“الكارثة الأكبر” في تاريخ إسرائيل: أشخاص “سحقوا حتى الموت”… والجمهور يلقي زجاجات فارغة على نتنياهو
الشريط الإخباري :
على وقع استمرار فشل الأحزاب الإسرائيلية في تشكيل حكومة جديدة، تعيش دولة الاحتلال في هذا الوقت أزمة كارثة خطيرة، تمثلت بوفاة ما لا يقل عن 45 شخصا، وإصابة أكثر من 150، خلال احتفالات بأحد الأعياد اليهودية، وسط اتهامات رسمية بمسؤولية فرق الشرطة عن تلك الحادثة.
وفي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية ليوم الخميس، وقعت الحادثة في جبل الجرمق قرب صفد، في حادث تدافع وتزاحم خلال الاحتفالات بـ "عيد الشعلة” اليهودي، حيث كان يشارك في ذلك الاحتفال حوالى مئة الف شخص. ووفق التحقيقات الأولية فإن حالات الوفاة سجلت نتيجة الاختناق أو السحق تحت الأقدام خلال التدافع.
واستمر معهد الطب العدلي في إسرائيل أمس في عملية تشخيص ضحايا الحادثة، وتتولى وحدة خاصة تابعة للشرطة التحقيق في ملابسات الفاجعة.
وحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية فإن التحقيق ينصب حول الاستعدادات التي قام بها لواء الشمال في شرطة الاحتلال، تمهيدا لهذه الاحتفالات وطريقة أداء مهامه خلال حادث التدافع والتزاحم الذي حصد أرواح 45 شخصا، وأصاب حوالى مئة وخمسين آخرين بجروح متفاوتة.
ووصفت حالة ستة منهم ببالغة الخطورة وثماني عشرة بالخطيرة وثمانية بالمتوسطة وثمانين بالطفيفة، فيما أصيب العديد بحالة من الهلع.
وبالتزامن مع تحقيقات فريق الشرطة الخاص، بدأ قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية تحقيقا في الأحداث التي وقعت خلال الاحتفالات،
وحسب تقارير صحافية، فإن ذلك يعني وجود شبهات بمسؤولية الشرطة عن الأحداث، حيث تقرر فتح هذا التحقيق خلال مداولات طارئة جرت صباح الجمعة. وتقرر خلالها فتح تحقيق تقصي حقائق فوري من أجل استيضاح ما إذا هناك "شبهات جنائية” ضد أفراد شرطة متعلقة بالحادث.
وأوعز المستشار القضائي لحكومة تل أبيب، أفيحاي مندلبليت، بأن تتوقف الشرطة عن جمع إفادات أفرادها الضالعين في الحادث، في إطار تحقيق بدأته فجر أمس، فيما يوجد محققو تلك الوحدة في وزارة العدل في مكان الحادث.
وكانت الشرطة الإسرائيلية تحقق في أقوال مشاركين في الاحتفال، الذين أفادوا بأن الشرطة أغلقت أحد المداخل بالقرب من المدرج، الأمر الذي أدى إلى ازدحام وتدافع تسبب بانهيار المدرج.
في المقابل، تقول الشرطة في تحقيقها الأولي، إن بعض المحتفلين انزلقوا عن أحد المدرجات الأمر الذي أدى إلى وقوع المئات عن المدرجات، ليتم سحق الضحايا تحت الأقدام وسط التزاحم والتدافع.
ومع توجيه التهم لأفراد شرطة الاحتلال بالمسؤولية، رفض ضباط كبار في الشرطة هذه الاتهامات، وأعلن قائد المنطقة الشمالية شمعون لافي "أتحمل المسؤولية الشاملة، ومستعد لأي تحقيق تقصي حقائق. ونحن في مرحلة جمع الأدلة والقرائن من أجل الوصول إلى الحقيقة”.
يشار إلى ان تلك الاحتفالية كانت عند ضريح الحاخام اليهودي شمعون بار يوحاي، وأقيمت بمصادقة الشرطة، وتحت إشراف مسؤولها في مناطق الشمال، الذي كان في المكان لدى وقوع الحادث، وقبل وقوع الحادث كان في المكان وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي.
وتعالى صراخ الإسرائيليين لدى حضور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، صباح أمس الجمعة، إلى مكان الحادث، برفقة أوحانا. ونقلت تقارير إسرائيلية عن الموجدين تحميلهم المسؤولية لنتنياهو، الذي تعرض لاعتداء بإلقاء زجاجات على موكبه. ووجه مشاركون في الاحتفال اتهامات للشرطة الإسرائيلية وحملوها مسؤولية انهيار المدرج، ما أسفر عن مصرع الـ 45 شخصا وإصابة العشرات.
ووصف نتنياهو حادث جبل الجرمق بأنه من أعنف الكوارث التي تتعرض لها إسرائيل، وقال واصفا ما رأى إنها "مشاهد مفجعة”. وأضاف أن هناك إسرائيليين "سُحقوا حتى الموت”.
والمعروف أنه يجري إحياء هذا الاحتفال الديني التقليدي من قبل اليهود المتدينين والحريديين سنويا.
ومن شأن الحادثة أن تلقي بظلالها على المداولات المتعثرة أصلا بين الأحزاب الإسرائيلية، والهادفة لتشكيل حكومة جديدة، ومن المحتمل أن تؤثر كثيرا على تطلعات نتنياهو، نحو البقاء على رأس الحكومة الجديدة.
ويعد هذا الاحتفال الأكبر من حيث عدد المشاركين منذ بداية جائحة "كورونا”.
وذكرت وسائل إعلام أن عدد المشاركين في الاحتفال كان كبيرا للغاية قياسا بالعام الماضي، لكن عددهم كان أقل قياسا بسنوات عادية.
يشار إلى أنه تم إجلاء المصابين في المكان إلى عدة مستشفيات بسبب عددهم الكبير، وشاركت إلى جانب عربات الإسعاف، 6 مروحيات عسكرية في نقل المصابين.
وفي أعقاب الحادث توقفت الاحتفالات، وتم إجلاء المشاركين بعشرات الحافلات التي أعادتهم إلى مناطق سكناهم، فيما نصبت الشرطة حواجز في الشوارع المؤدية إلى جبل الجرمق، وأعادت الكثيرين الذين كانوا في طريقهم إلى هناك.