حسن صفيره يكتب : بعد اعتذاره واستقالته .. لماذا لا نُعدم "عريب الرنتاوي" رمياً بالرصاص ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص- حسن صفيره

 بعد عاصفة مقال الكاتب والمحلل السياسي، عريب الرنتاوي، والتي اخذت أبعادا تجاوزت فكرة الانتقاد او التحفظ وحتى الغلو في ابجديات الرد على ما ورد فيها، وعلى الرغم من الرجل قدم اعتذارا يفوق حجم مقالته مضمونا وكما، واتبعه باعتذارٍ ثان يتحمل الكثير من الايضاح لجهة موقفه ازاء قدسية الجيش الاردني ودوره في المنطقة تاريخيا، الا ان العاصفة إستعرت أوارها الى هيمنة نهج التخوين والتشكيك وكيل اتهامات النكران والعرفان بحق الرنتاوي، وبصورة تستوجب الوقوف عندها.

الرنتاوي الذي قدم اعتذاراً لرئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية سمير الرفاعي بصفته عضوا فيها ثم اتبعها بأستقالة "عقلانية" أوضح من جانبه الملابسات التي احاطت بمضمون المقال والتي ذهبت باتجاه خطير جدا، حيث ثلة من المتصيدين ممن يبرعون بالتقاط الالتباسات لتحويلها الى قضية رأي عام، مع ما يرافق ذلك من دس سموم الفتنة وشق صفوف الوحدة الوطنية.


وليس دفاعا عن الكاتب الذي يحمل إرشيفه الإعلامي عبر عاموده اليومي في الصحف وعبر مركز القدس للدراسات الذي يديره، فقد وضع الجميع أمام ايضاح ضمنّه موقفه الثابت ازاء مؤسسة الجيش، تلك المؤسسة التي اقر الرنتاوي باعتذاره بأنه "ثقتنا بقواتنا المسلحة – الجيش العربي مطلقة ولا يأتيها الشك أو التشكيك لا عن يمين ولا عن شمال”، ومؤكدا اعتزازه بدور البطولة المشرف الذي لعبته قواتنا المسلحة في معركة الكرامة المجيدة التي أعادت الاعتبار لشرف الجندية العربية”.

ولم يشفع الاعتذار الثاني للرجل، بعد ان كتب مقالاً ابتدأه بالاستعاذة من الله بالقول "معاذ الله" أن يُضمر كاتب هذه السطور، سوءاً بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أو أن يكون دافعه لكتابة ما كتب، التقليل من الدور الحاسم الذي لعبته في واقعة الكرامة المجيدة ... وحده الأحمق، أعمى البصر والبصيرة، من يتنكر لبطولات الجيش وتضحياته، ومن يتجرأ على أن يغبط الشهداء حقهم المقدس في المجد والشرف، ولطالما تناولت هذه الموضوع في العشرات من مقالات سابقة.

ما يهمنا في هذا السياق، وضع الشارع بصورة التداعيات المتسارعة التي احاطت بردود فعل الاردنيين، منهم من تفّهم ولم يأخذ مقال الرنتاوي باكثر مما قصده الكاتب نفسه، ومنهم من اعتبر المقال ساحة ذهبية لتصفية الحسابات، واخرون ذهبوا لمستنقع الاقليمية دون مواربة.

الرنتاوي الذي كتب عن الكرامة ومؤسسة الجيش فيما سبق، اصبح مقاله مادة اعلامية اسهمت في شحن المناخ الاعلامي من جهة ولمنصات التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، وقد قدم الرنتاوي لهم مادة اعلامية دسمة لتنشلهم من حالة الفَلَس الاعلامي، لم يوقف عجلتها اعتذاره لمرتين متتاليتين، كانت كافية لتوضيح ما اراد قوله بالمقال، ولوقف سهام وشٍباك التصيد نحوه.

الرنتاوي الذي دأبت الفضائيات العالمية والعربية والمحلية على استضافته للحديث بالشأن العربي والأردني، لم يُشر إليه في تلك اللقاءات بصفته ابن تنظيم او موالٍ لتنظيم، لم يُشر إليه بأنه من جماعة "غربي النهر"، او شرقيه، بل كان عريب الرنتاوي الكاتب والاعلامي والباحث والمحلل السياسي (الأردني) .

مرة أخرى نؤكد بأننا هنا لسنا بصدد الدفاع عن احد، وقد تحولت فقرة في مقال الى شرارة لهب التقطها البعض بقصد الثأر من الدولة لا من الرنتاوي الذي تم نصب له المشانق لتعليق وسحب الاسلحه من غمدها لاعدامه ، من قبل البعض من اصحاب القضايا المجمدة والمعلقة، وآخرين من اصحاب المآرب الخاصة والأجندات التي لا وقود لها سوى التصيد والتربص وبث الفتنة .

ما حدث ويحدث على منصات الاعلام والتواصل الاجتماعي من طروحات حقيقة معيبة ومخجلة، سيما والأردن يخطو أولى خطواته نحو المئوية الثانية، بالأدوات ذاتها من تماسك ولحمة والتفاف حول القيادة، الادوات ذاتها بكل مكونات الشارع من كافة الأصول والمنابت كما قالها الحسين الباني طيب الله ثراه، فمن أسس هذا البلد وحفر اسم الاردن عميقا في المدونة العربية والعالمية عسكريا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا هم الاردنيين على امتداد نهر الاردن شرقيه وغربيه، هناك حيث لا مكان لصاحب فتنة او شرور.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences