ماهي أوجه الاختلاف بين الفصل والاستقالة للعجارمة ..؟؟
الشريط الإخباري :
بعد ظهور مقاطع فيديو فيها خطابات مقلقة إلى حد ما لعضو البرلمان الأردني أسامة العجارمة تتجه كتلة واسعة من أعضاء مجلس النواب إلى حرمانه من قبول إستقالته رسميا والاتجاه إلى فصله بصورة نهائية وبصيغة لا تسمح له بالعودة لاحقا إلى المشهد الانتخابي.
يعقد برلمان الأردن في الساعة الثالثة من عصر الأحد وبصورة مستعجلة جلسة طارئة للنظر في ملف إستقالة النائب العجارمة.
إنعقاد هذه الجلسة بعد وضع الإستقالة على جدول الأعمال مساء السبت فقط يعني صدور الضوء الأخضر من الدولة العميقة والمؤسسات المرجعية بالتحول إلى مشروع فصل النائب بدلا من السماح له بالتمتع شعبويا بغطاء لقرار إستقالته.
حصل ذلك فيما أثار النائب نفسه المزيد من الضجيج بعد سلسلة فيديوهات ظهر فيها وسط أنصاره مطلقا تعبيرات غير مسبوقة من بينها قطع رأس من يخونه من أبناء قبيلته.
ومن بينها أيضا إستبدال النشيد الملكي بآخر وطني وحمل السيف مجددا والتحدث عن نفسه باعتباره مشروع شهيد لحراك الأحرار.
أعقبت تلك الفيديوهات عملية أمنية سريعة إخترقت فجر الأحد عدة تجمعات لأنصار النائب العجارمة بهدف منع الاحتشاد مجددا ظهر الأحد تحت عنوان الزحف العشائري.
في الأثناء أصيب أربعة من رجال الأمن بالرصاص وحاولت سيارات لأنصار العجارمة إطلاق النار وإحراق سيارات مواطنين قبل أن يظهر العجارمة المثير للجدل وسط بعض أنصاره فجر الأحد متحدثا عن قوات أمنية اعتقلته قبل تمكن أنصاره من تحريره من الاعتقال مع أن السلطات الأمنية لم تعلن ذلك الاعتقال لا بل لم تعلن أصلا بأن العملية الأمنية هدفها إعتقال النائب الذي بدأت الآن طريقه تتضح نحو فصله من المجلس مما يمهد بالتأكيد إلى محاكمته لاحقا وليس فقط إعتقاله أو توقيفه.
يزعم العجارمة انه يتلقى التأييد من جميع القبائل الاساسية في البلاد والخلافات التي اثارها على الصعيد العشائري تحديدا تتدحرج في الوقت الذي يظهر فيه بأن الاعتراضات والحراكات بلا برنامج أو هدف أو حتى قيادة لديها مطالب يمكن التفاهم معها.
يثير ما يحصل على جبهة العجارمة جدالا حتى في أدق قنوات القرار.
والمشهد في سياق الحراك العشائري تحديدا والاجتماعي بدأ يثير قلق نخبة واسعة من كبار السياسيين.
وهنا تحديدا حذر خبير وسياسي وبرلماني سابق ومخضرم هو الدكتور محمد الحلايقة من أن عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة.
وتم على نطاق واسع تداول ونشر تحذير الحلايقة التي نشرته صحيفة "لوموند” الفرنسية هذه المرة بعنوان دعوة مؤسسة القصر الملكي للقيام بإجراءات تقنع الناس بأن مستقبل أفضل أمر ممكن.
شرح الحلايقة بأن الأردنيين اليوم يعانون من ضغط اقتصادي غير مسبوق و140 ألف أردني خرجوا من سوق العمل بعد كورونا وعجز الموازنة مرتفع وأكثر المتأثرين قطاع الخدمات.
وفقا للحلايقة الخبير وصلت البلاد إلى الحد الأقصى في فرض الضرائب والدين العام يقارب 110% من الناتج الاجمالي المحلي وخدمة الدين مليار ونصف مليار والوضع الجيوسياسي لا يساعدنا ونحن محاطون بالإضرابات والأصدقاء السيئين.
مداخلة الحلايقة عبر اللوموند الفرنسية كانت جريئة وصريحة وتبادلها العقلاء والخبراء على هامش مظاهر التفخيخ الاجتماعي الأخيرة وعلى هامش تداعيات ما حصل تحت عنوان العجارمة والحراك والزحف العشائري خصوصا وأن الحكومة صامتة عندما يتعلق الأمر بتداعيات الملف الاقتصادي تحديدا.
القدس العربي