الانتخابات في الجزائر لم تتغير جوهريا منذ بوتفليقة
الشريط الإخباري :
قالت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش” الأسبوعية الفرنسية إن الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستنظم في الجزائر غدا السبت، تَعد بنسبة امتناع عن التصويت مرتفعة، حيث تبدو عجلة تحرك النظام متوقفة.
وأضافت الصحيفة أنه، في واقع الأمر، لم تكن هناك حملة انتخابية حقيقية، مشيرة إلى أنه صحيح أن الأزمة الوبائية لم تسهل الأمور، لكن أحزاب المعارضة الديمقراطية، التي كانت تود أن ترى ولادة جمعية وطنية تأسيسية لمراجعة شاملة لأسس النظام، دعت إلى مقاطعة الاقتراع هذا السبت.
كما يطعن منظمو الحراك في تنظيم وتوقيت هذه الانتخابات التشريعية المبكرة. فبحسبهم، فإن النظام لم يرد منذ البداية أن يأخذ في الحسبان رغبتهم العميقة في التغيير.
أما بالنسبة للأحزاب المنبثقة عن السلطة السابقة – جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي – فقد فقدت مصداقيتها إلى حد كبير. حتى الرئيس الحالي عبد المجيد تبّون ليس لديه بديل قوي ومنظم لإثبات شرعيته في الانتخابات، "فقد كان يود أن تكون لديه حركة كتلك التي أنشأها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لكن الحزب الصغير الذي أنشأه لم ينضج بعد ليكون بمثابة أساس حقيقي له”، كما تنقل الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع على أسرار السلطة في الجزائر العاصمة.
يبقى هناك الإسلاميون الذين أقسموا على الولاء للمؤسسات بشرط السماح لهم بمواصلة أسلمة المجتمع من الأسفل كما يحلو لهم – تقول "لوجورنال دو ديمانش”. ومن النظر إلى الامتناع الكبير جدًا عن التصويت المتوقع، فقد تحقق "حركة مجتمع السلم” تقدماً قد يجعل منها شريكًا رئيسيًا في الائتلاف الحاكم المستقبلي.
وتنقل "لوجورنال دو ديمانش” عن خبير أوروبي في الجزائر، قوله: "يشارك الإسلاميون مع بعض ضباط الجيش رؤية محافظة وقومية ودينية لمستقبل البلاد، فضلاً عن جرعة جيدة من المرارة المناهضة لفرنسا”.
ومضت "لوجورنال دو ديمانش” إلى القول إنه يبدو أن رئيس الأركان ونائب وزير الدفاع، الجنرال سعيد شنقريحة، البالغ من العمر 75 عامًا، يرى في استمرار مظاهرات الحراك تهديداً، الأمر الذي يدفعه إلى إجبار حكومة الرئيس عبد المجيد تبون على اتخاذ إجراءات قانونية بشأن ما يراه استغلالاً للحركة من قبل الجماعات "الانفصالية” و"الحركات غير الشرعية القريبة من الإرهاب”.
وأيضا – تتابع الصحيفة – كان الجنرال شنقريحة إلى جانب الرئيس تبّون خلال زيارته لزعيم جبهة البوليساريو العائد من مدريد في أحد مستشفيات الجزائر. وهي طريقة منه لتجسيد الموقف العدواني تجاه المغرب، الذي حصل على دعم الولايات المتحدة في الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية، وفق "لوجورنال دو ديمانش” دائما.