مصر (أُم الدنيا) تستعيد دورها السياسي كلاعب أساسي في الصراع العربي/ الإسرائيلي ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص- حسن صفيره 
"وتبقى مصر"، عنوان عريض يُلخّص في محتواه الدور الذي لا يقبل القسمة ازاء اهمية الأوراق والأدوار السياسية التي تمتلكها جمهورية مصر على مدار قرون لا عقود من تاريخ المنطقة العربية والعالم.


وبددت مصر في الأونة الأخيرة حالة التشكيك والتحليلات السياسية التي استهدفت دورها، بالتقويض والتحجيم ، كنتاج لطبيعة احتدام صراع الديبلوماسيات في العالم والمنطقة العربية.


ففي التصعيد الأخير بين دولة الكيان الصهيوني، وحركة حماس عادت مصر إلى دائرة الضوء وعززت أهميتها في إدارة الصراع في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي دفع بالقوة الأكبر سياسيا وعسكريا الولايات المتحدة الامريكية بالعودة مجددا إلى الحاضنة المصرية، كصاحبة تقرير مصير في ابرز قضايا المنطقة، وعلى رأسها الصراع الدائر في الاراضي المحتلة، والألة الصهيونية الحربية.


وفيما تنشغل الإدارة الأمريكية، بالسعي نحو التهدئة في قطاع غزة، بعد كسر شوكة المؤسسة الصهيونية سياسيا وعسكريا، بفعل صواريخ حماس والفصائل الفلسطينة التي دكت مستعمرات دولة الإرهاب الصهيونية، فقد كانت القناة المصرية الخيار الأول للإدارة الأمريكية، التي سبقها شبه انقطاع بين القاهرة وواشنطن، ليحرك الدور المصري بوصلة السياسة الأمريكية نحو القاهرة مجددا، في تخطي للعثرات الديبلوماسية التي احتكمت لها البلدان، لا سيما بعد أن أثبتت مصر دورها في وقف اطلاق النار خلال ايام العدوان الإحدى عشر من الشهر الحالي.


مصر الريس عبد الناصر، مصر المحروسة ، مصر حرب اكتوبر، عصية على التقولات ودحر مشروعها القومي عن الخارطة العربية، فنحن أمام شعب ينوف عن المائة مليون نسمة، ظل الهاجس العربي عامة والفلسطيني بوجه خاص شأنا مصريا شاء من شاء وأبى من أبى.


أردنياً، طالما شكلت العلاقات السياسية المصرية - الأردنية، أهمية خاصة، نظرًا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، وتتميز العلاقة بين البلدين بالتوافق السياسي في الرؤى والأهداف.   


وهناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير، على رأسها القضية الفلسطينية، حيث تُعد القاهرة وعمان طرفين أساسيين فيها، وما زالت الدولتان تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وفقًا للمرجعيات الدولية، وصولاً لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.


ولا يخفى على أحد، الدور الريادي الذي يربط الجمهورية المصرية بالاقتصاد الأردني، وتبادل الاستثمار الاجنبي فيما بينهما، وقد رسخت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مطلع العام الجاري العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع مجالات التعاون التجاري والتنموي والاستثماري، فضلًا عن التعاون الأمني وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن تعزيز مساعيهما لحشد جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وتقويض خطر الإرهاب والتطرف، بما يستعيد الأمن والاستقرار ويحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences