حسن صفيره يكتب .. (جامعاتنا الحكومية ليست بخير) المطلوب : ثورة بيضاء لا تُبقي ولا تذر وتطال كل البشر
خاص / حسن صفيره
بالامس صدم الشعب الأردني بخبر صادر عن دائرة مكافحة المخدرات في مديرية الامن العام يفيد بأن تحقيقاتهم توصلت إلى قيام موظف جامعي كبير بترتيب ودس مادة الحشيش لزميل له آخر انتقاما وحسدا وغيرة واستخدم لذلك العمل المشين اثنان من (الزعران والبلطجية) وهذا اقل وصف ممكن ان نصف به هؤلاء المرتزقة ومن حرشهم ودفع لهم مقابل إيذاء مدير جامعي اخر يرتبط معه بعلاقة سيئة وهنا لا بد أن نشكر رجال المكافحة على حسهم الأمني وبعد نظرهم الوظيفي والذي أدى إلى انقاذ موظف محترم من السجن بمدة لا تقل عن ٧ سنوات عدا عن إنهاء حياته العملية والعلمية وتحطيم سمعته وتاريخه.
صدمة الأردنيين لم تأتي بسبب الفعل كـ (فعل) يندى له الحبين ولكن كانت كالصاعقة الأكبر عندما علمنا ان بطل هذا الفلم وهذه المسرحية الهزلية السيئة هو من كبار موظفي جامعة حكومية ويعتبر من مربي الأجيال حيث يتعامل مع آلاف الطلاب سنويا والذين يخرجون إلى الحياة العملية ويحتكون مع البشر فماذا ستكون اخلاقهم واي نهج سيسلكون اذا كان موجههم ومرشدهم ومثقفهم على هذه الدرجة من السفاهة والعهر الأخلاقي والتصرف الهمجي الذي يخجل ان يقوم به ابناء الشوارع وخريجي السجون ومتعاطي المخدرات واللصوص والحرامية.
ان عقاب الموظف الجامعي على فعله المشين هذا يجب أن يكون اضعاف اضعاف غيره من العامة ويجب أن يقاس جرمه بالتوازي مع عدد الطلاب الذين قام بالتواصل معهم على مر السنوات السابقة بل ويجب إعادة برمجة ادمغة هؤلاء الطلبة والتي علق بها الكثير من سلوك هذا الموظف (النشاز) بل ويجب اجراء عمليات تأهيل جديدة لمحو ما علق بسلوكياتهم واكتسبوه جراء تلقيهم هذا الفكر من موجه فاشل وغير متزن او مدرك لافعاله وكي لا ينشأ لدينا جيل يقتدي بهذا المثل السيء من المدراء في فكره وسلوكه وطريقة حياته.
جامعاتنا يا سادة ليست بخير والاجيال القادمة غير مبشرة لطموحنا فماذا ننتظر من مؤسساتنا التعليمية التي يتولاها بلطجية يحملون افكار زعران ومافيا ومنهم من يحاول توريط زملائه بتجارة وتعاطي المخدرات وعميد جامعي يسجل المكالمات الصوتية لابتزاز رئيسه ورؤساء يعزون قراراتهم في الفصل والتنكيل بكبار المدرسين لتعليمات من الأجهزة الأمنية والتي يختبيء وراءها اخرون وهناك من هم في رتبة أستاذ ودكتور يمسحون الجوخ والبلاط للوصول إلى المناصب والالقاب بدل التميز والاقتدار بعد أن فقدت العدالة وساد الظُلم وبات من يتحكم بالمقاليد أشباه العمداء والرؤساء والذي أتوا على صهوة جواد الجهويات والجغرافيات والمناطقيات.
ودعونا هنا نسأل وزير تعليمنا العالي عن سبب الغاء لجنة تقييم أداء رؤساء الجامعات والهيئات التدريسية وما هي الحكمة من وراء هذا الإجراء وعلى جانب اخر يحق لنا الاستفسار والتوضيح كيف يتم تفصيل الوظائف على مقاس ابناء وبنات كبار الموظفين في الجامعات بل ان التعيين أيضا وصل لاقارب بعض وزراء ولدينا التوثيق الكامل وبالاسماء وبطرق ودهاليز ديوان الخدمة المدني الذي تم تمرير التعيينات من خلاله وقفزوا بها على حقوق عباد آخرين ان هذه الفوضى التي تعيشها الجامعات يقتات عليها الكثير من الفاسدين ويجب وقف كل هذه المهازل وصور التنمر والتغول والتمادي على الشعب الأردني كما أن السؤال الذي يفرض نفسه الان أين ديوان المحاسبة من التدقيق في السجلات المالية للجامعات خصوصا التي تعلن عن السداد (الوهمي) للمديونيات ولماذا لا يصدر تقرير خاص ومفصل من قبل هذا الديوان يشرح ويفنط فيه آليات تحصيل الأموال وصرفها والتجاوزات والكذب في المعلومات المسربة وما هي المشاريع الفاشلة التي استنزفت الموازنات وأتت على صناديقها.