في خضم الأحداث الداخلية والخارجية .. دعونا لا ننسى مربع "الخطر الإيراني" وقذارته

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره
الدور الإيراني المتصاعد في المنطقة العربية، بات يهدد  الامال في استعادة اي استقرار منشود، فيما تستعر السياسية الايرانية في حالةِ من فقدان السيطرة بعيدا عن أي حرفية ديبلوماسية، فالهدف احتلال واضح، وفرض مذهب ديني بطريقة شرسة، والحصيلة نحن أمام مشروع إيراني مُتغول، اهدافه غير شرعية على المستوى السياسي والانساني .


نظام بدأ أول خطواته باختراق أنظمة عديدة لبث الفوضى فيها، ومن ثم التدخل بصفة المناصر او الصديق او الحليف، ليضع قبضته بالكامل ، من خلال تدخله العسكري، ليبدأ فظائعه التي ترقى الى جرائم حرب.


في الدولة السورية، التي شكلت في المنظور العربي كمحور ممانعة، وأصبحت حاليا احدى رعايا النظام الايراني، بعد ان دخلت الأخيرة بقوة بحجة محاربة الارهاب والتصدي لما يسمى تنظيم اللدولة الاسلامية "داعش" ، فقد بدا واضحا الدور الايراني المتعنت في اي عملية من شأنها وقف الحرب الدائرة على الاراضي السورية، بل وتسعى ايران لتعطيل المساعي الدولية والعربية الرامية إلى استقراره، لخدمة مشاريعها في المنطقة.


ولا يخفى على المتتبع للتغول الايراني في المنطقة، وعلى وجه التحديد في الدولة السورية، ذلك التغلغل المريع والمعيب الذي تقوم به ايران، فهي دولة جاءت الى سوريا ليس لمساندة النظام في مجابهته لاكثر من 23 فصيلا مسلحا، اتى على اخضر البلاد ويابسها طيلة اثني عشر عاما منذ اندلاع الأزمة السورية، بل تمحور الدور الايراني لمد نفوذه السياسي والشيعي، وفي جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، للحد الذي اخذ التدخل الايراني فيه شكل الاستعمار.

الدور السافر والمكشوف لايران في الشقيقة سورية، طال حرمة المدنيين بطريقة تقشعر لها الابدان، فبحسب شهادات من تعرضوا لبطش النظام بالاضافة الى الناجين من مجازر شهدتها مناطق عدة هناك، أجمعت روايات الفارين على قيام عناصر ايرانية بتنفيذ المجازر وتصفية المطلوبين.

وبحسب الخارطة الاستعمارية الجديدة للوجود الايراني في سوريا، وبحسب مراكز ومنظمات انسانية وحقوقية، فقد اصبحت ايران  وميليشياتها تسيطر على كامل الحياة في المناطق الواقعة تحت نفوذها، فهي صاحبة القرار بالشأن الداخلي، ولا كلمة تعلوا فوق كلمة تلك الميليشيات ويبقى تواجد النظام ومؤسساته بشكل لا يتعدى الصوري، بل ويخضع لأوامر تلك المليشيات.

وتذهب ايران الى اقبح صور التآمر العسكري، وتنشط عبر حليفها ميليشيا الحشد الشعبي العراقي في تمرير الاسلحة ( صواريخ أرض-أرض متوسطة المدى) الى الاراضي السورية لتوسيع قواعد الاقتتال، بهدف تمكين وجودها دينيا وسياسيا،

ولا تخجل ايران من المساس باعراض النساء، وخلط حابل الدين بنابل السياسة، ففي الوقت ذاته تواصل الميليشيات الموالية لإيران عمليات تجنيد الشبان والرجال في منطقة غرب الفرات، متسلحة بسلاحي "المال والتشيع”، قامت مليشيا تابعة لايران بتكليف نحو 25 امرأة من نساء وعوائل عناصر الميليشيا، بالتواصل مع الفتيات والنساء في الميادين وإقناعهن باعتناق المذهب الشيعي والخضوع لدورات "عقائدية وتعريفية” حول المذهب ضمن المراكز الثقافية، وسط تقديم مساعدات غذائية لهم في إطار سياسة الترغيب التي تقوم بها الميليشيات الإيرانية لاستقطاب أهالي وسكان المنطقة، والأمر ذاته ينطبق على الأطفال من تنظيم رحلات دورية برعاية المركز الثقافي الإيراني ونشر الثقافة والتعاليم الإيرانية، وفق ما قال به المرصد السوري لحقوق  الانسان.

هذا بعض من دور ايران في الدولة السورية، اما في العراق، فحدث ولا حرج، وقد أحكمت ايران قبضتها بالكامل على عراق الرافدين، ولعل المشهد المشين بحق ايران، والذي سجله التاريخ، وسيحفر عميقا في قادم التاريخ، انكشاف عورة النظام الايراني، حين استسأدت فئران التيار الصدري بهتافات مسيئة للمذهب السني، خلال عملية اعدام البطل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وبحضور مقتدى الصدر احد اعتى رموز الشيعة المناهضين للمذهب السني.

فقد  بدا واضحا ذلك التوائم بين التوجه الإيراني مع التوجه الأميركي لتلتقي المصلحة الإيرانية مع المصلحة الأميركية المتمثلة في سعي واشنطن لإطاحة نظام صدام حسين سنة 2003. هنا لاحت الفرصة الذهبية لإيران للتدخل في الشأن العراقي والعمل على ترسيخ النفوذ الشيعي فيه. فعمدت إلى توسيع قاعدة القوى السياسية الشيعية داخل العراق، وحثّها على التمسك بذهنية عدم التفريط بالسلطة، مكرسة كل جهدها السياسي والأمني والمالي لتحقيق هذا الهدف، والذي شمل تخصيص موازنات ضخمة لدعم الشخصيات والرموز العراقية المعروفة لديها وفقاً لمبدأ ضمان الولاء وعدم الخروج من دائرة السيطرة والتحكم. ودفعت بمن هو أهل لأن يكون مشروع سلطة نحو واجهة المشهد السياسي ودعمته بكل وسائل الحضور والتنافس مع الأضداد، أي إن إيران خططت منذ وقت مبكر لتعزيز ودعم وتطوير طبقة سياسية شيعية حاكمة لتولي قيادة العراق.

وعلى اشلاء اطفال صنعاء، وتجويع مئات الملايين، وقتل نحو ربع مليون يمني، منذ بدأت ايران بتوجيه ودعم جماعة الحوثي، ومحاولتها المعلنة بتصدير الثورة الإيرانية ، وتنفيذ مخططاتها التوسعية في الخليج العربي انطلاقا من اليمن، لضرب وحدة الصف الخليجي عن طريق زرع جيش مهدي أسوة بجيش المهدي في العراق ليكون شوكة في خاصرة النظام اليمني، كما تكون هذه القوة في الوقت نفسه مماثلة لنمط حزب الله في لبنان، خاصة أن ظهور جماعة الحوثي الشيعية بقوة في جنوب شبه الجزيرة العربية سيحرك النزعة التشيعية الموجودة لدى الأقليات الشيعية في بلدان مجلس التعاون الخليجي، مما يساهم في نقل الصراع وتصديره إلى الداخل الخليجي، حيث أصبح من المعلوم أن إيران تسعى إلى الربط بينها وبين الشيعة في العالم، خاصة شيعة الشرق الأوسط، فشيعة مصر وتركيا واليمن لهم مرجعية عليا واحدة في طهران، وصورة الخميني في مكاتبهم جميعا.


كما ولا ننسى كلمات التبجيل والمديح الذي كالته قيادات حماس لدور إيران في دعم المقاومة الإسلامية في غزة مما جعل هذا التنظيم يرتهن بآوامر الفرس والعمامات والمسابح الطويلة في طهران واصفهان ولبنان وهذا جعل القضية الفلسطينية ومتطلباتهم مرهون بالمصالح الإيرانية ومدى رضى دولة الشيعة الروافض. 

هذه هو وجه ايران السافر في تفتيت المنطقة، وسن رماح شيعتها على دمار البشر والحجر ودعونا ونحن في خضم العديد من ارهاصات الداخل والخارج ان لا ننسى هذا الخطر والمثلث الشيعي الذي كما يبدو سيصبح مربعا بأنضمام حماس له حيث أن خطره يوازي الخطر الصهيوني وان تمدده لن يترك احد إلا ويطاله. 

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences