سهرة سياسية ومخرجات وطنية وافكار ملكية وحديث بلا تحفظ مع وزير الإعلام "صخر دودين" ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص / حسن صفيره

جمعتني دعوة خاصة بوزير إعلامنا المتميز صخر دودين وبحضور قامات وطنية على رأسهم الأخ الحبيب معالي د. حازم قشوع وبوجود نواب حاليين وسابقين وسياسيين من الأحزاب الأردنية وقد كانت الجلسة مفعمة بالحديث الوطني للمستجدات التي تشهدها الساحة الداخلية والخارجية كما تطرق الحاضرين لعدة مواضيع وأسئلة لم يجد ممثل الحكومة اي حرج في الإجابة على مجمل الاستفسارات بلسانه الوطني الحُر وقلبه المفعم بحب الوطن والملك.

تفاجأ الجميع برجلٌ يٌدرك تماما تفاصيل الحالة الراهنة في الشارع الأردني، سياسياً، واجتماعيا وثقافيا لما لا وهو من يملك الأرث الذي يؤهله للبت في شكل القرار الأردني السياسي، وليس كناقل لوجهة نظر الدولة، بقدر ما يملكه من صياغة تضعك في سياق توجه الدولة، وهو الأمر الذي تستطيع ان ترصده لدى دودين كناطق باسم الحكومة عمن سواه.

يأخذك بحديثه الهادئ المتزن، يطرح افكاره بالشأن الوطني دون التفاف، فالشأن الوطني لا يحتما التأويل والاحتمالات، فثمة مسؤولين لا يربطهم بالموقع او المنصب سوى المسمى الوظيفي، لكن بحالة صديق الاعلاميين معالي دودين، تجد المعرفة والإدراك والنظرة الشمولية في طرح ما يقول، تجاذبنا خلال الجلسة واقع التعليم في ظل تداعيات كورونا، وكان لمعاليه وجهة نظر تؤسس لضرورة احترام قدسية التعليم بصرف النظر عن طبيعة المناخ التعليمي، فالكل شركاء في العملية التعليمية والتربوية، ويعي جيدا ان ما فرضته كورونا على المناخ التعليمي ضرورة لا تتعلق بطبيعة التعليم فحسب، بل بوصف الاردن جزء من كينونة العالم الذي امضى نحو عام ونصف في صد هجوم هذه الجائحة، وبطبيعة الحال كانت العملية التعليمية المساحة الاكبر لجهة تأثر القطاعات بالجائحة.

في الشأن الاعلامي وهو الأهم في نظر معاليه ، فان الاعلام ليس سلطة رابعة فحسب، وانما منظومة حياة قبل ان يكون اداة اعلام دولة، على عاتقه يقع صقل الوعي الجمعي، اعلام تنويري لا ينحاز الا  للهم الوطني دولة وشعب، ويقف معالي دودين ضد الاعلام الفضفاض، بمعنى ان العالم اصبح يمتلك ثورة تكنلوجية فائقة الأداء، فلا يعقل ان نذهب باعلامنا نحو الوراء، من خلال نقل الخبر دون ثقة ومصداقية وتأطير، بل ودون ان نحدد الجهة التي اوردت الخبر، جاء تعليق محدثنا دودين على خلفيات عديدة انبرى فيها اعلام الورقيات  لنسب مصادر اخبار غاية بالاهمية الى (مصدر مطلع) ليجئ تساؤل معاليه الأشهر بتسائله (من هو المصدر المطلع)، فالمصدر المطلع هو بالمحصلة اداة تعتيم لا تنوير اذا لم يُحدد هذا المصدر، ما يعني اننا امام خبر مغرض يُراد به ايضا هدف مغرض.

الحديث مع معالي دودين شفاف صريح، لا مواربة او مقاربة ، فالوضوح سمة الواثق من نفسه وادائه وخبراته، وهذا ما ترجمته سياسة دودين بالتعامل مع الجسم الاعلامي، في تواصل مفتوح طيلة ساعات الدوام الرسمي، وخارجها، حتى لتجده يرد على اتصالك حتى ساعات الليل المتأخر، فالهدف من الاتصال ليس دردرشة او ثرثرة من المتصل، بل للوقوف على معلومة هي بالمحصلة شأن عام ، ما يأخذنا حقيقة الى اننا امام رجل اعلام من مناصري حق الحصول على المعلومة، وهو الامر الذي يعيه معالي دودين والذي يرى فيه بأنه يدفع بطبيعة الحال لمزيد من النقاط لصالح الدولة الأردنية لتحفر عميقا بمرتبة متقدمة بالحريات الاعلامية.

المشهد الراهن في الشارع الاردني بما يكتنفه من تردي اقتصادي فاقمته تداعيات كورونا، كان له النصيب الأفر في اطراف حديثنا مع معاليه، ليتفق الجمع خلال الجلسة التي كانت اقرب الى جلسة الاسرة الواحدة مع ما يقول به دودين، بان الالتفاف والاستيعاب والاحتواء للشأن الداخلي هو حل لأية مشكلة او قضية بنسبة تسعين بالمائة.

بل ويُصر معالي دودين ان تغليب الهوية الأردنية على الهويات الفرعية حاجة ملحة لمزيد من استقرار المملكة، ولترسيخ مفهوم اللحمة الوطنية ، مع ما يعنيه ذلك من احتكام المكونات الشعبية الاعتبارية لمؤسسة القضاء والقانون، فالاردن الذي قطع مائة عام من عمر الدولة، تجاوز حقيقة تلك الابجديات وهذا ما يراهن عليه دودين بوصفه شابا نشأ في بيئة سياسية، نهل من اساسيات الوطنية من مرجعية والده الراحل مروان دودين، رجل الدولة والسياسية من الطراز الرفيع.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences