إلى متى ستبقى تركيا (الاوردغانية) تمارس علينا دور العفة والبراءة وتنسج من خلفنا العلاقات الوطيدة مع المستعمرة الإسرائيلية ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره

 فيما كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك عمق الدولة الصهيونية، خلال العدوان الأخير على غزة، وفيما كانت آلة البطش  الصهيونية تجدد مجازرها بحق الشعب الفلسطيني في القطاع، بابشع صورها، التزم المجتمع الدولي الصمت خلال الأيام الأولى للعدوان، لحين وقف العالم مبهوراً ومذهولاً أمام إرادة شعبنا وفصائل مقاومته،

بعد مضي خمسة ايام تزامنا مع وابل صواريخ المقاومة، التي تعهدت ازاءها كتائب القسام بأنها اعدت العدة بقصف تل ابيب لستة اشهر متواصلة، لتبدأ التصريحات تصدر تباعاً وعلى شكل خجول بداية ، سعدّتهت وتيرته شراسة رد فصائل المقاومة ، فكان رد الاتحاد الأوروبي تبعه الرد الامريكي ومن ثم العربي، ليجيئ الرد التركي عبر الرئيس طيب رجب اردوغان، بصورةٍ أقرب للفكاهة ، حيث وصف  "إسرائيل" ب "دولة إرهاب" و "غير أخلاقية"!

تصريح أردوغان حمل ايقاعا أقرب لاكتشاف فضائي، وكأن الدولة الصهيونية ما كانت يوما دولة إرهاب ولا أخلاقية، ما يضعنا أمام محاولة تشخيص للدور الحقيقي والفعلي لـ انقرة، اذا ما تساءلنا لماذا صمّت تركيا اذنيها طيلة أيام العدوان الذي حصد نحو ٢٣٠ شهيدا بينهم ٦٥ طفلا.؟ بل لماذا تصر تركيا على تقديم نفسها المخلص لآلام الفلسطينيين، فيما تستند في سياستها بإعلان التصريحات وفق (بروبوغاندا) سافرة مكشوفة، لا تزيد ولا تنقص عن عبارات الشجب والاستنكار، ولسان حال اردوغان يقول، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

الموقف التركي الأخير والذي حملته تصريحات وزير خارجيتها مولود جاويش حول شروط انقرة لتحسين العلاقات مع تل ابيب، لا يقل صراحة عن الفكاهة التي حملها تصريح اردوغان ازاء العدوان،  فما قال به السيد جاويش حملته المقاومة الفلسطينية على عاتقها ، ولا تنتظر الدور التركي للقيام به، بيد ان الدولة الصهيونية أذعنت للتهدئة ووقف إطلاق النار، بفعل استعار صواريخ المقاومة، وبفعل صلابة موقف حركة حماس والفصائل الاخرى، اما ملف الاسرى الذي ادرجته انقره ضمن شروطها لتحسين علاقتها مع تل ابيب،. فقد جاء الرد من دولة الكيان ذاتها، بعد ان خرجت تسريبات نقلتها صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية بأن مسؤولين إسرائيليين رجحوا أن تكون "قضية صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس" في طريقها إلى الحل بغضون أسابيع او أشهر قليلة".!

انقرة أسقط بيدها، وتعرها موقفها السياسي كلياً عبر شروط وزير خارجيتها ، فقد نشطت حماس في مد ذراعها اعمق مما تتخيل تركيا في عمق السياسية الإسرائيلية وبدات كفة الاكتفاء الذاتي سياسيا تميل لصالح الفلسطينيين ، يدفع بذلك نتائج الانتخابات" الإسرائيلية" التي اطاحت بـ نتنياهو، ولتتم الاطاحة ايضا بالموقف التركي ومن قبله التيار الاردوغاني، ويرصد ارشيف الإعلام التركي قبل العالمي اكذوبة الموقف التركي تجاه الفلسطينين، بيد انه رغم هجوم أردوغان العنيف والمتكرر بشكل مباشر ضد إسرائيل، بعد كل عدوان، إلا أن المباحثات بين أنقرة وتل أبيب قائمة بل ومزدهرة خاصة في ظل تنامي التبادل التجاري بين البلدين وارتفاع الصادرات التركية إلى "إسرائيل" في السنوات الأخيرة.

ولعل شراسة المقاومة الفلسطينية كانت بمثابة العصا في دولاب العلاقة التركية "الإسرائيلية" فـالتصعيد والتوتر في القدس الشرقية اندلع في الوقت السيء بالنسبة لتركيا، فالوضع الذي اشعلته صواريخ القسام والفصائل عكر صفو المياه الهادئة التي كانت تنساب بين انقرة وتل ابيب، وما سعي تركيا بملف المصالحة  الفلسطيني إلا جزءا من آليات التمهيد نحو خدمة اقتصادها، لا خدمة الفلسطينيين، وما محاولة تقديم نفسها كوسيط بين الطرفين الا محاولة مكشوفة يعيها الطرفان ذاتهما مثلما تعيها الدولة الصهيونية بطبيعة الحال.

مع ما تلا ذلك  من تصريحات مؤطرة وواضحة قال بها الرئيس اردوغان وكبار مسؤوليه في لقاءات متلفزة وأخرى خلال اجتماعات رسمية داخلية وخارجية صبت في عناوينها ومضامينها ان الدولة التركية تسعى جادة لتعميق العلاقات الثنائية مع تل ابيب لكن هناك رفض لطبيعة وشكل السياسية الاسرائيلية" تجاه الفلسطينيين وقضيتهم.

فعن اي دعم ومناصرة تقول به انقره واردوغانها؟ وماذا بشأن الاردوغانيين في الشارع العربي عامة ممن تحمل صفحاتهم على مواقع التواصل صور اردوغان بصفته محرر بيت المقدس المناظر، وهو المُجَدِد القادم لاحياء إرث الاستعمار العثماني!

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences