المستوطنون يجددون اقتحام الأقصى … الأردن والسلطة يدينان
الشريط الإخباري :
بعد توقف دام نحو ثلاثة أسابيع جدد المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، فيما حذرت السلطة الفلسطينية من العودة لنقطة البداية إذا ما استمرت اقتحامات الأقصى وحصار حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلة. أما الأردن فقد اعتبر ما تقوم به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية تصعيدا خطيرا وتصرفا استفزازيا وانتهاكا سافرا. وكان المستوطنون قد جددوا أمس اقتحام الأقصى، فيما واصل رجال أمن الاحتلال اعتداءاتهم على المصلين. وأبقى جيش الاحتلال على إغلاق حي الشيخ جراح ومنع المتضامنين مع أصحاب البيوت المهددين بالإخلاء القسري من دخول الحي، فيما أبقى الباب مفتوحا أمام المستوطنين. وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية من مغبة العودة إلى مربع التصعيد والتوتر من خلال "عودة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، واستمرار حصار حي الشيخ جراح، وسياسة الاعتقالات المستمرة ضد أبناء شعبنا”. وحمل حكومة الاحتلال مسؤولية تخريب جهود وقف العدوان، "خاصة جهود الإدارة الأمريكية، وجهود مصر الشقيقة المستمرة مع الأطراف كافة لتثبيت وقف العدوان، والإعداد لإعادة إعمار قطاع غزة مع المجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية” التي طالبها بالتدخل السريع منعا لسياسة الاستفزازات والتصعيد الذي تحاول الحكومة الإسرائيلية جر المنطقة إليه من جديد. وأكد أن المعركة الأساسية كانت في القدس وما زالت مستمرة، والاحتلال ما زال يستمر في دعم المتطرفين، متحديا الجهود العربية والدولية التي بذلت لوقف العدوان. وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن تصعيد السلطات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، واعتداءها على موظفي إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية والمصلين، وإدخالها لأعداد كبيرة من المتطرفين تحت حماية الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية الى باحات الأقصى. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، إن ما تقوم به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك تصعيد خطير وتصرف استفزازي وانتهاك سافر مرفوض ومدان يتحدى الجهود والمساعي الدولية التي تبلورت طيلة الفترة الماضية للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحذر الفايز السلطات الإسرائيلية من مغبة الاستمرار بانتهاكاتها، مشددا على أن عليها التقيد بمسؤولياتها وفق القانون الدولي كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها واعتداءاتها في القدس ومقدساتها وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي السياق استقبل أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفدا من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة. وأكد أمير دولة قطر في اللقاء مواصلة دعم قطر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وأهمية وحدة الصف الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. اما هنية فأعرب بداية عن خالص شكره وامتنانه للأمير والشعب على مواقف "قطر الرسمية والشعبية المؤيِّدة والداعمة لشعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة”. وتناول اللقاء آخر تطورات الأوضاع في فلسطين والجهود الساعية لإعادة الإعمار في غزة الى ذلك كشف أبو مرزوق نائب حماس في الخارج، في حوار مع "القدس العربي”، أن المقاومة انتصرت في معركتها الأخيرة مع الاحتلال، مع أنها لم توظف سوى جزء يسير من قدراتها، ولم تنخرط في هذه المعركة بشكل مباشر إلا أعداد قليلة، وعدد محدود من الوحدات القتالية. وأشار إلى أن صواريخ المقاومة كان من بين أهدافها تحويل الكيان الصهيوني إلى بيئة طاردة للمستوطنين، وذلك من خلال بثّ الرعب والخوف، وشلّ الحياة اليومية في المدن المحتلة حتى يهاجر المستوطنون إلى حيث أتوا. وشدد على أن الصواريخ أصبحت أكثر دقة بفضل العقول التي طورتها، ولهذا فإنها أصابت أهدافها، و” قد ضرب مقاتلونا موانئ بحرية، وحتى في قلب مدن المركز، ومنصات إنتاج الغاز الفلسطيني المسروق، وخطوط الوقود، ومن الشواهد على دقة التصويب أن المقاتلين استهدفوا شارع هرتزل في ذكرى النكبة”. على صعيد آخر وإن كان ذي صلة، قال مفوض الأمن والسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، إن الاتحاد لا يمكنه أن يستمر في تمويل إعادة إعمار غزة، دون وجود احتمال إطلاق مسار سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار إلى أن ترك أسباب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جانبا لن يفضي إلا لدورات جديدة من العنف، حسب تعبيره. وأكد أنه يجب العودة لمفاوضات حقيقية من أجل حل دائم عبر تسوية سياسية تقوم على حلّ الدولتين.
القدس العربي