مجلس حقوق الإنسان يقرّ التحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية…

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 تتصاعد الاتهامات لدولة الاحتلال بأن عدوانها على قطاع غزة ضد الأطفال والمدنيين العزل، والاستيلاء على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في سلوان في القدس المحتلة، قد يرتقي الى جرائم حرب.
ورغم ذلك تواصل سلطات الاحتلال مصادرة الأراضي والبناء الاستيطاني. فقد صادقت أمس على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في محافظة بيت لحم. وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الاستيطان حسن بريجية إن سلطات الاحتلال صادقت على إنشاء 560 وحدة في مستوطنة «متساد» المقامة على أراضي قريتي كيسان والرشايدة.
يأتي ذلك بعد المصادقة قبل أيام على إنشاء 90 وحدة في مستوطنة «ايبي هناحل» المقامة على أراضي كيسان، مشيرا الى أن هذا التسارع في التوسع الاستيطاني يعد استهدافا واضحا للسيطرة على المنطقة الجنوبية الشرقية، وبالتالي ربط المستوطنات ببعضها.
وفي السياق صوّت مجلس حقوق الإنسان، مساء أمس، على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة بشأن العدوان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وداخل أراضي الـ48. وتم اعتماد القرار بعد أن صوتت لصالحه 24 دولة، وامتنعت 14 دولة عن التصويت، فيما عارضته 9 دول هي: أوروغواي، وبريطانيا، وجزر مارشال، ومالاوي، وألمانيا، والنمسا، وبلغاريا، والكاميرون، والتشيك.
وعلى صعيد الاتهامات لها باحتمال ارتكاب جرائم حرب، قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه إن الضربات على غزة تثير قلقا عميقا إزاء التزام إسرائيل بالقانون الدولي.
وأضافت باشيليه التي افتتحت جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في سويسرا، أنها لم تر دليلا على أن المباني المدنية في غزة التي دمرتها الضربات الإسرائيلية تستخدم لأغراض عسكرية، و»إذا تبين أن مثل هذه الهجمات غير متناسبة فقد تشكل جرائم حرب». وحثت إسرائيل على وقف الإخلاءات في الضفة «على الفور»، ودعتها للامتناع عن استفزاز أهالي الشيخ جراح ووقف عمليات الإخلاء في الحي.

الأمم المتحدة تطلق خطة طارئة بـ 95 مليون دولار لدعم المتضررين في غزة والضفة

وأكدت منظمة العفو الدولية «أمنستي» أن ما يجري من مخططات إسرائيلية لتنفيذ «إخلاء قسري» لأسر في بطن الهوى مثال آخر على سياسة اسرائيل الإجرامية المتمثلة في التهجير القسري للفلسطينيين.
وقال صالح حجازي، نائب مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إنه من خلال الاستمرار في تحريك هذه القضية أمام المحكمة بعد الاحتجاجات على مخططات الإخلاء القسري في الشيخ جراح «تأجج إسرائيل نيران العنف الذي تصاعد مؤخراً وتمارس نفس الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان الفلسطيني الكامنة في أساس أعمال العنف الأخيرة».
وأكد أن الاحتجاجات الأخيرة على الصعيدين المحلي والدولي ضد «الإخلاء القسري» في الشيخ جراح، رسالة واضحة مفادها أن مصادرة الأراضي «لن تمرّ مرور الكرام. ويجب على السلطات الإسرائيلية أن توقف فوراً خطط الإخلاء القسري في بطن الهوى وسواها في الأراضي الفلسطينية».
الى ذلك أكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند أن «تصاعد التوتر في قطاع غزة والقدس خلال الفترة الماضية قاد إلى زيادة حدة الاشتباكات والمواجهات في الضفة، رافقته زيادة في استخدام الجيش الإسرائيلي للذخيرة الحية». وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي العنف. وأضاف أن مواجهة الأسر الفلسطينية لخطر التشريد والإخلاء بالشيخ جراح وسلوان يشكل مصدر قلق كبيرا، مؤكداً أن النشاط الاستيطاني غير قانوني، ويتوجب على إسرائيل أن تتوقف عن أعمال هدم ومصادرة الممتلكات الفلسطينية عملاً بواجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والسماح للفلسطينيين في مناطق «ج» بالضفة والقدس بتطوير المجتمعات.
وشدد على أن منع تكرار هذا الواقع ينبغي أن يكون المنطلق للمجتمع الدولي للبحث عن حل طويل الأمد ودائم للصراع. وأكد على الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة للمجتمع الدولي للعمل بشكل مشترك من أجل وضع خطة للدعم اللازم لإعادة البناء ودعم الفلسطينيين وتعزيز مؤسساتهم. وأضاف: «علينا أن نتجنب كل الحلول القصيرة وأن نركز على كيفية العمل على إنهاء حصار قطاع غزة، ووضع حد للانقسام الفلسطيني الذي يحتاج لحل حقيقي سياسي. وينبغي على الجميع مضاعفة الجهود لإيجاد الأفق السياسي المطلوب لإعادة إطلاق المفاوضات الحقيقية»، مؤكدا أن غياب الأفق السياسي وعدم وجود ضوء في آخر النفق بعد كل هذه العقود من الصراع يقتل الأمل، مشيراً إلى أنه ليس هناك سوى المفاوضات سبيلا لإنهاء الاحتلال والوصول إلى حل الدولتين والقدس عاصمة لهما على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأطلقت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز خطة طارئة بـ 95 مليون دولار لدعم المتضررين من العدوان على غزة والضفة، بما فيها القدس الشرقية.
ودعت مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، الدول الأعضاء للمساهمة في دعم هذه الخطة، لتنفيذها بشكل سريع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأكدت هاستينغز أن الضرر الذي أصاب 54 مدرسة يقوض حصول الأطفال على التعليم، كما يحول الضرر الذي لحق بـ 6 مستشفيات و11 منشأة صحية دون تقديم الخدمات، بينما أدى نقص الوقود وتدمير شبكة الكهرباء إلى وصول التيار الكهربائي بواقع 4 ـ 6 ساعات يومياً في المتوسط في جميع أنحاء القطاع.
وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قد أعلنت قبل أيام عن رصد 18 مليون دولار من الصندوق الإنساني للأراضي الفلسطينية، إلى جانب مبلغ إضافي قدره 4.5 مليون دولار أعلن عن تقديمه لوكوك في حالات الطوارئ.
القدس العربي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences