د. حازم قشوع يكتب : مهما تلبدت الغيوم واسقطت احمالها سيبقى الخليج العربي نِعم نصير الأمة وقضاياها ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الوزير والنائب الاسبق / د. حازم قشوع
ما زالت السفينة الأردنية تواجه أمواج عاتية مناطقية وأخرى إقليمية متلاطمة، فتارة تأتى هذه الأمواج من الجنوب السوري محملة بعواصف إرهابية ومقرونة بحالات لجوء سورية وتارة تأتي من النافذة الشرقية العراقية جراء تبدل أنظمة سياسية وديموغرافية مذهبية وأثنية، هذا بالإضافة للملف الغربي الدائم المستعصي الفلسطيني الإسرائيلي وهي ملفات اعتادت السفينة الأردنية وقبطانها على التعاطي معها ومع تداعيات امواجها حتى باتت تشكل حاله طبيعية تسير مع مجريات السفينة الأردنية.

ولقد كان السند للاردن طيلة هذه المجابهات المستمرة ياتي من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الذين كانوا ومازالوا يشكلون العمق الاستراتيجي للدولة الأردنية كما يشكل الاردن الدرع الآمن والامين على الامن الخليجي وهو المشارك لهم في كل قضاياهم والداعم الاكيد لانظمتهم كما شكل الاردن على الدوام الرادع لاية محاولات اختراق ارادت النيل من امن السعودية او الامن الخليجي لذا كان الاردن يعد امن المملكة العربية السعودية وامن مجلس التعاون الخليجي من امن الاردن ، كيف لا ، ودول مجلس التعاون الخليجي تعتبر الاردن جزءا اساسا واصيلا من منظومة مجلس التعاون .

وهذا ما جعل من الاردن يواجه العواصف بثبات طيلة فترة القرن المنصرم بفترات التكوين والبناء والتعزيز جراء حالة الاسناد المتصل وتبادل الشراكة الأخوية والمصالح العضوية التي تربط الاردن مع الدولة الشقيقة الجارة السعودية والأسرة الخليجية برباط وثيق ليس من السهولة انفكاك رابطه اوحل عقدته الاستراتيجية فالعلاقة الأردنية الخليجية علاقة اصلية كانت دائما راسخة ومتينة ويعول عليها بالشدائد تعزيز قوة ومنعة المنظومة العربية لتبقى تشكل قوة منعة جيوسياسية للمنطقة وقضاياها تؤصل الدور العربي وتؤكد وجوده السياسي والاستراتيجي للمنطقة وقضاياها ، فكلما كان للدور العربي وجود على مسرح الاحداث كانت القضايا العربية موجودة وحاضرة لذا كان يحظى الاردن دائما بالدعم والاسناد لتمكين هذه المعادلة وتعظيم محتواها .

ولقد اعتدنا ان نستمع دائما من القيادات فى المملكة العربية السعودية ومن القيادة الخليجية ان الاردن القوى خير نصير للامن الخليجي والاردن الآمن المستقر هو خير عامل لامن واستقرار المنطقة فان امن الاردن ونظامه السياسي يأتي في صميم العقدة الاستراتيجية للرابط العضوي الأردني الخليجي وهذا ما تشكله دائما الروابط الأخوية التي تجمع المجتمع العربي في المشرق حيث اصل العروبة ومنبت العرب وعنوان الاصالة وبوابة الحضارة الإنسانية بكل ما فيها من ادبيات متصلة وثقافات متعددة وهى ما يجعل من العلاقة الأردنية الخليجية علاقة راسخة متينة وثابتة .

فمها حملت الرياح الإقليمية من غيوم باوزان ثقيلة واسقطت ظلالها على المناخات العامة ستبقى العلاقات البينية علاقات استراتيجية وهو قادره على التحمل مهما حملت رياح عاتيه وملبدة. فان الاصل دائما غلاب وغالب والثوب الابيض وحده قادر على تحقيق درجات الانعكاس لتبقى العلاقات لا يشوبها شائبة وتبقى عقده الوثاق استراتيجية فالاردن انطلق ليكون مع امته يعمل معها ولاجلها ولن يكون غير ذلك ، هكذا كان وهكذا سيبقى نعم النصير للامة وقضاياها المركزية وعمقها الاستراتيجي ، فالاردن سيبقى يشكل محور اساس بالعمق الخليجي .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences