د. حازم قشوع يكتب .. (نتياهو عليك الرحيل) فسياستك لا تخدم سوى التمدد الفارسي ..
د.حازم قشوع
ما بين الهلال الايراني وامتداد نفوذه فى سوريا ولبنان وعمق الداخل الذى تشكله المقاومة الذاتيه فى الداخل وفى الضفة والقدس والقطاع تعيش القيادة الاسرائيلية فى هذه الاثناء معركة فى نفق كانت قد ادخلت اسرائيل جسدها فى جحر سيصعب عليها الخروج منه بعد حين حتى يصبح جسمها اكبر من فتحة الخروج الذى كانت قد دخلت فيه من قبل عندما كانت فتحة الدخول اوسع من قبل ردم جزءا منها بالمعارك الجارية التى ردمت فتحة الادخال وبوابة الخروج وجعلت من نتياهو محبوس داخل الجحر نتيجة سياسة العنصرية والاستبداديه وقراراته الاتحادية.
هذا الواقع المفروض جعل من الكل الفلسطيني يجمع على رفضه لهذه السياسات التى استفز فيها الجميع حتى الكثير من اعضاء الكنيست واصحاب الراى فى داخل اسرائيل ويقول احد المتابعين ان اسرائيل ان بقيت على سياساتها تجاه المفاوضات الجاريه فى فيينا الامريكيه الايرانيه وبقي نتياهو يضع العصى فى دولاب التوافق الايرانى الامريكي فان اسرائيل ستكون فى مجابهة الهلال الاقليمي الايرانى وان لم تقم بصحيح سياساتها العنصرية فى الداخل الاسرائيلي وتقدم نموذج للمواطنه التشاركيه فان مجتمعها سيصبح مهدد بالانقسام والشرذمة وان لم يقم نتياهو بالاعتراف بقرارات الشرعية ويدخل بمفاوضات جدية فانها ستدخله فى معركة استنزاف طويلة ومكلفه وستخرج منها مهزومة بكل تاكيد على المستوى الداخلى وعلى الصعيد الاقليمي .
ان المنطقه باتت لا تقبل هذه السياسات ولا المجتمع الاسرائيلى التعددى يقبل بنماذج العيش الذى تقدمه اسرائيل فى الداخل الاسرائيلى مع من المفترض ان يكون الشريك الفلسطيني فان سياساته برمتها باتت مرفوضه وغير مقبولة وهو استخلاص صحيح على اسرائيل ان تاخده معطى وتستدركه فى استخلاص النتائج التى حملها المشهد العام جراء سياسات نتياهو وان قيادة تل ابيب امام خيارات صعبة ومازومة فاما ان تعطى دور للنفوذ الفارسي فى المنطقة وتشرعنه او انها تقوم على اصلاح الخلل الداخلى داخل التيار الاقليمي الذى هي فيه وداخل الحالة الذاتية التى من المفترض انها كانت قد هضمتها من قبل الا ان سياسة الاقصاء والالتفاف التى كان ينتهجها نتياهو فى داخل التيار.
كما وعلى القانون الدولى واعتماده للقرارات الاحاديه وتنفيذ سياساتها بالقوه والغطرسه واعتماده على العنجهية فى بسط نفوذها دون تقدير حقيقي لمتغيرات واقع الاحداث شارفت على ادخال المنطقه الى حافه الهاويه فان القياده الاسرائيليه سترتكب حماقه تاريخيه ولن تفيدها القنابل النوويه التى تمتلكها فى حوصله ذاتيه وتحصين مجتمعها فى القبه الحديديه اذا لم تغيير سياساتها وتعيد انتاج حالة ذاتية يمكن قبولها فان عقلية القلعة لا تخدم المجتمع الاسرائيلى بقدر ما يخدمه نموذج القبول بالاخر وقبوله كشريك هذا لان ميزان القوه الاستراتيجيه كان قد انتقل الى ميزان التسلح النووى الى ميزان التفاعل البيولوجى الامر الذى يجعل من قياده تل ابيت لاعادة حساباتها فى التعاطى مع مجتمعها ومع القضايا الاقليمية وفق سياسات تحفظ السلم الاقليمي وتلبى اشتراطاته فان هذا تغيير معادله القوه الاستراتيجي يجعلها تواجه صعوبة بالغة فى حالة عدم استدراك ذلك بطريقة جدية .
وغير ذلك فان حكومة تل ابيب يتوقع ان تواجه مفاجئات غير محسوبة ولم تكن تتوقعها اذا استمرت عملية التمادى والغلو واستخدام القوة ولن يكون بمقدور نتياهو استدراكها ان وصلت الى نقطة معينة لان ذلك قد يدخل المجتمع الاسرائيلي بمناخات غير محسوبة النتائج كونها ستحمل مفاجئة وعندها لن يكون بمقدور اسرائيل الا ان تقبل بالمطروح من نتائج وستكون بذلك قد خسرت رهان الخروج بسلام من مازق عسكرى وسياسي وضعت نفسها فيه بطريقه غير محسوبة ومن المعروف عند المتابعين فى الشان الاسرائيلي ان نتياهو دخل هذه المعركه بهدف كسب مقعد رئاسة الحكومة وفى سبيل بقاءه على سدة الحكم وهذا ما يراه بعض المتابعين ممكن الحدوث فى حال لم يستجب نتياهو لصوت العقل ويقوم بالاستداره وبتغليب مصلحة اسرائيل عن مصلحته الشخصية التى اصبحث ثقيله الظل على انصاره وحتى على شعبه وعلى الاقليم اجمع .
اما اذا اختار هذا (النتن) من الدخول فى اشتباكات جانيه مع حزب الله فى الجنوب اللبنانى ومليشيات اخرى فى سوريا والمقاومة فى غزه فان هذا الخيار سيجعل من المنطقة تدخل فى حرب اقليمية خطيره وهذا سيدخل اسرائيل فى حرب مفتوحة وخطيرة واسرائيل بالمناسبة ليست مستعدة لذلك لا عسكريا لا سياسيا ولاحتى اجتماعيا وهذا ما يجعل نتياهو يقف امام مسار واحد عنوانه الاقرار بالحقوق الفلسطينيه والعمل على وقف النار والعودة عن قراراته الاستفزازية تجاه القدس بما يجعله يفتح صفحة جديدة والدخول بمفاوضات جادة يعمل خلالها على ترسيم الدوله الفلسطينيه ويطلق مفاوضات حقيقية تنفذ ما اتفق عليه من مقرارات او ان يقوم بالانسحاب الاحادى من الاراضى المحتلة