوا في زحمة الحياة. ومن الناس من لا يستطيع النوم من هم ديونه ، ومنهم معسرون لا يجدون دفع أجرة المنزل الشهرية. 

فيا أيها الاخوة الأغنياء ، اجيبوا داعي الله واجعلوا نصيباً لله مما أتاكم ، كونوا للفقراء إخوانا ، واقضوا حوائجهم ، وتلمسوا أوجاع القرى النائية  ،  واطلبوا وجه الله الكريم في فقرائكم  .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences