فارس حباشنة يكتب : دولة معروف البخيت كلمة حق للتاريخ...
الشريط الإخباري :
معروف البخيت
لربما ما لا يعلمه كثير من الاردنيين ان حكومة معروف البخيت الاولى كانت ضحية لتحالف ثنائي ما بين : سيء الذكر باسم عوض الله و المسجون الجنرال محمد الذهبي .
معروف البخيت لم يسرق و لم يفسد ولم يتأمر . الرجل
نزيه ، و لا" ابن امراة " ، و لا احد يقدر ان يطلق على البخيت تهمة ما .
نعم ، انصب غضب الاردنيون على البخيت لانه لم يمسك بشكل كاف في الولاية العامة ، و تنفيذ صلاحيته كرئيس حكومة بموجب الحقوق الدستورية .
خصوم البخيت ، خافوا من مشروعه الوطني في اصلاح الدولة واستعادة تعريفها وطنيا ، فنموذجه مزعج ، ولا يريح من اعتادوا على مد يدهم الى المال العام ، ومن يضمرون اجندات وتوجيهات و املاءات من جهات اجنبية ، ويديرون الدولة ب"عقلية ديلفري والكول سنتر " .
هذا ليس كلاما عاطفيا ، و لكن تعبيرا عن تقدير و اعتزاز في قامة وطنية قل نظيرها بمن عرفنا في " جماعة الحكم" ، ورجال السلطة و في العمل السياسي عموما .
فهو ابن الاردن ،و يقرأ و يفهم و يحلل و يستنسج و ياؤل ، وهم لا يقرأون فان قرأوا لا يفهموا .. و اكثر ما يبدعون في الدسائس و المكائد و التأمر ، و هي لعبتهم المميزة و المفضلة .
البخيت ابن الشعب .. و ابن عشيرة و فئة اجتماعية و شعبية . ، والاهم انه عسكري ، ووطني اردني . و لم يحسب على نادي " اثرياء السلطة" ، و نادي البرجوازين الجدد ، ومن وليدي غنائم السلطة ، و نادي المقاولات السياسية .
ما عرف البخيت الحقد و الكراهية ، قلبه ابيض لا يعرف التلوين . دخلت الى الدوار الرابع معروف البخيت و خرجت منه معروف البخيت . وهذا ما نفتقده اليوم في زمن سياسي الوجوه والقلوب العفنة الصفراء ، و سياسي الوشايات و النميمة و الانتقام و تصفية الحسابات . و في الراهن الاردني هذه الاخبار تمليء الدنيا ، واكثر ما تخرج من دوائر السلطة والحكم .
الاردنيون يعرفون من هو عدوهم ، ومن هو صديقهم اسما اسما .. ويعرفون من سرق ثروات البلد ، وباع مقدراتها واراضيها وفكك مؤسساتها ، و اضعف سيادة الاردن و قراره الوطني ، و وضعه في خانة التبعيات الاقليمية و الشرق اوسطية .
نفتقد البخيت اليوم .. والاردنيون مفجوعون بما يصيب الدولة و الحكم . وخائفون على وطنهم ،ويهربون بالامل الى اي مساحة ، فماذا تبقى من احلام الاردنيين في واقع مفجع يسوق الناس كالقطيع .. ولم يتبق الا الدعاء الى الله لانقاذ البلد و الشعب الملطوم ،والموبؤ .
الاردنيون في اشد حسراتهم ، و لايحسدون عليها .. فلا احد راض بان يسمع لما يقولون، وماذا يريدون وبما يحلمون ، ولماذا هم خائفون ؟
فارس الحباشنة