النقاش حول فلسطين وإسرائيل ما زال محتدما

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كاليفورنيا: كانت ليا توبيان مستغرقة في نقاش على الإنترنت مع المسؤولين الإداريين بالجامعة بشأن سلامة الطلبة اليهود عندما انتقل نبأ الهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية إلى مجموعة النقاش، وبعث ذلك الأمل بداخلها في أن تهدأ التوترات داخل الحرم الجامعي.

والآن تقول توبيان، الطالبة بالسنة الأخيرة بجامعة كاليفورنيا سانتا باربارا، إنها تشعر بالقلق من أن يشعل قرار متوقع هذا الأسبوع الانقسامات في الجامعة المطلة على الشاطئ وحيث كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصدر خلاف منذ فترة طويلة فيثير الشقاق حتى بين ديمقراطيين مثلها وجماعات ليبرالية داخل الجامعة.

وتعتزم مجموعة من الطلبة رفع قرار، يوم الأربعاء، لاتحاد الطلبة يدعو الجامعة لبيع أسهم تملكها في شركات تمد إسرائيل بمعدات أو خدمات تدعم حملاتها العسكرية أو تنتهك حقوق الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية.

تعتزم مجموعة من الطلبة رفع قرار لاتحاد الطلبة يدعو الجامعة لبيع أسهم تملكها في شركات تمد إسرائيل بمعدات أو خدمات تدعم حملاتها العسكرية أو تنتهك حقوق الفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية

ورغم أن مثل هذه القرارات مما يطلق عليه حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (بي.دي.إس) عادة ما تكون رمزية بدرجة كبيرة، فإن جامعة كاليفورنيا سانتا باربارا هي الوحيدة ضمن جامعات كاليفورنيا التي لم تصدر قرارا مثله من قبل.
وتريد المنظمات اليهودية الرئيسية، ومنها هيليل الدولية وهي مجموعة مؤثرة تنشط في 550 جامعة في شمال الولايات المتحدة، تجنب أن تسقط سانتا مونيكا كذلك مثل غيرها من الجامعات.

وقالت توبيان وهي عضوة في هيليل وأنهت الأسبوع الماضي فترة رئاستها لاتحاد الطلاب والتي تقول إنها تدعم حقوق كل من الفلسطينيين والإسرائيليين "إصدار مثل هذا القرار الآن هو أكثر شيء جنوني يمكن تصوره”.

وأضافت "ليس من شأنه سوى تعميق الانقسامات وإثارة التوتر في الجامعة”.

وأعاد تجدد الصراع بين إسرائيل وحماس فتح الخلافات بين شبان أمريكيين يهود ليبراليين تتصادم أفكارهم التقدمية مع هوية وعقيدة مجتمعاتهم.

فالبعض، مثل آليا سكاي وهي يهودية أمريكية تبلغ من العمر 21 عاما، يعارضون إسرائيل جهارا. وتدعم سكاي، العضوة في حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين والطالبة بالسنة الأخيرة في جامعة سانتا مونيكا، القرار كسبيل لإدانة إسرائيل حتى مع صمود وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به الأسبوع الماضي.

وقالت سكاي "إسرائيل تنفذ تطهيرا عرقيا ضد الفلسطينيين. إنها إبادة جماعية”.

ومثل كثيرين غيرها من الطلبة اليهود الأمريكيين الذين تم استطلاع آرائهم، تقول سكاي إن "وجهة نظرها تطورت عنها في سنوات سابقة عندما كانت تتأثر بأقارب يصفون إسرائيل بعبارات بطولية. وأضافت أن "حضورها قاعات درس عن الشرق الأوسط في سنتها الثانية بالجامعة وانخراطها في حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين كانا عاملين رئيسيين في تحول موقفها”.

ويقول البعض إن الاحتجاجات التي أعقبت قتل جورج فلويد الأسود في عام 2020 بيد ضابط شرطة أبيض ساعدتهم على رؤية الفلسطينيين من منظور جديد.

الاحتجاجات التي أعقبت قتل جورج فلويد الأسود في عام 2020 بيد ضابط شرطة أبيض ساعدتهم على رؤية الفلسطينيين من منظور جديد

وأظهر مسح نشره مركز بيو للأبحاث أن نحو نصف اليهود الأمريكيين تحت سن 30 عاما يصفون أنفسهم بأنهم مرتبطون عاطفيا بإسرائيل بالمقارنة مع ثلثي من تبلغ أعمارهم، أو تزيد عن 65 عاما.

وأظهر الاستطلاع نفسه أن 37 بالمئة من اليهود الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما قالوا إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل مفرط، أي أكثر من ضعف من قالوا ذلك من الفئة العمرية 65 أو أكبر.

وقال زاتشاري فيدرمان الطالب بجامعة براون إن "العديد من الطلاب اليهود يعتقدون إنهم أطلعوا على نسخة "مغلفة بالسكر” من إسرائيل وهم في سن صغيرة.

وقال جيسي جونزاليس، وهو من بين من أعدوا قرار جامعة كاليفورنيا سانتا مونيكا، إنه "متفائل بأن هذا القرار سيكون حظه أفضل من ست قرارات سابقة لم تصمد في التصويت كان آخرها في عام 2019 واعترض عليه 14 صوتا مقابل موافقة عشرة أصوات.

وعادة ما يصف معارضو حركة مقاطعة إسرائيل مثل هذه القرارات بأنها معادية للسامية.

ومن الناحية العملية فإن هذه القرارات غير ملزمة قانونيا وعادة لا تدفع الجامعة لتغيير استثماراتها.

ويشعر الحاخام إيفان جودمان المدير التنفيذي لجماعة هيليل سانتا باربارا بالقلق من أن يثير القرار التوترات في الجامعة. وقال إن "النقاش عبر الإنترنت مع لمسؤولين الإداريين جاء جزئيا نتيجة واقعة تحرش فيها عدد من الطلاب اليهود بآخرين كانوا يصيحون بعبارة "من النهر إلى البحر” التي يقول إنها ارتبطت بدعوات عرب للقضاء على إسرائيل.

(رويترز)
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences