الى صديقي محمود درويش نم هادئا في تراب الوطن ..!
الشريط الإخباري :
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
محمود يا صاحب القلب الكبير والمعذب كن على يقين ان كل شيء هو لك..
ولكن انت وحدك لست لك...
لأنك لم تكن يوما قادرا ان تكون المالك لك..
وكل شيء بات لك حتى طيور السنونو تغرد على وقع الحانك في الصباح تشدوا حرة فرحة دون اغلال او قيود فهي مثلك تغني للفرح ..
تشاطرك التشرد في المنافي وتشاركك نشيد الصباح ..
وانت لست لك ..
انت الحر المعذب في الإستقرار كما السفر..
علمتنا كيف يكون عشق الهواء الحر دون قيود او حدود ..
انت الهوية والرواية ..
انت شهادة الإقامة والقيامة ..
وانت الحر في الفوضى وفي الإقامة وفي السفر ..
كل شيء بات اليوم لك..
إلا انت لم تكن ولن تكون يوما لك..
نم يا صديقي بهدوء كي تشربك زهورك الفوضوية التي نبتت فوق تراب جثمانك المسجى في مساحة صغيرة جميلة من تراب الوطن ..
كن ساكنا ..
كن هادئا ..
فتحت رأسك حفنة من تراب الوطن...
تعلوها زهور فوضوية التكوين..
تعكس ألوان العلم ..
استمع في الصباح وفي المساء لتعاويذ الطفولة..
تغني احلامها الصغيرة ..
فأنت خير من يفهم ويدرك الأحاسيس البريئة ..
وانت ترسم معنى الشتات والإغتراب مسافرا او مستقرا ..
انت اليوم لوحة للوطن الساكن فينا و فيك ..
والمسبي في زمن عابر..
حتى يعود الينا ونعود اليه ..
انت من يحمل في قلبه ارض الوطن ...
والآن الآن انت تنام في حضن الوطن ..!
د. عبد الرحيم محمود جاموس
8/5/2021م
Pcommety@hotmail.com