أوباش الداخل أخطر على الوطن من أوباش الخارج ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه 
نقص المناعة الأخلاقية الذي ضرب أطناب بعض القائمين على القرارات في البلاد أدى ويؤدي إلى إثارة الغضب لدى أبناء الشعب ، وخاصة عندما يحاولون إثارة غبار التضليل حولهم وحول إنجازاتهم وما يدّعون أنهم  قدموه من خدمات من أجل الوطن.

قبل أشهر كتبت مقالاً عن أوباش الخارج وما يثيرونه من أكاذيب حول الوطن وشخصياته وقيادته ، وبيّنت فيه للجمهور أو القارىء ، أنه لا يجوز أن نستمع أو نرخي "الآذان" الى هذه الحفنة التي تتلذذ في إيذاء الوطن .. ولكن اليوم وبعد الذي جرى ويجري من حولنا وما تعكسه قرارات بعض المتحكمين في مفاصل القرارات في البلاد ، أجدني مذهولاً لحجم الحقد والغضب الذي تخلّفه هذه القرارات في صدور الناس ، بل إن بعضها يوغل صدور العامة تجاه كل ما في الوطن . 

إن المواطن الذي تحمل ويتحمل قرارات بعض المسؤولين " الأوباش " من التزامات ما تنوء عن حملها الجبال لم يعد قادراً على الصبر ، خاصة أنه يجد نفسه في مواجهة مع أعباء الحياة و" سرسرة " بعض تجار الأزمات الذين يتلاعبون بحياة المواطن دون رادع ودون تدخل من الحكومة ، أوتدخل مسؤول ما من أجل  تحمل مسؤولية الاستحقاقات المعيشية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتخليصه من فحش ما يتركب بحقه .

منذ أشهر عديدة وأنا كغيري من المواطنين نرقب تعيينات أو تقريب هذا أو ذاك في هذا الموقع أو ذاك .. ونحن نعرف كغالبية من هذا الشعب أن أصحاب المحسوبيات وأصحاب "القعدة على قاعدة اللتر"،أو الآخرين ممن لهم "حنّانات " في هذه المؤسسة او تلك أو قل "مرضعات" ، هم من يتم تبنيهم للتقدم الى الصفوف الأمامية في الوقت الذي يبعد هذا او ذاك لحسابات شجعاتهم أو زهدهم أو نظافة كفهم أو مواقفهم المبدئية من قضايا الوطن .

إن مايرتكبه "أوباش الداخل" بحق الوطن جريمة لا تقل بشاعة عمّا يرتكبه أصحاب الأيادي الملطخة بالعمالة لكل من يدفع اكثر ، فالشللية والمحسوبية تتعمق بفضل هؤلاء حتى أصبحت وكأنها القدر الذي لا مفر منه .
ان حرمان شاب أو شابة من فرصة التعليم أو حرمانه من فرحة التخرج ، فقط لأن والده تعثر مالياً بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها كل الوطن ، وفي الوقت  نفسه يتنطح اللاعب بمال الوطن والمؤتمن عليه من قبل جلالة الملك بتوزيع الأُعطيات والأموال الطائلة على كل من يرفع " ذيله" مطبلاً له بهذا الذيل ، أو يقوم بترميم وجه هذه أو تلك من أجل الحصول على وجه أجمل ، أوهو يعطي هذا او ذاك من أجل التسبيح له امام جلالة الملك وأمام الرأي العام ، وليظهر أنه المخلص للعرش وللوطن والمواطن وهذه من مآسي ما ابتُلي به الاردن في العشرينية الاخيرة .    

ويبقى الابتلاء الاكبر عندما تساوي مؤسسات الدولة أو صناع  القرار بين الأنقياء وبين الخبثاء أصحاب نغمة "الدندنة " على وتر الانتهازية ، فلا يمكن المساواة بين القدّيسين وبين الزنادقة ، وعلى من يريد ان يرى وطناً  تحمله الأَكُفّ النقيّة ان يقرأ المشهد من جديد .............إننا نواجه بعض "الأوباش" في هذا الموقع أو ذاك  يحيطون أنفسهم بأوهام من يرى ظلّه في الشمس يتمدّد فيظن أن مساحة الوطن بحجم كفّ يده ... وأنّ الناس تحت طوع أمره....

أوكما يرى بعضهم عندما يظن نفسه فرغلا لكنه درص لم يرق الى مرتبة الخرنق، مهما بلغ من مال أو تحصل عليه بطرق معيبة وخسيسة ، لكننا كمواطنين ونحن نعرف كل شيء ، نقول ونحن صابرون "ستضيعون مع اول هزيز ومن يعش يرى".
إن عظمة أبناء الوطن الذين قدموا الدم والمال وأعطوا ولم يقصروا ، لا يجب أن تقابل بترك " الاوباش " في هذا الموقع او ذاك يتحكمون بهم ، كما لا يجوز إبعادهم او إقصائهم لانهم لا يتفقون مع هذا"الدعي أبن الدعي"، فقد أثبتت التجارب أن الانقياء يطفون على السطح ، واما المعكرون الملوثون سيبقون في القعر، حتى لو إستمرت عملية  التحريك من أجل اطفائهم على السطح  ووضعهم في مقدمة المشهد .
مرة اخرى اقول ،إن ما يمارسه "أوباش "الداخل هو أخطر على الوطن مما يرتكبه "اوباش " الخارج ،لأن غالبية الناس تتأثر بما يرتكبه اوباش الداخل وبالتالي ينعكس على البيوت الاردنية تعليميا أو طبيا أو معاشيا  وحتى في العمل ، اما اوباش الخارج فسيذهب عبثهم أو حقدهم  هباء منثورا ، والعاقبة لمن يتعظ .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences